محمد طارق فودة يكتب : «عروس الدلتا » تعانى من الفوضى والإهمال
◄قصر الأميرة فريال بطنطا يتحول إلى مقلب للقمامة .
◄المحافظ لا يرى إلا "سور طنطا العظيم".. وخدمات المواطنين "فى ذمة الله" .
كثيرا ما نشاهد قيادات تنفيذية ناجحة داخل المحافظات المختلفة ، تسعى بكل جدية ونشاط إلى تغيير حقيقي لتترك بصمة قوية في عقول البسطاء الذين من خلالها يلمسون بأنفسهم وجود خدمات حقيقية بعيدة كل البعد عن الوعود البراقة والتصريحات الإعلامية الكاذبة .
ولكن للأسف الشديد نجد محافظة الغربية
على العكس من ذلك تماماً فهى غير محظوظة بوجود هذه النوعية من الشخصيات الناجحة والتي
تسعى بكل قوة لتوفير خدمات حقيقية للمواطنين في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح
السيسي والمشاريع القومية والتنموية والاقتصادية التي تشهدها مصر ، وهو ما انعكس بشكل
لافت للنظر على تحول شوارع مدينة طنطا عروس الدلتا وكأنها "سمك لبن تمر هندى"
بل تحولت إلى ما يشبه مقلب قمامة كبير ، وذلك بالطبع في ظل غياب تام للأجهزة التنفيذية
بالمحافظة .
إنني في حالة استياء شديدة تجاه تلك الفوضى
التي تعم محافظة الغربية التى هى فى حقيقة الأمر واحدة من أهم محافظات الجمهورية ،
فلم تعد المحافظة تتمتع بأي خدمات حقيقية ، ليس هذا فقط بل الأكثر خطورة هو تحول المناطق
الأثرية إلى مقالب للقمامة بدلا من تطويرها لتصبح عنوانا مميزا وبصمة قوية في تاريخ
اللواء هشام السعيد محافظ الغربية ، ومن بين هذه الأماكن الأثرية قصر " الأميرة
فريال " بمدينة طنطا هذا القصر التاريخي الذي تحول فى غياب الجهات المسئولة إلى
مقلب قمامة كبير وذلك على مرأي ومسمع من جميع الأجهزة التنفيذية بديوان المحافظة وعلى
رأسهم المحافظ .
فالمحافظ وللأسف الشديد أهم إنجازاته
هو "سور طنطا العظيم " كما أطلقوا عليه أهالي المحافظة حيث أثار غضب عشرات
الآلاف من المواطنين الذين اتهموا المحافظ بإهدار المال العام لأنه بعد تركيب هذا السور
تحول شارع البحر أحد أهم الشوارع بالمحافظة إلى سجن كبير ، فبالرغم من تركيب الإشارات
المرورية في مناطق مرور المشأة إلى الجهة الأخرى إلا أن السيارات والسرفيس وسائقي التاكسي
لم يلتزموا بتلك الضوابط خاصة أنه لا يوجد فرد مرور واحد، ينظم الحركة فى هذا الشارع
الحيوى بالمدينة.
والمثير للدهشة أنه على الرغم من إنفاق ملايين الجنيهات على تطوير مدينة
طنطا وإعادة رصفها ، فإن محافظ الغربية فشل فشلاً ذريعا في تنفيذ خطة مختلفة لتطوير
المدينة على أعلى مستوى ، وكالعادة تم إنفاق ملايين الجنيهات دون تقديم خدمة حقيقية
يستفيد بها الفقراء من أهالي المحافظة ، فمعظم مستشفيات محافظة الغربية يوجد بها أجهزة
" سي ارم " الخاصة بعمليات جراحة العظام التي نجدها معطلة ، ولم يتم توفير
القطعة الخاصة بها لإعادة تشغيلها ، بالرغم من وعود المحافظ الذي يبدو وكأنه قد أسقط
قطاع الصحة من اهتماماته .
لقد شهدت الفترات الأخيرة العديد من صرخات
الاحتجاج التي شنها أهالي مدن المحافظة مثل " المحلة لازم تنضف " وغيرها
بسبب عدم الاهتمام بالمدن الكبيرة مثل مدينة المحلة الكبرى والتي تعد قلعة صناعة الغزل
والنسيج ، وبعدها مدينة كفر الزيات وغيرها ، فمنذ تولى محافظ الغربية المسئولية وهو
لم يفِ بوعوده للتطوير الحقيقي فانتشرت الأبراج المخالفة لأكثر من 20 طابقاً على مرأي
ومسمع الجميع ، ومشاهدتها في كل زيارة بالمدن ، واعتماد قرارات الإزالة التي لا جدوى
لها على الإطلاق ولا يتم تنفيذها .
لم أقصد بما أكتب الآن أن أشن هجوماً
غير مبرر على اللواء هشام السعيد محافظ الغربية ولكن ما أكتبه هو تسجيل لواقع مرير
وتجسيد حقيقى لحالة ألم تنتابنى خلال زيارتي لمعظم مراكز ومدن المحافظة ومشاهدتي للإهمال
الشديد الذي لحق بها من تدهور في قطاعات "الصحة والصرف الصحي " فمنذ الأيام
الأولى لتولي محافظ الغربية مهام عمله وحدثت كارثة كبرى وهي غرق شوارع ومنازل قرية
فرسيس بمياه الصرف الصحي ، وعلى الفور تحرك المحافظ وقام بزيارة القرية ووعد سكانها
بسرعة تنفيذ المشروع المدرج وحتى الآن لم يتم الانتهاء منه .
فهل ينظر اللواء هشام السعيد محافظ الغربية بعين الاعتبار إلى أهالى مدن المحافظة التي تعاني
من انعدام تام في الخدمات فهؤلاء البسطاء يريدون خدمة حقيقية يشعرون بها خاصة أن المحافظة
ليست مدينتي المحلة وطنطا فقط بل هي ثمانية مراكز
وكلها بالطبع لم تشرف بزيارة المحافظ لها إلا لأداء واجب الجنازات العسكرية
فقط.
المواطنون يريدون مشاهدة المحافظ وهو يتجول في شوارع
المدن والقرى بالمحافظة ليشعروا بأن هناك مسئولا حقيقيا يحرص على تقديم خدمات حقيقية لهم وليست
مجرد خدمات على الورق فقط.