كورونا فيروس لا يفرق بين البشر ولا الدول، لا ينتقى ضحاياه، ولا يهتم بالثراء والفقر، كل هذا واضح ولا حاجة لشرحه ولا توضيحه تماما مثلما كشف الفيروس عن وجوه طيبة وأخرى خبيثة، وهو لم يصنع السيئ ولا الطيب ولكن أظهره.
كشف الطيب والشرير والمحتكر ومستغل الأزمات وأغنياء الفيروس مثل أغنياء الحروب، ومعهم أنواع من الكائنات خارج العقل والمنطق والتقاليد والأخلاق والتاريخ والجغرافيا هو سلوك أعضاء جماعة «الإخوان الكارهين» فى قناة الجزيرة وقنوات تركيا القطرية واللجان الإلكترونية المدفوعة والتى يقوم عليها أجسام بلا عقول، يمارسون خليطا من التحريض والشماتة والسب والتهجم ضد مصر، اعتادوا طوال سنوات أن يعلنوا أمنياتهم بأن يحل الشر بالمصريين، ومن الصعب أن يتخيل عاقل أو مجنون جماعة تزعم مصريتها يدعو أعضاؤها علنا على المصريين بالمرض، ويمارسون أعلى أنواع الشماتة والكراهية بشكل علنى.
فى حالة مثل فيروس كورونا تتضح أكثر نوايا جماعة الكراهية والشماتة بشكل يطرح أسئلة، منها مثلا أن تنظيم الجماعة يحاول إقناع المصريين بأنه يحبهم ويخاف عليهم و«نحمل الخير لمصر»، لكن كل تصرفات التنظيم وإعلامه وجزيرته أنه يحمل الشر ويتمنى الخراب للمصريين.
إذا لم تكن هناك إصابات يصر التنظيم وأعضاؤه على أن هناك إصابات خطيرة ويفبرك ويخترع كل أنواع الأخبار المزيفة، ويصل الأمر إلى أن قطر تخترع باحثا فى كندا يخترع إحصاء مضحكا، تنقله الجارديان القطرية من لندن، وتحلله القنوات لتثبت أن هناك مليارات الإصابات المخفية والسرية، وكأن الضحايا يلبسون طاقية الإخفاء مثلا! وهو ما جعل قناة الجزيرة وتوابعها فى تركيا تتحول إلى قنوات فكاهية، فضلا عن اختراع محللين يعملون «بشحن الرصيد»، يشاركون الجزيرة والبرامج المشتركة فى منصات التنظيم فى تركيا ولندن وغيرها فى ممارسة الكذب العلنى.
وبجانب الكذب والفبركة هناك كائنات الشماتة والصراخ الهستيرى لكائنات تنظيم «الكارهين» ممن يمتلكون طريقة واحدة وصوتا منكرا، فضلا عن مجارى من الألفاظ والشتائم ذات الرائحة، تجد الواحد منهم يدعو على من يخالفه بالمرض والعدوى ويحرض على نشر المرض بين المواطنين. والمنافقون المزدوجون ومدعو الإيمان لم يخفوا شماتتهم فى مصابى كورونا بمصر ومنهم من تمنى إصابة المصريين ومنهم من فرح بموت أو مرض وللمفارقة، فقد أصاب الفيروس نفس من كانوا يتمنون العدوى لغيرهم من المصريين.
ومثلما كشف فيروس كورونا تجار السلع الفاسدة وأغنياء كورونا أظهر تجارة الدين والسياسة فى كيس واحد، كائنات مزدوجة بخليط من الجهل بالدين والإنسانية والعقل المتطرف يتاجر بالأديان مثلما يتاجر فى السلع المغشوشة ويتعامل بالهوى مع المرض والفيروس والازدواجية، فإذا أصاب المرض من يختلف معه اعتبره هو أو الموت عقابا، وإذا أصاب الشخص وأصحابه وزملاءه يعتبره ابتلاء.
العقل المتطرف لا يعرف التسامح، يكره المختلف معه فى الدين والمذهب والرأى، أعضاء تنظيم «الإخوان الكارهين» يتمنون خراب مصر، ولا يعرفون سوى الكراهية، يكذبون وينشرون معلومات مفبركة ويوصون أعضاءهم بنشر الفيروس بين المصريين، وعندما يصابون يطلبون الدعاء.
لقد كشف فيروس كورونا أن تنظيم «الكارهين» يمتلك قدرة غير محدودة على الشماتة وأن فقههم هو «فقه الشماتة»، ونظن أن المصريين عرفوا أنهم كائنات لا تعرف سوى الكراهية ولا تحمل لمصر والمصريين إلا كل شماتة وشر.
أجهزة الأمن رصدت العديد من الشائعات، وفندتها للرأى العام، وكان أولاها إطلاق شائعات عن عدم قدرة الدولة على مواجهة "كورونا" ، حيث ألقت وزارة الداخلية القبض على عدد من المتهمين، من مروجى الشائعات والأخبار المفبركة حول انتشار فيروس "كورونا" بالبلاد، وحدوث وفيات بأعداد كبيرة على غير الحقيقة.
