الجمعة 24 يناير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

بني هلال.. قبيلة غيرت وجه التاريخ .. تعاني التهميش

استعراض بني هلال
استعراض بني هلال



قبيلة بني هلال من أشهر القبائل العربية التي سكنت جنوب مصر وترجع أصول القبيلة إلى "هوازن" أحد بطون العرب بشبه الجزيرة العربية، ونزل بني هلال الي مصر في أواخر القرن الرابع للهجرة ثم جائت هجرتهم الثانية إلى بلاد المغرب العربي عام 422 من الهجرة, و جدهم الأكبر هو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. حسب موسوعة القبائل العربية المجلد الثاني.


ويتمركز أبناء بني هلال في اغلب محافظات ومدن الصعيد، وفي محافظة أسوان يتمركز تواجدهم في ثلاثة مناطق  فأكبر تجمعاتهم بشرق مدينة أسوان في منطاطق "الحكروب، والناصرية، وخور عواضة، والسيل، والشيخ هارون، وبركة الدماس، ومنطقة الصحابي، وفي أجزاء متفرقة من مدينة كوم امبو وقرية العتمور بكوم امبو،  وسط محافظة أسوان، وفي مركز إدفو حيث يتمركز الهلايل بحاجر أبو خليفة، وحاجر وكلح الجبل إدفو، ونجع هلال وبجوار عمارات الأمن،  وبعض الأماكن الآخري بمدينة إدفو", ويعمل نسبة كبيرة من السكان في الحرف اليدوية والتجارة والحنطور وبيع منتجات الألبان والرعي والخردة وأعمال البناء والمقاولات.


 وتنشب الخلافات بينهم وبين سكان بقية عائلات وقبائل أسوان لا تنتهي ويستخدم فيها السلاح الآلي أحيانا وخاصة بمنطقة شرق مدينة أسوان أغلب تلك الاحتكاكات تكون مع النوبيين و ابناء قوص كما تنشب مناوشات بين الهلايل وبين قبيلة العبابدة بمركز إدفو، بسبب الأراضي، مما أعطي انطباعاً  عاماً  لدي البعض بأنهم عصبيي المزاج ومما حدا بأصحاب الأعمال عدم إلحاق أيا من أبنائهم في وظائف لديهم تجنبا لأي احتكاكات "مماجعلهم شبه معزولين".


شدة بني هلال وقوتها كانت سبب فى التهميش 

بهذة العبارة افتتح محمد عبدة مهلل رئيس جمعية التراث الهلالي بأسوان حديثة عن فترة التهميش والانحدار التي عاشتها بني هلال منذ العصر الفاطمي، فجاءت الكسرة عندما اشار الوزير اليازوري على "المعز لدين الله الفاطمي" أن يرسل بني هلال لفتح و تعريب شمال أفريقيا بعد الواقعة المشهورة التي رفع فيها حاكم شمال أفريقية "المعز بن باديس" الراية العباسية علي الراية الفاطمية, ثم جهز المعز لدين الله جيش من بني هلال بإعطاء كل فارس منهم دينار ذهب وناقة و وعدهم بأن ما سوف يفتحونه من اراضي سوف تكون لهم , وبالفعل زحف الجيش علي شمال أفريقيا من ليبيا وتونس وبلاد المغرب وهزموا المعز بن باديس ولكن الفاطمين لم يحفظوا هذا الجميل و تم نقل ما تبقي من ابناء قبيلة بني هلال شرق المدن وتم منعهم من حق الملكية و تم تحريض القبائل والجيش على اذلال أبناء قبيلة بني هلال و أستمر الوضع في الانحدار حتي جائت الثورة وعهد عبد الناصر ولكن حتي في عهد عبد الناصر، لم ناخذ حقنا كلاجئيين على مصر التي كان يعاني منها ابناء القبيلة في القري التي كانوا يعيشوا فيها, حتي كان العمدة في القري يجمع البطايق من الاقارب والعائلات الكبري لتملك الاراضي و يهمش ابناء بني هلال، ولكن استفدنا في هذة الحقبة بالكرامة والعزة.


