جزيرة سهيل بأسوان أقدم شهر عقاري في التاريخ.. خارج الخدمة

وترجع أهمية الجزيرة الي موقعها الجغرافي الذي يقع بجوار قناة شقها الملك سنوسرت الثالث أثناء حكمه وكانت قناة في صخور الجندل الأول "الشلال الأول" بجزيرة سهيل فكانت هذه القناة إلى جانب قيمتها التجارية طريقا لسفنه الحربية وعرفت بإسم "جميلة طرق" أو "خع كاو رع", بجانب موقعها المتميز يوجد بها كمية ضخمة من حجر الجرانيت أو الصوان وهو حجر صلب أقل تأثر بعوامل المناخ مثل الشمس والرياح والحرار من باقي أنواع الاحجار, وكان الفراعنة أختاروا أن يتسمر وثائقهم بأستمرار التاريخ.


لوحة المجاعة

يعرف الجميع قصة "يوسف" علية السلام, عزيز مصر وزمان المجاعة التي حدثت بمصر من سبع سنوات عجاف التي قضت على السبع سنوات السمان, والهام الله عز وجل لرسولة بتخزين القمح في الصوامع, ولكن ما لا يعرفة الكثير أن هذة القصة دونت علي أحد الصخور بجزيرة سهيل والتي أطلق عليها مؤخرا حجر المجاعة أو "لوحة المجاعة" وتتناول نقوشها أشادة بعهد الملك زوسر وحكمة الوزير ايموحتب ، فقد حدث في العام الثامن عشر من حكم زوسر أن زاد الضيق بالبلاد وذلك لقلة مياه الفيضان لمدة سبع سنوات وقلت الحبوب واستشعر شيوخ البلاد وأطفالها الجوع حتى الفرعون نفسه لحقه الهم، فأرسل الملك إلي حاكم البلاد العليا ورئيس معابد الجنوب وأمير النوبيين يطلب منه المساعدة . واحتكم زوسر إلي رئيس الكهنة وايمحوتب وأشاروا عليه بتقديم الأضاحي والقرابين إلي أرباب وربات مدينة "آبو" أسوان الحالية.


احفاد الفراعنة يعيشون بلا خدمات


يعيش أهالي جزيرة سهيل بأسوان علي مجموعه من المهن والحرف فتأتي السياحة في المقام الأول ثم يليها صيد الاسماك والزراعة وتعمل شريحة كبيرة من سيدات النوبة بهذة الجزيرة بالاعمال اليدوية مثل صناع الأكسسورات والاطباق النوبية ورسم الحنة وتجهيز العرائس.

وبعد أن انقطعت السياحة عن بلادهم منذ قيام الثورة وبداية سنوات العجاف التي يأمل أهلها الا تصل الي سبع سنوات وتتحول لوحات الجزيرة الي أحد أسطير لعنة الفراعنة تجعل التاريخ يعيد نفسة.


أمام فندق القرية الصغير والوحيد الذي يسع لـ 45 سائح وبعد أن أصبح مهجورا الأ من أهله قبلنا حسن شاكر النوبي, وحدثنا عن نقص الخدمات بالجزيرة قائلا " الجزيرة شبة معدومة من الخدمات والمرافق بالرغم من أنها علي بعد أمتار من عاصمة المحافظة أسوان, فلا يوجد بالجزيرة شبكة صرف صحي مما يجعلنا نضطر الي تبويظ الاراضي والحفر لعمل بيرات للصرف الصحي, أمال بالنسبة للكهرباء فالكهرباء وصلت الي عمدان الأنارة فقط ويجلب الأهالي كهربائية علي حيابهم الشخصي لتوصل وصلة كهرباء لهم من أقرب عمود نور.

وتابع محمد سيد عضو مجلس المحلي السابق عن جزيرة سهيل, أن القرية ينقصها مجموعه من الخدمات ولكن أهم مشكلة تعاني منها القرية الأن وتسبب في موت 3 أشخاص في السابق هي "الكهرباء", وخاصة في فترة السدة الشتوية وارتفاع منسوب مياة نهر النيل مما يؤدي الي تعرض بعض الأهالي لخطر الموت بالصعقة الكهرباء حيث تتفاعل المياة مع عمدان الضغط العالي وأتمني من أن يتدخل المسؤلين لحل المشكلة عن طريق كبل كهرباء نهري, أو رفع برج الكهرباء الواصل للقرية للحفاظ علي أرواح الأهالي.


متحف أثار عالمي خارج خريطة السياحة ومعرض للسرقة

وأضاف شاكر أن بالرغم من أن الجزيرة بها 280 لوجة أثارية مما يجعلها متحف سياحي مفتوح وبها مناظر طبيعية جميلة وموقع متميز الأ أنها مهملة من قبل الدولة وعدم وضع الجزيرة علي خريطة السياحة, كما كانت في الماضي, لأن رفع الجزيرة من علي الخريطة السياحية تسبب في رفع نسبة البطالة بين شباب القرية مما يؤثر علي جميع السكان حتي من يعملون خارج مهن السياحة تأثرت حياتهم بشكل غير مباشر.

وبجانب مشكلة أنعدام السياحة في القرية تضاف اليها مشكلة محاولات سرقة الأثار, تابع حسن شاكر, أثناء حديثة "للشوري" أن حصلت أكثر مرة حدثت محاولة سرقة وتصدي لها أهالي القرية وكانت من بينهم مرة تجمع فيها شباب البلد وقبضوا علي مجموعة من الاغراب "كانوا يقومون بالحفر لأستخراج الأثار في منطقة الجبل المنقوش" بمساعدة عضو مجلس شعب سابق وتم تسليمهم للشرطة