تشاء الأقدار الأسبوع الماضي أن أكون في زيارة أسرة زوجتي بالمنيا، وبسرعة رتب والد زوجتي زيارة لدير الانبا صموئ

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 23:31
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

صموئيل العشاي يكتب: الرئيس السيسي ودير الأنبا صموئيل

أرشيفية  الشورى
أرشيفية


تشاء الأقدار الأسبوع الماضي أن أكون في زيارة أسرة زوجتي بالمنيا، وبسرعة رتب والد زوجتي زيارة لدير الانبا صموئيل المعترف بصحراء القلمون بمحافظة المنيا، وكان الأمر يتم بسرعه لعماد ابنتي الثانية مريم، ابنتى الأولى ميرا عمدها نيافة الأنبا باسليوس رئيس دير الأنبا صموئيل ولكن بمقر الدير بالقاهرة. 

في السادسة صباحا أستقلينا سيارتنا قاطعين الطريق فى اتجاه دير الأنبا صموئيل، وكان الجميع فرحين بالزيارة لأن الدير منعت الزيارت عنها لفترة طويلة بسبب كورونا وقبلها بسبب الطريق الوعر الذي تسبب في مذبحتين للأقباط بسبب وجود مدق رملي غير مؤمن طوله حوالي 25 كم، حيث هاجم الإرهابيون من أحد جوانبه زوار الدير من الأقباط وقتلوهم، وقد تناول مسلسل الاختيار الشهير إحدى المذبحتين في حلقاته.  

في أحد الأيام أتصل بي مرقص عايد بلدياتي الذي يعمل مع الأنبا باسليوس ليخبرني أن الأمن أوقف سيارة الأسقف ومعه عدد من السيارات الأخرى لحين وصول قوة لتأمين هذا الموكب الضخم خوفاً عليهم بعد الحادث الارهابي الأول، يومها اتصلت بالعميد مدحت عويضة مدير البحث الجنائي بمحافظة المنيا، وأخبرته بالأمر وقال لي إن الاستاذ هانى عزيز رجل الأعمال المعروف، اتصل به قبلي بدقائق لذات الأمر، واقترحت عليه أن تقوم مدرعه وسيارة شرطة بتأمين الموكب من بدايته ومن نهايته، وبالفعل أخذ الرجل بفكرة العبد لله، ودخل يومها الأنبا باسليوس ومعه موكب كبير من سيارات الإعاشة وأسر الرهبان الذين كانو فى طريقهم لزيارة الدير، ومر الموقف وأصبح الدخول والخروج من الدير يحتاج لموكب سيارات للتامين بسبب وعورة المدق الرملي.

بسبب الروتين والجهاز الإداري العقيم والبطيء الشديد في اتخاذ القرار، غضب الرهبان بسبب تأخر إدارة الطرق في رصف الطريق إلى الدير، وأخرى أخبرني مرقص أن هناك حالة استياء وغضب شديدة وسط الرهبان بسبب عدم وصول الطعام والشراب اليهم بسبب صعوية تأمين الطريق، واحتج بعض الرهبان على الطريق السريع لحين حل المشكلة، فاتصلت بأحد القيادات رفيعة المستوى، وأخبرته بالأزمة كاملة، وقلت له أن الطلب هو إبعاد الجهه الإدارية عن رصف الطريق، وأن تقوم الإدارة الهندسية للقوات المسلحة بالإشراف على رصف الطريق، وكان الطلب هو عرض الأمر على الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً في رئاسة الجمهورية، وبالفعل أبلغنى القائد أن الأمر بالفعل على مكتب السيد الرئيس وخلال ساعات سيتم اتخاذ قرار كما طلب الرهبان.

كنت أنشر ذلك على صفحتى بالفيس بوك، ووجدت أكاذيب لا حصر لها أن الجهات الأمنية قامت بالقبض على الرهبان، وتم اعتقال خمسه منهم على ما أتذكر، وعدت للقائد اسأله عن تلك الإشاعة التى تشككت فيها منذ البداية، ورد الرجل وهو يبتسم أن إحدى الجهات تجلس مع الرهبان للاستماع إلى شكواهم الاخرى غير رصف الطريق لأن التعليمات كانت تنفيذ طلباتهم، وبعدها اتصلت بالقمص اليعازر الصموئيلي أحد رهبان الدير، قأخبرنى أنه يقف في انتظار خروج الرهبان، وبالفعل خرجوا وطلبت منه أن أحدث أحدهم ويدعى أبونا مايكل، وأخبرني أن الاجتماع كان بشكل راقي، واستمعت القيادات الامنية المحلية لشكواهم الأخرى، واعطى القادة لهم أرقام هواتفهم الشخصية للاتصال بهم مباشرة، وخرجت على الفيس بوك وحكيت القصة وكذبت الشائعات التى انتشرت كالنار في الهشيم.

الأحد الماضي تصادف ذكرى استشهاد شهداء دير الأنبا صموئيل، ورتبت أسرة زوجتي الزيارة وذهبت معهم، وجدت على بداية مدخل الدير انتشار أمني عالي جداً من تشكيلات أمنية مختلفه وخبراء مفرقعات ووحدات الأمن المركزي، ومدرعات الأمن المركزي، وسيارات مصفحة، وبعد تفتيش دقيق للسيارة بواسطةالكلاب البوليسية وأجهزة كشف المفرقعات، عبرنا إلى المدق الرملي فوجدته قد أصبح طريقا اسفلتياً رائعاً، وطول الطريق وجدت سيارات القوات المسلحة ومدرعات وعدداً من الدبابات موزعة على جانبي الطريق، ووجدت برج محمول تقف عليه سيارة شرطة لتأمينه، اتذكر أننى تحدثت مع المهندس نجيب ساويروس عن تبرعه لتركيب البرج على نفقته الخاصة، ووافق الرجل وتم تركيب برج لشبكة اورنج، وصلت الدير ووجدت تشديد أمني من الداخلية أيضا برتب مختلفة.

دلفت بالسيارة إلى الدير الذي لم أزره منذ عشرين عاماً، فوجدت ينبض بالحياة وبالفرحة، ووجدت الألف في رحاب الدير تطلق النساء الزغاريد فرحاً بالزيارة التي تأخرت كثيراً.

من يستحق الشكر في هذه الزيارة هو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنهى الموضوع بنفسه، والقائد العسكري الذى يرفض أي أشارة عنه في أي مكان، و الجهات المعلوماتية الأخرى التي ساعدت في إنهاء الأزمة فعاد الزوار لديرهم المحبوب، شكرا يا ريس، أنا أحكي القصة لأنني كنت شاهدا على الواقعة ورأيت الفارق بنفسي.