الأمر لم يتوقف عند حد الشائعات فقط بل امتد إلى التهكم على الإجراءات التى تتخذها الدولة بشأن مجابهة هذا الفيروس؛ بغرض إثارة الرأى العام، وتحريض الأطباء والممرضين على الامتناع عن فحص المصابين بفيروس "كورونا".
وفى محاولة لخلق حالة من الذعر للضغط على أجهزة الدولة -للإفراج عن أعضائهم المحبوسين على ذمة أحكام نهائية- أطلقت منصات الإخوان شائعة إصابة عدد من نزلاء السجون فى مصر بفيروس "كوفيد-19"، كما ادعت بعض المنظمات الموالية للتنظيم وجود إضراب داخل السجون وهو ما كذبته المصادر الأمنية، كما أشاعوا من خلال أحد مقدمى البرامج الذى تبثه إحدى القنوات الفضائية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية إصابة عدد من طلبة الشرطة بفيروس "كورونا المستجد"، وهو ما نفته الأجهزة المعنية جملة وتفصيلاً، واصفة تلك الشائعات بالمزاعم التى تأتى فى إطار ما دأبت عليه أذرع الجماعة الإرهابية من ترديده بهدف محاولة التشكيك فى قدرة أجهزة الدولة على مكافحة تداعيات فيروس "كورونا.. كوفيد-19" المستجد.
الأمر لم يقف عند حد إطلاق الشائعات والأكاذيب وحسب، حيث يحاول أعضاء الجماعة الإرهابية خلق أزمة فى داخل محافظات مصر، بل امتد إلى تجميع السلع والمستلزمات الطبية من الأسواق لإحداث أزمة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عدد من العناصر الإخوانية لقيامهم بتجميع كميات كبيرة من السلع التموينية من الأسواق وتخزينها لإحداث أزمة.
كما ضبطت أجهزة الأمن كميات كبيرة من الكمامات والمستلزمات الطبية، جمعها عناصر إخوانية -بمحافظة الدقهلية- من الأسواق بهدف إحداث أزمة.
لم يكف أعضاء جماعة الإخوان عن استغلال الأمور لصالح أهدافهم الإرهابية، حتى ولو كانت أزمة تواجه الإنسانية كلها وتمس مصائر جميع البشر، إلا أن عيون الآلة الإعلامية الإخوانية الموجهة لم ترَ "كورونا" إلا فى مصر، ومن حينها بدأت حرب الشائعات والأكاذيب ومحاولات واهية لخلق أزمة فى مصر .
صناعة تلك الحالة من الشك داخل جماعة الإخوان، باعتبار أن ذلك منهج دائم تستغله فى جميع الأزمات، ظهر واضحا فى ذلك الخيط من الاستهداف لمستشفيات الدولة المصرية، وأحيل لكم عدة تقارير نشرت صحفيا لحالة البرامج والقنوات التى يمتلكها التنظيم الدولى للإخوان، بحيث احتلت حالة الشك فى المستشفيات صورة كبيرة داخل كافة البرامج، وذلك حتى يتم ترسيخ عدة مفاهيم داخل الوجدان المصرى، بأن المستشفيات هى مصدر لنقل العدوى، والجدوى من ذلك هو هدم المنظومة الطبية، ومن ثم تكثر أعداد المصابين والوفيات فى أزمة كورونا، مما يرجع بالسلب على الحالة النفسية للمصريين، وعلى الاقتصاد المصرى ككل، وذلك لأنه مع استمرار ذلك الاستهداف، سيؤدى للعزوف عن الذهاب للمستشفيات، وهو ما يتضح فى أن عددا لا يقل عن 30 % من الوفيات، كانوا قد نالوا الشهادة قبل وصولهم للمستشفيات.
أيضا من ضمن ذلك المسار الذى يستهدفه الإخوان وقنواتهم الإعلامية، هو استهداف نفسية الأطباء أنفسهم، بحيث يصنعون حالة من عدم الثقة فى تقدير المواطنين والدولة لهم، ويتم تغذية الشعور بأنهم فى حالة الإصابة فإن أهاليهم وكذلك مناطق سكنهم ستتبرأ منهم، وتلك الحالة بالتحديد يدعمونها بكل قوة، إلا أن إدراك الدولة والوعى الشعبى للمواطنين، فظهرت حملات الدعم من المؤسسات والهيئات والمواطنين ورجال الأعمال للجيش الأبيض، بحيث صار دعمهم شعورا جمعيا وطنيا، وأصبحوا هم خط الدفاع الأول ضد الإخوان دون أن يدروا، بالإضافة لدورهم المشرف فى المستشفيات ومواقعهم المختلفة.
حفظ الله مصر شعبها وجيشها وشرطتها رغم أنف الإرهابيين الخونة .