السبت 23 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
خالد الطوخى
خالد الطوخى

بعد الإعلان عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا يعيش العالم الآن مخاوف كثيرة ولم يتوقف الأمر عند حد المخاوف وحسب بل أصبح الرعب يجتاح العالم بشكل مثير للقلق خاصة أن تلك السلالات الجديدة وحسب تصنيفات الباحثين والمتخصصين تعد أشد خطورة من فيروس كورونا المستجد فضلاً عن أن العلماء صنفوا تلك السلالات  بأنها "خرجت عن السيطرة" فى بريطانيا ما أدى إلى فرض عدة دول من مختلف أنحاء العالم قيوداً على السفر من وإلى بريطانيا بسبب ظهور تلك السلالة الجديدة من فيروس كورونا التى تسببت فى أن تحولت حياة البريطانيين إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فالمشاهد التى تتناقلها وسائل الإعلام من داخل بريطانيا مشاهد مؤلمة وتدعو للشعور بالتعاطف الشديد تجاه هؤلاء المرضى الذين هاجمهم الفيروس بلا هوادة.

وعلى الرغم من أننا هنا فى مصر لم يتم الإعلان حتى الآن عن أية إصابات من هذا النوع تدعو للقلق بشأن حجم خطورة السلالات الجديدة فى الموجة الثانية من كورونا إلا أننى أود التأكيد على أن الحذر مطلوب والالتزام بالإجراءات الاحترازية مسألة لا يمكن تجاهلها بأى حال من الأحوال وتنفيذ قواعد التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات واستخدام أدوات التطهير والتعقيم أمر لابد منه ، علماً بأن ما صدر حتى الآن بشأن السلالات الجديدة هنا فى مصر يدعو للاطمئنان فقد قال الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا فى تصريحات صحفية منذ عدة أيام إنه لم تظهر لدينا آثار للسلالة الجديدة لفيروس كورونا المنتشرة فى بريطانيا ولكن علينا أن ننتبه جيداً ونكون حذرين لأن السلالة الجديدة المنتشرة فى لندن الآن سريعة الانتشار وجزء كبير من أسباب زيادة الأعداد فى مصر، هى الأماكن المغلقة ولفت الانتباه إلى أن السلالة الموجودة لدينا فى مصر حتى الآن سهلة وبسيطة ووصفها بأنها "رحيمة بحال المصريين".

ولكن فى تقديرى الشخصى أصبح لزاماً علينا أن نتعرف على هذه السلالات الجديدة التى اجتاحت بريطانيا لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهتها والتصدى لها فى حالة وصولها لا قدر الله.

وحتى نضع أيدينا على تلك السلالة الجديدة فإنه ينبغى علينا معرفة تفاصيل أكثر عنها، انطلاقاً من حقيقة مؤكدة هى أن فيروس كوفيد 19 قد ظهر فى الوجود ليتحور جينيًا وبخاصة خلال فصل الشتاء وفى ظل الطقس البارد فحسب ما أثبتته الدراسات الحديثة نجد الفيروسات من هذا دائمًا ما تكون أكثر مقاومة حتى يكون لديها القدرة على أن تعيش فترة أطول ولذلك فهى تتطور على هذا النحو المخيف الذى وصلت إليه الآن.

واللافت للنظر فى هذا المجال أن هناك نوعين من الفيروسات أحدهما تحتوى المادة الوراثية الخاصة به على الحمض النووى المزدوج "DNA" بينما النوع الثانى من الفيروسات يحتوى على الحمض النووى المفرد "RNA"، وعلينا أن نكون على يقين تام من أن الفيروسات بشكل عام شديدة التحور والتطور والتغيرات الجينية ولكن الفيروسات التى تحتوى على "RNA" أكثر تحورًا وتطورا وتغيرا ًفى جيناتها من وقت للثانى.

وحتى نتعرف على  خطورة تحور هذا الفيروس علينا أن نكون مدركين أن هذا التحور يعطى للفيروس قوة أكثر ويجعله واسع الانتشار كما يتسبب بأن يكون المرض أشد إضافة إلى أنه يكون أكثر مقاومة للأدوية والعلاج وهذا هو ما يحدث بالفعل مع فيروس كورونا، فهو فيروس على درجة عالية من التطورات والتحورات ويشبه كثيراً فيروسات  أخرى من بينها "فيروس الإنفلونزا" و"فيروس سى".

