حكاية نوت كورسز .. محمود حسن »مبتكرًا أم بائعًا للوهم؟!«
"أبوريالة" يحقق تقدمًا على الفيس بوك .. و يواجه الاتهامات .. ويرفض لقاء الصحفيين
يزعم دائمًا أنه يغير من حياة الكثيرين، وأنه بيده القدرة على تحويل أحلامهم إلى حقيقة، هو يرى دائمًا - حسب تعبيره - أنه قادرًا على استخراج المواهب المدفونة بداخل العقول، كما يزعم انه قادرًا على تبديل حياة اليائسين البائسين من الشباب المحبط إلى الأفضل.. فقط بـ «بالانجليزي»..
محمود حسن، شاب ثلاثيني ظهر منذ أكثر من عامين، عبر موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، من خلال صفحة رسمية أسماها "Not courses" أو بدون كورسات تعليمية، زاعمًا أنه يستطيع تغيير حياة الآلاف من الشباب الذي أحاطه اليأس والإحباط بتعليمهم اللغة الإنجليزية، فنشر عددًا من الفيديوهات على صفحته على يوتيوب يدعو الشباب إلى زيارة موقعه الذي يحمل ذات الاسم.
الموقع له متابعين كثر، فالمركز التعليمي الذي يديره محمود يقدم خدمات تعليم اللغة الإنجليزية، بطرية لا يُستخدم فيها ورقة أو قلم مناهج دراسية، ما أثار الكثيرين..
حكاية كفاح
يحكي دائمًا "محمود حسن"، سواء من خلال الكتابة على صفحته أو فيديوهاته القصيرة التي لا تتعدى دقائق محدودة، أنه كان من أولئلك المحبطين واليائسين الذين أُحيطوا بكم كبير من اليأس والإحباط، ويروي كيف أنه كان فاقدًا للقدرة على النجاح وأنه ظل في كلية الهندسة قرابة العشر سنوات، إلا ان اتقانه للغة الإنجليزية فتح له عددًا من أبواب الوصول إلى ما يعتبره القمة، والخروج من دائرة الفشل التي جعلته يكره النظر إلى نفسه في المرآة - حسب قوله -.
ويضيف محمود خلال تسجيلاته: "كنت بتهته واخاف اتكلم، وكانوا بيسموني أبو ريالة"، موضحًا حالته المذرية التي كانت لا تسر من يراه ولا تجعله يتنبأ له بشأن عظيم في المستقبل.
ينشر هذا الشاب على موقعه عددًا من الفيديو والتسجبلات الصوتية لشباب استطاعوا قهر الركود؛ ليخرجوا باتقانهم للغة إلى التقدم بمستويات هائلة في التحث بالإنجليزية؛ ليصيروا بعد عدد من الحصص العلمية والزمنية شبابًا ناجحًا، مفتوحة أمامهم دائرة العمل في أعلى الاماكن وأشهرها، مؤكدًا وبشدة أنه لن يترك من يتقدم له إلا حين يحقق حلمه، تتغير حياته إلى الأفضل.
أفكار مبتكرة .. "بدون كورسات .. تحدي"
ويتبنى "حسن" في مركزه التعليمي الذي أعلن بأن له فروع عديدة في القاهرة الكبرى والمحافظات، فكرةً التلقي بدون ورقة وقلم، بلا كتب ولا مراجع، إنما تكون من خلال الممارسة، ما يعتبرها طريقة خاصة أسماها "اللاوعي"، فمن خلال استخدام اللاوعي في ممارسة وتعلم اللغة الإنجليزية يستطيع المتلقي أن يحقق مستويات متقدمة في اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة وتحدث.
ويتحدى محمود الظروف التي تواجه الطلاب، فيسمح لهم بالتوجه غلى المقرات المختلفة بنظام أسماه "متدفعش وهنخصم من مرتبك" ويقول إنه يقدم دورة في اللغة الإنجليزية مقابل دفع مبلغ 1000 جنية فقط كمقدم يحصل بعدها الطالب على كل المستويات ليتم تعيينه بعد الوصول إلى المستوى رقم "16"، كمدرس أو إداري بالمركز براتب يبدأ من 3000 جنيه، ويقوم المركز بخصم 1000 من الراتب شهريا حتى سداد تكلفة الدورة.
وفي إطار التحدي، يواجه محمود حسن القلق او الاضطراب الذي بنتاب الشباب أثناء التحدث باللغة الإنجليزية، من خلال طريقة - يراها مبتدعة - اسمها «مواجهة الكاميرا»، والتي يقف فيها الشاب أمام الكاميرا يتحدث قرابة الخمس دقائق، ثم يكرر الطالب هذه العملية حتى يتقدم بالمستوى للثلث والنصف ساعة.
