علي جمعة يرد: هل رفض عريس ممتاز «شكله معجبنيش» حرام؟
ورد إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، سؤالًا نصه: «تقدم لى عريس ممتاز خلقًا ودينًا ولكن لم يعجبنى شكله فهل يمكن أن أرفضه لهذا السبب؟ أم أن هذا عدم قبول لنعمة الله؟».
وأجاب بأنه يجوز رفضه لعدم القبول، ولكن هذا ضد الحكمة، «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
وأشار «جمعة» إلى أن عدم زواج البنت يسبب أضرارا نفسية ودينية واجتماعية وغير ذلك، فلو تزوجته لدينه وخلقه فإن الله ينزل المحبة بينهما.
واستشهد بقصة زواج مرأة ذات جمال بضرير دميم، فسألوها عن سبب زواجها منه، فقالت قرب الوساد وطول السواد، وهو ما يعني «جارها طول الوقت وطول الليل في وجهها.. فحدثت الألفة»، مؤكدا أن ذلك من الحكمة والله يؤتي حكمته من يشاء.
فيما قالت دار الإفتاء المصرية إن عدم القبول لا إثم على صاحبة السؤال فيه، ناصحة بالاستخارة.
وأوضحت أن الاستخارة هي لغة: طلب الخيرة في الشيء، يقال: استخر الله يخر لك، واصطلاحا: طلب الاختيار، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى بالصلاة، أو الدعاء الوارد في الاستخارة.
وعن حكم الاستخارة، فأفادت بأن الفقهاء أجمعوا على أن الاستخارة سنة؛ لثبوتها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: «إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي»، قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» أخرجه البخاري في صحيحه.