شعبان اضطر للعمل في تكسير الحجارة 

"شعبان. م" 27 سنة قال حلمت بالوظيفة الميري كثيراً وداعبني أمل كاذب، أن التحق بأي وظيفة حتى ولو فراش، أو ساعي، أو حارس ليلي، وكنت اتابع كل الوظائف الخالية وأقراء دائما لوحات الإعلانات بمجلس مدينة أسوان ومبني المحافظة كذلك إعلانات التوظيف بجامعة أسوان والمستشفي الجامعي ولكن دون جدوي.


وأضاف شعبان أنه حاول العمل بأحد المحلات التجارية الشهيرة التي كانت تطلب أيدي عاملة حيث تحدث مع صاحب المحل وأكد له أنه ينتمي لأحد البيوت الشهيرة وذات السمعة الطيبة بمدينة أسوان والتي تنحدر من بني هلال ولكن صاحب العمل توجس خيفة منه،  ووعده بأنه سيتصل به بعد الرجوع لشركائه مؤكداً أن صاحب المحل ليس لديه شركاء وإنما يعاونه أبنائه مما عرف أنه سيعامل نفس المعاملة كما يحدث في أي مكان يعرف اصولة القابلية كما تجدد الأمل عنده مرة أخري، عندما أعلن أحد الفنادق السياحية عن احتياجه لعمالة حيث اكتشف أن صاحب الفندق يريد أبناء عائلات بعينها.


ويستكمل شعبان أن القدر رماه في النهاية مع أحد أقاربه والذي كان يعرض أمنه دائما للخطر حيث طلب منه أن يساعده علي رعي الأغنام، ولكنه فوجئ بأن هذا الشخص يطلب منه رعي الاغنام في المسطحات الخضراء التي تقوم الدولة بإنفاق الملايين عليها لتجهيزها وكذلك في قلب حاويات القمامة في الشوارع والبحث عن الفضلات لتغذية الأغنام بها أيضاً, حيث كان يتعرض للشتائم من الأهالي فترك المهنة وعمل في مجال كسر الاحجار والصخور.

باحث اجتماعي: أحساس بني هلال بالتهميش سبب المشاكل

أن إحساس بني هلال بالعزلة والتهميش يجعل شريحة منهم تحاول رفض هذا الواقع الذي يعتبروه بالمرير وبوصمة العار باعتبار أنهم قبيلة عربية وله أصولها التاريخية وصاحبة أسطورة أبو زيد الهلالي كل ذلك يجعل المواطن الهلالي بأسوان حريص دائما علي الظهور في كل الأوساط وكان لهذا الدافع جوانب إيجابية حيث نبغ الكثير من أبناء الهلاليل ومنهم قيادات وحاصلين علي مؤهلات عليا وأطباء وضباط.


  وأشار الباحث إلى أن المعالجة الأمنية للمناوشات القبلية التي تنشب في مدينة أسوان ويكون أحد أطرافها الهلايل تأتي بنتائج سلبية وتزيد من حالة الاحتقان حيث يجب أن يكون هناك حلول جذرية للمشاكل حيث تشير الإحصائيات أن أحد أسباب المشاجرات التي نشبت وكان طرف فيها الهلايل بسبب أولوية الحصول علي البوتاجاز كما حدث أكثر من مرة بمنطقة السيل وبسبب العيش بمنطقة الجزيرة بمدخل مدينة أسوان كما هناك أكثر من مشكلة بسبب سائقي الحنطور الذين يعتمدون علي السياحة التي تشهد انحساراً منذ اعوام.

 
وأضاف أن السيطرة الأمنية مطلوبة ولكن دون تجاوزات بجانب ضرورة احترام القانون واحترام خروج التجمعات المسالمة من أبناء القبائل لمناصرة أبنائها كتصرف طبيعي بشرط عدم الخروج عن المألوف والإضرار بالمنشآت والأشخاص والممتلكات كذلك لابد من تواجد الرقابة التموينية لإيجاد عدالة في توزيع السلع الإستراتيجية التي فجرت أكثر من مشكلة عقب الثورة بين ابناء القبائل.


تم نسخ الرابط