ويدعو محمود حسن خلال تسجيلاته – الطريقة الوحيدة للتواصل معه – الشباب أيًا كان مستواهم الدراسي علي أو متوسط، فلا يضع شروطًا للتقديم ولا معييرًا للقبول، فقط تقدم وابدأ الممارسة، ولا يشترط عدد مرات لإعادة المستوى فالمستوى يمكن إعادته اكثر من عشر مرات – حسب زعمه – دون دفع تكاليف، إذ بإمكان المتدرب ان يحدد لنفسه الدرجة المناسبة للمستوى الذي تخطاه.
مهارات متعددة
تتعدد مهارت الشاب، فيقول الشاب أنه ليس لديه وقت ليضيعه؛ لان باختصار صار مسئولاً عن عدد من المراكز التعليمية الخاصة به لتعليم اللغة، وأن هذا صار رأس ماله الدائر، الذي لا يتوقف، خاصةً وأنه تعدى مرحلة ان يكون مدرسًا للغة الإنجليزية، فصار بإمكانه أن يلقي عدة محاضرات في التسويق الإلكتروني بشكل متقدم يتمكن ن خلاله.
وتظهر على موقعه عدة تسجيلات تتنوع بين الصوتية والصوتية المرئية "فيديو" لعدد من الشباب المصري، يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة، ويتكلمون أمام الكاميرات ويشرحون قواعد اللغة، ويحكي الكثير منهم كيف كان قبل التقديم، ثم يعرض قدراته التي تفاجئ المتابعين. وتحظى صفحته على موقع الفيس بوك، بإعجاب ما يقارب المليون ونصف المليون متابع، ما بين متدربين أعضاء في المدرسة ومتقدمين، وعدد ليس بالقليل من الذين قرروا أن يخوضوا التجربة في مدرسته، كما أن الصفحة دائمًا تتواصل مع المتابعين من خلال الفيديوهات والمنشورات التي لا تخلو من تجارب وقصص لأشخاص تغيرت حياتهم باللغة الإنجليزية، والتحقوا بعدها بعدد من الوظائف ذات المرتبات الخيالية.
وتواصل الصفحة نشر الصور الخاصة بالتدريب، وحديثًا إضفاء روح الكوميديا من خلال صور كاركاتور وعدد من الصور المرفق بها تعليقات ومواقف خفيفة الظل.
اتهامات
فيما واجه محمود حسن عددًا من الاتهامات، تقول بأنه يبيع الوهم لمتابعيه، وتباينت هذه الاتهامات من انه يغير طريقة المناهج من فترة لأخرى، وأن الطالب لا يستطيع إكمال الدورة على الإطلاق فيؤجل إلى أن المستويات الأخيرة من الدورات مرة بعد الأخرى، حتى يمل الطلاب ويطلبون إنهاء الدورة والحصول على الرسوم التي دفعوها، إلا أن الشركة ترفض رد المبالغ المدفوعة وتماطل الطلاب.
يقول بعض الطلاب الذين لهم تجارب سابقة مع المركز، وفقًا لإدلاءات بالصحف، أنهم لم يجدوا أدنى استفادة من الدورات المقدمة في المركز، وأنهم لا يحصلون على قيمة المبالغ المدفوعة ولا يستردونها حتى ناقصة.
ويتابع الطلاب المتضررين، أنهم لا يجدون ميزة او شيئًا مختلفًا في هذه التجربة بسبب ضعف مستوى المدرسين، وعدم تقدم مستويات المتدربين في اللغة بعد عدة مستويات، بالإضافة لزيادة تكاليف المستويات باستمرار وزيادة عددها بحجة أعذار مختلفة.
غموض
يقف الناظر أمام مسيرة محمود وصفحته ومدرسته إزاء حالة من الغموض، فمحمود تتزايد شعبيته كل يوم بين أوساط من الشباب، وتقل بين عدد غير يسير منهم، إضافةً إلى أنه يرفض دائمًا الرد على الصحفيين أو الاستجابة إلى من يريدون لقائه بشكل شخصي أو حتى الرد على الاتهامات.
ولوحظ انه لم يتم مسائلة محمود حسن قانونيًا أو تقديم بلاغات ضده أو ضد المدرسة المعروفة باسم "NOT COURSES"، حتى الآن، ما يضع الموضوع برُمته في عدة دوائر تتباين بين "الاتهام والغموض والبطولة".