العباس السكرى يكتب: "جمال الحريم" يضع وجه القمر دينا فؤاد على قمة الدراما
النجمة قلبت موازين "السوشيال ميديا" وتصدرت الترند 4 مرات بحضور مذهل
أبدعت فى دور "حنان" وتحولت شخصيتها لـ "أيقونة" فى دراما الرعب والتشويق.. وخطفت أنظار الجمهور طوال 45 حلقة
قدمت الشخصية بجرأة وعمق.. ونجحت فى مناقشة سلوك اجتماعى غير سوى بأسلوب بسيط دون تعقيد
تعشق المغامرات الفنية.. وتتمرد على الأنماط التقليدية.. والتلقائية سر تميزها
بدون شك، أو مبالغة، أو مجاملة، فإن وجه القمر دينا فؤاد كسبت الرهان على فكرها الفنى المربوط بحبال الإبداع، ومغامراتها فى شخصية "حنان" التى أدتها ببراعة فى مسلسل "جمال الحريم"، وأجبرت الجميع على التصفيق طويلا لها طوال حلقات المسلسل، فالدور عميق بجميع زواياه وحمل معانى إنسانية كثيرة رغم جبروته، وناقش سلوكا اجتماعيا غير سوى، وهو الضعف والسير فى طريق الشيطان، من دون تعقل أو تدبر أو إرادة، واستطاعت دينا فؤاد فى كل المشاهد أن تتلبس بالشخصية كما رسمها السيناريو تماما، وغاصت فى بحر العالم الآخر، وجسدت الحالة من خلال الانفعالات والحركات الجسدية، ونظرات عيونها، وكذلك اعتمادها على توضيح الحالة النفسية بشكل ظاهرى، حيث ظهرت بعدة وجوه وفى حالات نفسية مختلفة وغريبة قد ترمز للانقسامات التى تحدث بداخل هؤلاء الذين يعانون نفس حالة "حنان".
وعلى مدى حلقات المسلسل التى تجاوزت الـ 40 حلقة، كانت وجه القمر مثالا حقيقيا للتقمص والتجسيد، وأبهرت الجميع وجذبت الأنظار نحوها، فهى ساحرة كاميرا، نجدها حينما تتحدث تجذب الكاميرا إليها وكأنها تلقى بسحرها عليها فتخرج كلماتها بصدق بعيدة كل البعد عن التكلف وتخترق بكلماتها البسيطة القلوب دون استئذان فهى دائما وأبداً ترسم على وجهها ابتسامة صافية ونقية تستمد سحرها وقوتها من أنها تخرج بنفس تلقائيتها فى التعامل مع من حولها، ورغم أن شخصية "حنان فى "جمال الحريم" كانت صعبة ومركبة ومعقدة ويمكن وصفها بـ"الشريرة" فإن الجمهور توحد معها وآمن بأدائها القوى الرصين فى جميع المشاهد والحلقات، وتحول دورها لأيقونة فى دراما الرعب والشر، حيث طغت بكاريزمتها على الشخصية وباتت "دينا" علامة فارقة فى احتواء الشخصيات التى تقدمها بتنوع، واستطاعت أن تتصدر الترند، 4 مرات متتالية طوال عرض حلقات المسلسل، لتؤكد وجه القمر على قدرتها فى إجادة الشخصيات التى تلعبها.
لم يكن تصدر وجه القمر دينا فؤاد الترند 4 مرات هو الحدث على منصات السوشيال ميديا فقط، بل كانت محور حديث واهتمام النقاد، الذين منحوها صك النجاح بامتياز فى "جمال الحريم"، وربما جاء ذلك بعد إشادات الجمهور القوية بها وإعجابهم بأدائها وتميزها فى أداء شخصية "حنان" والتى تحمل كثيرا من التحولات الدرامية داخل المسلسل، ومن بعض التعليقات التى وردت على السوشيال ميديا وهى كثيرة :"دينا العظيمة عاملة دور عظمة، حنان رقم واحد فى جمال الحريم، يا دينا يا فؤاد يا متألقة، مسلسل جمال الحريم حاجة حلوة تخوف، أبطال العمل شغل فاخر من الآخر، دينا فؤاد وبس"، و"دينا فؤاد تتألق فى جمال الحريم"، وغيرها من التعليقات الإيجابية، وأكد الجمهور أنها نجمة جريئة فى اختياراتها، ومتجددة بأفكارها، أداؤها متميز ومتطور، وفى كل عمل تبرهن على أنها موهبة من طراز خاص، وتحلق عاليا فى أداء الشخصية التى تقدمها بقدراتها الفريدة التى لا تتجزأ ودائما ما تضعها موهبتها فى بؤرة الحديث عنها، فهى صاحبة مشوار فنى مهم ومميز بدأته قبل ثلاثة عشر عاما، وظلت تحفر وتعافر وتجتهد وتعمل حتى أصبحت نجمة من طراز مختلف، تمثل بحب وتلقائية، وتتلبس بالشخصية كأنها هى، يلقبها جمهورها بـ "وجه القمر" حيث جمال ظاهرى كما تملك موهبة تلقائية عظيمة، وتعمل على تطوير موهبتها باستمرار، كونها شخصية مثقفة ودارسة وسبق أن عملت مذيعة، واستطاعت وجه القمر أن تكون تعبيرًا دقيقًا عن كل معنى جسدته فى كل شخصية من شخوصها التى رسمتها بعناية ودقة وإخلاص طوال مشوارها الفنى، فهى فنانة لا تشبه إلا نفسها، وكل شخوصها مختلفة وجديدة، وتمتلك طاقة تمثيلية رهيبة، ويكمن بداخلها إبداع فنى مذهل، واحتفى عدد كبير من رواد السوشيال ميديا فى مصر والوطن العربى بأداء دينا فؤاد الشخصية، مؤكدين أنها تستحق البطولة المطلقة، فرغم كل الإبداع والسحر الذى تقدمه دينا فؤاد على الشاشة وتنوع أعمالها سينمائيا ودراميا واختلاف شخوصها، فإنها مازالت فى حاجة لإعادة اكتشاف المخزون الفنى الهائل والإحساس العميق والطاقة الإبداعية التى بداخلها فهى فنانة نجحت أن تسافر عبر فنها من قلب لآخر ببساطة وسهولة وحب.
