◄لماذا اختار السيسى هذا التوقيت للحديث؟.. وما الخيارات التى سيلجأ لها لحماية الأمن القومى؟.. كيف أثبت ا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: «حديث القوة» الشفرات السرية لخطاب الرئيس التاريخى في المنطقة الغربية العسكرية

الكاتب الصحفى محمود الشويح  الشورى
الكاتب الصحفى محمود الشويح


◄لماذا اختار السيسي هذا التوقيت للحديث؟.. وما الخيارات التي سيلجأ لها لحماية الأمن القومي؟.. كيف أثبت الجيش المصري أن "مسافة السكة" حقيقة وليست شعار؟

◄وما الخيارات التي سيلجأ لها لحماية الأمن القومي؟ ماذا وراء مؤامرة أردوغان لاحتلال سرت الليبية ؟

طموحاته هائلة تجاه التأثير فى الأحداث، والقيام بدور الزعيم الحامى للوطن، والموجه والصانع للأحداث.. يتصرف كزعيم سياسى وشعبى، لكنه يلطف ذلك بنبرات التواضع، ومعرفة الحد الذى يتوقف عنده، حتى لا يبدو مغرورا أو مزهوا أو متعاليا أو طامعا فى السلطة.

خطاباته غالبا قصيرة من حيث الوقت.. لا يسرف فى خطاباته، ويحدد توقيتاتها بدقة شديدة، لكى يحقق الهدف، الذى يريده من الخطاب، والكلمات تكون محددة ومنظمة وموجهة نحو الهدف دون حشو أو ثرثرة، ولا توجد لزمات كلامية أو لعثمة أو تردد أو زلات.

يؤمن كل خطوة حتى لا ينزلق، يجيد التوقيت لكلماته، كما يجيد التوقيت لقراراته، ويتضح هذا فى توقيت خطاباته وكلماتها  المنتقاة بعناية يفهمها كل فريق بطريقته، ولكنه فى النهاية يحتفظ بزمام المبادرة، واختيار التوقيت.

تعطيه  خلفيته المخابراتية ثقة عالية بمعلومات ومعرفة عميقة بخريطة الأحداث وتوجهات موازين القوى، وحسابات رد الفعل، ويعرف متى يتكلم، ومتى يصمت، ومتى يظهر، ومتى يتوارى، ولا يستطيع محاوره أن يأخذ منه أكثر مما يريد أن يعطى، ولا يورط نفسه فى مساحات حرجة، أو يقع فى حفر، أو حقول ألغام.

يتمتع بذكاء وجدانى مرتفع فصوته مفعم بالدفء الإنسانى والنعومة، وفى نبراته ونظراته مسحة حزن تجلب له التعاطف، وكلماته مشبعة بالمشاعر، وهو يجيد مخاطبة عواطف المصريين، كما يجيد مخاطبة عقولهم.

كل ما سبق هو شفرات الرئيس السيسى التى لخصها الطبيب النفسى الشهير الدكتور محمد المهدى فى تحليله لشخصية الرئيس.

لقد استرجعت هذا التحليل الرصين وأنا أتابع خطاب الرئيس السيسى الذى ألقاه السبت الماضى فى المنطقة العسكرية الذى أكد فيه أن الجيش المصرى لن يسمح للميليشيات المدعومة من أردوغان أن تحتل ليبيا وأكد الرئيس أن الشرعية الدولية تعطى مصر حق التدخل العسكرى لأن ما يحدث هو تهديد مباشر لأمنها القومى.

لقد هز خطاب رئيسنا وزعيمنا القوى والملهم.. الحاسم والصارم.. الواثق فى قدرات جيشنا العظيم العالم بأكمله وأجبر زعماء الدول الكبرى على التخلى عن صمتهم تجاه ما يفعله شيطان تركيا فى ليبيا.

لقد حدد السيسى  الخطوط الحمراء لتركيا فى ليبيا، وحذّر من مغبة تجاوز تلك الخطوط، الممثلة فى سرت والجفرة، فى رسائل شديدة اللهجة حظيت بدعمٍ ليبى شعبى وسياسى واسع، انطلقت فيها القاهرة من أساس الشرعية الدولية ومبادئ وأحكام القانون الدولى الخاصة بالدفاع عن الأمن القومى.

