العباس السكرى يكتب: آسر ياسين .. نجم للمراهقات فقط
محدود الموهبة وضعيف تمثيليا ولا يملك حضورا أو كاريزما
عاد للأدوار السنيدة بعد فشله تحقيق إيرادات فى شباك التذاكر بمفرده
خيرى بشارة فرضه على الجمهور .. وداود عبد السيد منحه البطولة المطلقة .. والنقاد نافقوه ولم ينجح فى منافسة نجوم الصف الأول
لا أعرف تحديدا من الذى سولت له نفسه وأوهم وأقنع المدعو آسر ياسين بالدخول مجال التمثيل، ومن ثم صدق أنه ممثلا مدهشا، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل وصل لحد اعتبار نفسه ظاهرة تستحق الوقوف والتأمل والتعلم منها، فهو لم يدرك بعد أنه بطل من ورق، وليس فنانا أو ممثلا كما يجب أن يكون، ولعل غروره وغطرسته التى تزيد يوما بعد الآخر، تؤكد أنه لا يعرف شيئا عن الفن، وما هيته، وغايته؟، آسر ياسين ممثل محدود الموهبة وضعيف تمثيليا للغاية، ولا يجد تشجيعا إلا من المراهقات اللواتى يعجبن بشكله ويدعون أنه وسيما من وجهة نظرهن وفكرهن المحدود، على الشاشة آسر ياسين ممثل ثقيل الظل وبليد لا يملك حضورا أو كاريزما ولا يجهد نفسه بالعمل على تطوير نفسه أو أداءه، وكل العجب من الذين يرونه عكس ذلك، ويشيدون به وبموهبته، ربما تصدق عليهم القاعدة التى تقول :"لولا اختلاف الأذواق لبارات السلع"، لكن بالتأكيد كان حظنا سيكون أفضل لو امتهن آسر ياسين مهنة أخرى بعيدة عن الفن.
آسر ياسين بدأ حياته فى التمثيل فى مطلع الألفية، بمشاهد فى مسرحيات وأفلام قصيرة لا يسمع عنها أحد، ثم منحه فرصة الظهور الحقيقى للجمهور، المخرج خيرى بشارة فى مسلسل "ملح الأرض" مع الفنان محمد صبحى، كان ذلك تحديدا عام 2004، ولم يشعر أحد بآسر ياسين، وفى عام 2005 منحه دور آخر فى مسلسل "قلب حبيبة" مع النجمة سهير البابلى، وكأنه يفرضه بالالحاح على الجهور، ومن وقتها وإلى الآن لم نرى أى تطور فى أداءه، هو كما هو، وجه بلا أى تعبيرات، نظراته جافة، مشاعره متيبسة، كلما ظهر فى مشهد لايجذبك للتعاطف مع الشخصية، ورغم ذلك ظل محبوسا فى وهمه الكبير بافتراضه أنه ممثلا نادرا، رغم ما إن تراه على الشاشة حتى تتأكد أنه ممثل منزوع الروح وليس فيه من التمثيل من شىء.
بعد أن وضعه خيرى بشارة على سلم الطريق من باب الدراما التلفزيونية، ذهب ليتحسس طريقه نحو السينما، فظهر فى فيلم "عمارة يعقوبيان" مع الزعيم عادل امام، و"حليم" مع أحمد ذكى، فى مشاهد قليلة لا يتذكره فيها أحد، وربما كانت بداية معرفة الجمهور به فى فيلم "الجزيرة" مع الفنان الكبير محمود ياسين وأحمد السقا، رغم أن أداءه فى الفيلم أقل بكثير من باسم سمرة ومحمود عبد المغنى وخالد الصاوى، ثم جاء فيلم "الوعد" عام 2008، ليثبت أقدامه فى السينما مع أنه أقل الممثلين الذين ظهروا فى الفيلم من حيث الموهبة، والأداء، والتمثيل.