وللحق فإن مسلسل "جمال الحريم" تحديدا أثبت أن دينا فؤاد تمتلك موهبة استثنائية، ظهر ذلك فى كل مشهد قدمته على الشاشة، إذ أنها أبدعت فى كل المشاهد سواء التى جمعتها بصديقتها نور، أو زوجها أو ابنها، أو حتى وهى مع نفسها، خاصة أن "جمال الحريم" ليس كأى عمل آخر يروى أحداثا ووقائع أو خيالا، بل هو عمل يحاكى خيالا واقعيا بحياة مرئية وغير مرئية بظواهر غريبة قد تحدث حول الإنسان ولا يكترث لها وهو ما يسمى بالعالم الغامض الذى يسبب دائما الكثير من التساؤلات والاستغراب وهو عالم الجن ويعتبر العمل بمثابة شرح للتساؤلات المعتادة، وطوال الحلقات كان تركيز دينا فؤاد من خلال دور "حنان" على تحويل غير المرئى إلى مرئى وواقعى وهذا ما نجحت وجه القمر فى تجسيده وإظهاره بوضوح، حيث قادت الشخصية بكل حواسها وتحكم شديد بملامحها وتعابيرها وانفعالاتها فتبدأ وتنتهى فى التوقيت المحدد والصحيح الذى قدم الشخصية المرتبكة والتى تتنقل حياتها بين خوف وقلق واضطراب دائم وتردد، وجسدت دينا شخصية حنان وهى امرأة تدخل فى صراع نفسى وفكرى حيث تقع فى شباك جن عاشق فيصبح هو رئيس الكلمة ومدير تفكيرها وعقلها فيقلب حياتها رأسا على عقب ويضعها فى امتحان وحيرة بين الواقع والعالم الآخر الذى تخلل حياتها الواقعية وجعلها مصطدمة، ومن ناحيتها يبدأ منظور الحياة بالنسبة لها كأنها فى قفص مغلق بين أقفاصه خياران إما الرضوخ أو التمرد على الجن العاشق، ونجحت وجه القمر دينا فؤاد فى الانتقال بالشخصية بعدة مراحل وتجسيد العديد من المشاعر فى مشهد واحد، وأوصلت شعور الخوف للمشاهدين وهو الأمر الذى جعل الجمهور فى تعاطف معها، فكسبت هذه المغامرة الفنية الجديدة بجدارة لتضاف إلى قائمة أدوارها الخالدة.
وإن كانت وجه القمر قد أبدعت إبداعا خاصا فى "جمال الحريم"، فالجمهور ينتظر منها إبداعا أكثر فى رمضان المقبل، حيث اعتادت أن تطل على جمهورها بعمل مختلف ومميز فى شهر رمضان، إذ تشارك فى الماراثون الرمضانى المقبل مع النجمة ياسمين عبد العزيز، بمسلسل " اللى ملوش كبير" ويشارك فيه أيضا أحمد العوضى وخالد الصاوى وتأليف عمرو محمود ياسين وإخراج مصطفى فكرى، ومن إنتاج شركة سينرجى التى تدعم دينا فى كل خطواتها الفنية خلال الفترة الأخيرة، وتعتبر سينرجى أهم وأضخم شركة إنتاج فنى، وتلعب وجه القمر فى المسلسل شخصية تدعى "قدرية"، وهى فتاة بنت بلد تحب زوجها جدا وتدافع عنه، ويبدو من اسم الشخصية أنها تغير قالبها الفنى تماما، وتظهر بدور مختلف عليها أيضا كعادتها، وسبق أن عبرت عن سعادتها بالعمل مع النجمة ياسمين عبد العزيز معتبرة إياها نجمة سينما وتلفزيون فى آن واحد، وتمنت وجه القمر أن ينال العمل إعجاب جمهورها عقب عرضه على الشاشات، مؤكدة أن العمل مع نجمة بحجم ياسمين عبد العزيز شىء ممتع، خصوصا أنها تضيف روح البهجة والسعادة فى الكواليس، موضحة أن ياسمين عبد العزيز نجمة تسير بخطى واثقة فى مشوارها الفنى، ودائما ما تحرز أهدافا فى كل عمل تقدمه، متمنية أن ينال العمل إعجاب الجمهور وقت عرضه، وتبذل وجه القمر مجهودا ضخما فى المسلسل ليظهر العمل بالشكل المناسب لجمهورها فى كل الوطن العربى ومن المتوقع أن تحصد عليه إشادات كبيرة.
وتبقى وجه القمر دينا فؤاد حالة خاصة جدا بين بنات جيلها، وتستحق وعن جدارة الدعم المطلق، فمن يعرف دينا فؤاد عز المعرفة يعى جيداً ويتأكد أن سر نجاحها وتألقها يكمن فى بساطتها وتصرفها بتلقائية شديدة أمام الكاميرا فهى حينما تؤدى دورها سواء فى التليفزيون أو فى السينما نجدها تتعامل بطبيعتها، فضلاً عن ذلك فإن ملامح وجهها وتلقائيتها تجعلنا أيضاً نكتشف أن هناك حالة عشق خاص بينها وبين الكاميرا وبين فنها المتجدد عبر 13 عاما هى عمرها الفنى.