إن حديث القوة الذى فجره الرئيس يعكس حرصه على وحدة ليبيا فهى  الأمن القومى المباشر لمصر، وأى أحداث تتم فى ليبيا تؤثر تأثيراً مباشراً، لا سيما العمليات الإرهابية التى تمت فى السنوات الأخيرة، وتمركز الإرهابيين فى ليبيا، وهو ما تسبب فى أحداث إرهابية كثيرة فى مصر من قبل .

إن ما أبهرنى فى حديث السيسى هو إعلانه عن الخط الأحمر الذى لن يسمح بتجاوزه فى ليبيا لأن تقدم الميليشيات المدعومة من أردوغان إلى  محور سرت والجفرة يعكس خطورة على الأمن القومى المصرى؛ لأنه إذا دخلت القوات التركية سرت فإن معنى ذلك السيطرة على الهلال النفطى وعلى بترول ليبيا، وهو المطلوب من جانب أردوغان، ولذلك كانت الوقفة الكبيرة من السيسى، لمواجهة ذلك.

إن خطاب السيسى أوقف غرور تركيا وحلفائها فى الدوحة ومن يدور فى فلكهما من جماعة الإخوان المسلمين فالشيطان التركى رجب طيب أردوغان ظل يتوعد ويتدخل ويكشف عن أطماعه الحقيقية السافرة فى ليبيا، وتحديداً فى منطقة سرت التى تحمل أهمية إستراتيجية كبرى، وتعد بوابة منطقة الهلال النفطى الغنية بمصادر الطاقة.

ربما هذا "الأهطل" كان يعتقد، لغفلته، أننا سنقف  متفرجين صامتين وما إن تحدث رئيسنا القوى ووصل صدى خطابه إلى العالم بأكمله تغيرت نبرة الشيطان التركى وقال وزير خارجيته: ندرك أهمية ليبيا للأمن القومى المصرى.

لقد وحد السيسى الأمة العربية وأجبرها على الوقوف فى "ضهر مصر" لحماية ليبيا وهو ما عكسته بيانات الدول العربية التى أشادت بالخطاب.

قالت السعودية إن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والأمة العربية، مضيفة "لمصر الحق فى الدفاع عن حدودها الغربية من الإرهاب".

وأعلنت الخارجية السعودية وقوف المملكة إلى جانب مصر، فى حقها بالدفاع عن حدودها وشعبها، من نزعات التطرف والميليشيات وداعميها فى المنطقة.

وأكدت على أهمية وضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية التى تغذى الإرهاب.

كما أعربت الإمارات عن تأييدها لما ورد فى كلمة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى بخصوص ليبيا.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولى وقوفها مع مصر فى كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.

وثمنت جهود مصر، للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، خاصة مبادرة القاهرة المتسقة مع القرارات الدولية.

وأعربت مملكة البحرين عن تقديرها لتأكيد السيسى عزمَ مصر حماية وتأمين حدودها، بعمقها الاستراتيجى، من تهديدات الميليشيات الإرهابية والمرتزقة.

وأشادت وزارة الخارجية البحرينية بخطاب الرئيس المصرى، باعتباره رسالة واضحة لكل من ينوى المساس بأمن مصر والأمن القومى العربى.

وليست الدول العربية فقط هى التى تفاعلت مع الخطاب التاريخى للرئيس لكن الدول الكبرى أيضا حيث أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها للقاهرة وطالبت بوقف إطلاق النار عند خط المواجهة فى سرت والجفرة لتجنب التصعيد، وقالت إنها تساند جهود الاتفاق على صيغة لاستعادة إنتاج النفط، بما يخدم تعافى الاقتصاد.

وأيدت واشنطن جهود مصر فى وقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات السياسية، مشددة على أهمية وضع حد للتدخل العسكرى الأجنبى، والامتثال لحظر الأسلحة وتعهدات مؤتمر برلين شأن ليبيا الذى انعقد فى وقت مبكر من العام الحالى.