فى عام 2010 اختاره المخرج داود عبد السيد ليكون بطلا لفيلمه "رسائل البحر" الذى عمل على اعداده سنوات، وكالعادة عندما يختار داود أى ممثل فى أعماله، فالنقاد يصفقون ويهللون له حتى من قبل أن يبدأ وكأنه اخترع شيئا ما، وبالفعل بمجرد الانتهاء من الفيلم وطرحه بالأسواق ودور العرض السينمائى، تبارى النقاد فى محاسن الفيلم، والممثل آسر ياسين الذى أعاد داوود اكتشافه، لكن شباك التذاكر كان له رأيا مخالفا لرأى النقاد، فالفيلم لم يحقق أى نجاح جماهيرى فى الشباك، والمخرج اعتمد من الأساس على ممثل ليس له أى شعبية حقيقية فى الشارع، باستثناء عدد من المراهقات اللائى يرونه الفتى الوسيم رغم ثقل ظله، ومع ذلك لم يذهب أحد اليه ليقطع تذكرة ويشاهدن الفيلم.
قبل فيلم "رسايل البحر" كان آسر ياسين سنيدا لم يصل إلى البطولة المطلقة، وكان حبيسا للأدوار الثانية والثانوية، لكن الحال تغير بعد رسايل البحر، وبعد 25 يناير، فالممثل الشاب ادعى الثورية وأصبح ناشطا سياسيا بعض الوقت أكثر من فنه، ومع الانفتاح الذى حدث فى سوق الدراما بعد 25 يناير قدم بطولة مسلسل البلطجى عام 2012 ولم يحقق نجاحا، وفى السينما صنع تجارب ضعيفة لم تحقق مشاهدة أو رد فعل جماهيرى مثل "فرش وغطا" وفيلم "من ضهر راجل" الذى عرض فى مهرجان القاهرة السينمائى ولم يحصل على أى جوائز.
بعد فشله فى البطولة المطلقة عاد مرة أخرى لدور البطل الثانى أو الثالث، وقدم مع شريف منير مسلسل "ألف ليلة وليلة" عام 2015 ومسلسل "العهد" مع غادة عادل، فى نفس العام، ثم فيلم "تراب الماس" مع عزت العلايلى ومنة شلبى، واياد نصار وماجد الكدوانى، واستمر فى الظهور بعيدا عن البطولة المطلقة بخلاف أدوار ضيف الشرف التى ظهر بها، فى رمضان الماضى ظهر فى مسلسل بـ "100 وش" مع النجمة نيللى كريم، هى بطل أول وهو بطل ثان، وفى كل مشهد ظهر ثقل ظله واداءه المفتعل بحرصه على أن يصدر للناس خفة دمه لكنه لم يستطع وليس صحيحا أن المخرجة كاملة أبو ذكرى وضعته فى قالب مغاير واستخرجت منه الجديد، كان طوال المشاهد مفتعلا "عايز يضحك الناس بالعافية"، ورغم ذلك فإن عدد من المراهقات أشادن بدوره.
تجربة آسر ياسين فى التمثيل متواضعة جدا وضعيفة جدا جدا، كان محركها الأساسى الحظ لا الموهبة، والمجاملة التى جاءت على حساب الفن، فالممثل الشاب ليست لديه مقدرة حقيقية على التمثيل والتقمص ويعلم شيئا عن فن الأداء، وإنما يقدم اجتهادات رعناء لا تمت للتمثيل بصلة، ودائما مرتبكا وخائفا ومضطربا فى تمثيله، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون آسر ياسين اضافة للفن المصرى، فى كل مشاهده انفعالاته ثابتة لا تتغير، وكأن الشخصية التى يقدمها هى هى، آسر ياسين يحتاج الى كورسات تمثيلية إذا أراد أن يكمل مسيرته فى الفن، وعليه أن يدرس ويذاكر جيدا كى يصبح ممثلا جيدا.