وحينما أتوقف هنا أمام تلك السلالة الجديدة التى ظهرت مؤخراً وبدأ انتشارها فى الدنمارك وهولندا وبريطانيا نجد أنها وحسب ما أعلن عنه بعض الباحثين فى مجال المناعة والأوبئة، فهى أكثر انتشاراً وإحداثًا للمرض بل إنها أيضاً أعنف من السلالات التى ظهرت من قبل وسوف تؤثر على الكثير من الأشخاص فى وقت قصير لأن التطورات الجينية للفيروس فى هذه الحالة من الممكن أن تتسبب فى الإصابة بشكل أعنف أو أسرع، ففى وقت قصير تتدهور الحالة بشكل سريع، فضلاً عن ذلك فإن أخطر ما فى هذه السلالة أنها قد تكون أكثر مقاومة لأدوية "البروتوكول"  التى يتناولها المرضى وهو البروتوكول المعتمد بشكل رسمى من منظمة الصحة العالمية وبالتالى فإن أدوية هذا البروتوكول فى هذه الحالة لن يكون لها أى تأثير على الفيروس ولن يكون مناسبا للعلاج الفعال.

والمؤسف فى الأمر أن السلالات الجديدة من فيروس كورونا لم ولن تكون أول أو آخر سلالة تضرب العالم وأن الموجة الثانية ليست الموجة الأخيرة بل سوف يتبعها موجات أخرى ، وذلك لأن الفيروس وحسب تقديرات العلماء سوف "يتحور" باستمرار لدرجة أن سلالات الفيروس قد يصل عددها إلى ألف حتى ينتهى الوباء بشكل تام ويختفى إلى الأبد فالفيروس -أى فيروس- له دورة يتغير فيها، فبمجرد دخوله للخلية يبدأ يتضاعف حتى تخرج نسخة من الفيروسات جديدة، ويمكننا تشبيه ذلك بأنه يقوم بعملية "إنجاب" داخل الخلية ليسيطر عليها وحسب ما أثبتته الدراسات الحديثة فإن دورة فيروس كورونا تأخذ فترة تتراوح بين أسبوع لعشرة أيام أو أسبوعين أو حتى 28 يوماً، وهناك دراسة علمية تقول إن الفيروس يحدث له تغيرات جينية وطفرات مرتين فى الشهر ممكن يحدث خلالهما تغيرات فى السلالة، وتلك التغيرات تحدث لأن يواجه بها الفيروس المناعة والأدوية التى يتم تناولها وظروف المناخ والبيئة والوسط الذى ينتقل فيه.

وفى هذا السياق لم يستبعد العلماء والباحثون أن تتسبب التطورات والطفرات الجينية فى حدوث سلالات أكثر عنفًا، فقد كانت هناك فيروسات أخرى ظهرت طفراتها أقل حدة من السلالة الأصلية والسلالة الجديدة أقل انتشارًا من النسخة الأصلية، لكن للأسف "كوفيد-19" فإن كل الطفرات التى حدثت له كانت أكثر عنفا وانتشارا عن التى قبلها.

وعلى الرغم من أن السلالات الأكثر شراسة من الفيروس لم تصل إلينا حتى الآن كما أشرت من قبل فإن هناك إمكانية انتقال السلالة الجديدة من الفيروس إلى مصر عن طريق السفر والطيران ، لذا فمن المهم بل من الضرورى جداً تطبيق إجراءات أكثر صرامة فى المطارات وإجراء فحص دقيق وعدم الاكتفاء فقط بقياس درجة الحرارة عن بعد ، مع التشديد أيضاً على إجراء تحاليل "بى سى آر " للقادمين من الدول التى ظهرت بها السلالات الجديدة وعلى وجه الخصوص (بريطانيا- الدنمارك- هولندا- بلجيكا).

وهناك مسألة فى غاية الأهمية تتعلق بهذه السلالات الجديدة أنه على الرغم من أنها سريعة الانتشار والعدوى، فإنه لم يصاحبها تسجيل أية زيادات فى أعداد الوفيات .

 

 

تم نسخ الرابط