الليبيون يرحبون بتدخل مصر

إن الرئيس السيسى يدرك أن ليبيا فى حاجة إلى دعم مصر لكن لأنه قائد رشيد لجيش رشيد يحمى ولا يعتدى فقد أكد استعداد مصر لتلبية نداء الأشقاء وهو ما عبر عنه فى خطابه قائلا:

"إذا تحرك الشعب الليبى وطالبنا بالتدخل، ده إشارة للعالم بأن مصر وليبيا بلد واحدة مصالح واحدة وأمن واحد واستقرار واحد، ويخطئ من يعتقد أن صبرنا ضعف، لا والله، احنا صبرنا، صبر لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق، وإذا لم نكن مدركين لذلك وتقديم التضحيات اللازمة والمواقف الشريفة والقوات ستتقدم وأنتم موجودين فوق منها وشيوخ القبائل والقبائل الليبية على رأسها، وإذا انتهت المسألة تخرج بسلام، لأننا لا نرغب فى شىء إلا أمن واستقرار وسلامة ليبيا".

لقد أحدثت هذه الكلمات صدى هائلا فى نفوس الليبيين الذين رقصوا فرحا فهم يدركون أن الجيش المصرى قادر على تخليصهم من جحيم أروغان وخيانة السراج.

لقد تفاعلت المؤسسات الليبية مع الخطاب التاريخى حيث أكد  اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الليبى أن مصر عظيمة بتاريخها، مشيدا بما جاء فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته بتفقد المنطقة الغربية العسكرية.

أضاف المسمارى أن مصر لديها شرعية كاملة لمساندة ليبيا، مشيرا إلى أن هذه المعركة ليست وطنية ولا تخص ليبيا فقط، وخطيرة جدا تتعدى حدود الوطنية والمنطقة الإقليمية

وأشار المتحدث باسم الجيش الليبى إلى أن العناصر التكفيرية والمتطرفة تهدد ليبيا، وهذه معركة قومية تخص الأمن القومى العربى وتهدد كل المنطقة العربية بما فيها مصر، والقوات المسلحة الليبية العربية تحارب نيابة عن العالم.

فيما قال ‏رئيس مجلس النواب الليبى، عقيلة صالح "إن كلمة الرئيس المصرى جاءت استجابة لندائنا أمام البرلمان المصرى بضرورة التدخل ومساندة قواتنا المسلحة فى الحرب على الإرهاب والتصدى للغزو الأجنبى".

وأضاف ‏رئيس مجلس النواب الليبى، أن "الميليشيات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا تهدد الأمن القومى المصرى".

إن ليبيا الشقيقة لن تقع فى براثن الشيطان التركى طالما أن الجيش المصرى قرر حمايتها فجيشنا العظيم قادر بإذن الله على ردع كل من تسوله له نفسه تهديد الأمن القومى المصرى والعربى، فعبارة مسافة السكة التى أطلقها الرئيس ليست جملة عابرة بل حقيقة مؤكدة ربما تثبتها الأحداث قريبا.

ومن محاسن الصدف أن خطاب السيسى التاريخى الذى رفع معنويات الشعب المصرى جاء بالتزامن مع ذكرى ثورة 30 يونيو التى أنقذت الشعب المصرى من قبضة الجماعة الإرهابية.

لقد سطر  السيسى بطل 30 يونيو بطولات وإنجازات سوف يخلدها التاريخ بأحرف من نور فهو قائد ملحمة تحرير مصر من ظلام والإخوان وهو أيضا قائد ملحمة إعادة بناء مصر وإعادة مكانتها على خريطة العالم بما حققه خلال السنوات الماضية من إنجازات شهد لها القاصى والدانى.

إن الذى قال إن السيسى هدية الله لمصر لم يخطئ فهذا الجنرال القوى الشجاع الذى يعشق بلاده يستحق منا جميعا أن نسانده ونشد من أزره فكل ما يفعله لا يبغى منه مجدا شخصيا لكن حلمه  أن تكون مصر "قد الدنيا" وبإذن سوف يتحقق.