من الأرض إلى المريخ .. القصة الكاملة لرحلة «مسبار الأمل»
في شهر يوليو من عام 2020، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، عن موعد انطلاق «مسبار الأمل» الفضائي، متوجها إلى المريخ في سابقة هي الأولى في تاريخ الإمارات والأمة العربية والإسلامية.
وانطلق المسبار، الذي تم تصنيعه بالكامل بأيادٍ أماراتية، وجرى إطلاقه من مركز تانيجاشيما الفضائي في جزيرة صغيرة جنوبي اليابان، بعد تأجيل المهمة، بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة، وكان ذلك يوم 20 يوليو 2020، متجها نحو المريخ بعد وضعه على صاروخ ياباني من طراز (إتش-2 إيه) على منصة الإطلاق في أول مهمة عربية بين الكواكب.
وكان الهدف الذي أعلنته الإمارات، من إطلاق المسبار، دراسة دورات الطقس اليومية والموسمية، وأحداث الطقس في الجو المنخفض مثل العواصف الترابية، وكيفية تغير الطقس في مناطق المريخ المختلفة، وذلك بهدف محاولة معرفة سبب فقدان الغلاف الجوي للمريخ والسبب وراء التغيرات المناخية الشديدة في المريخ، كذلك بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة، وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، وغيرها.
انطلق «مسبار الأمل» بطموحات تعانق السماء، وسط فرحة عارمة، بين الإماراتيين، والذين تابعوا إطلاق بلادهم لأول رحلة بحثية عربية لاكتشاف كوكب المريخ وإعداد دراسة شاملة عنه، وكان أول ردود الفعل الإماراتية الرسمية، قد جاءت من خلال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي غرد عبر حسابه بتويتر قائلا «تتم دولتنا خمسين عاماً مع وصول مسبارها للمريخ.. وستنتقل للخمسين عاماً القادمة بروح مختلفة وعزيمة متجددة.. وطموحات تعانق السماء.. وشباب لا يقف أمامه شيء».
وحينها هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي دولة الإمارات العربية، وقال عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تابعت بكل فخر واعزاز اطلاق «مسبار الأمل» الي الفضاء وهي خطوة وان كانت سباقة وتاريخية لدولة الامارات الشقيقة لدخول مجال اكتشافات الفضاء الخارجي، فهي تجسد الامل المنشود في استرجاع امجاد واكتشافات الامة العربية والاسلامية في مجالات العلوم والفنون والابتكار.
- في يوم 21 يوليو، نشر مركز الفلك الدولي، مقطع فيديو يرصد "مسبار الأمل" الإماراتي، وظهوره كنقطة مضيئة تتحرك بين النجوم، بعد توثيقه من أحد المراصد الفلكية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكام على بعد 170 ألف كم من الأرض.
- في ويوم 22 يوليو، أرسل مسبار الأمل أول صورة للمريخ، والتي التقطها بكاميرا تتبع النجوم ضمن أجهزة ملاحته الفضائية، وذلك بعد ابتعاده عن الكرة الأرضية بمسافة مليون كيلومتر.
- في يوم 3 ديسمبر، أرسل مسبار الأمل صورة ثانية للكوكب الأحمر (المريخ)، وقد تم التقاطها بكاميرا تتبع النجوم ضمن أجهزة ملاحته الفضائية، ما أكد أن أجهزة المسبار تعمل كما هو مخطط له بعد عملية انطلاقة.
- وفي يوم 24 أغسطس، كان قد قطع «مسبار الأمل»، نحو خمس المسافة المقدرة في رحلته إلى المريخ، ةقد تجاوز المسبار 100 مليون كم في رحلته للكوكب الأحمر.
- وفي 31 يناير، بدأ الاستعداد لوصول «مسبار الأمل» إلى المريخ بحلول يوم 9 فبراير، بعد مسبار الأمل في رحبته عبر الفضاء، 6 أشهر وأسبوعين قطع خلالها حوالي 464 مليون كيلومتر وهو يتحرك بسرعة 78,826 كيلومتر بالساعة.
- وفي 8 فبراير أمس، وجه الشيخ محمد بن راشد، رسالة للإماراتيين بمناسبة اقتراب وصول «مسبار الأمل» إلى اليوم، أكد فيها التحدي الأكبر سيكون هو الدخول إلى مدار المريخ، و 50% من البعثات البشرية التي حاولت قبل ذلك، لم تستطيع أن تدخل المدار، ولكنه أكد قائلا: "حتى إن لم ندخل المدار فقد دخلنا التاريخ، هذا أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم".
واليوم 9 فبراير يصل «مسبار الأمل»، مدار المريخ، ليشكل نموذجاً عربياً مشرفاً في تمكين الكوادر الشابة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والفضاء وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات البحث والابتكار ودعم المجتمع العلمي العالمي، ونشر المعرفة من أجل مستقبل الإنسانية.