"السنيورة".. ريهام حجاج موهبة استثنائية فى سماء الدراما المصرية
◄تتمتع بكاريزما ساحرة وطموح قوى وحضور واسع.. وتمتلك قدرات تمثيلية وضعتها فى مقدمة الصفوف
◄نجحت فى تجسيد كل الأدوار الاجتماعية والكوميدية.. وتألقت فى دراما الإثارة والتشويق
◄الجمهور ينتظر مسلسلها "كل ما نفترق" فى رمضان المقبل بلهفة.. وتوقعات باكتساحه الموسم
◄إطلالاتها راقية وجذابة.. وتحولت لـ "أيقونة" للشياكة والأناقة والرقى بعيدًا عن المظاهر الكذابة
ريهام حجاج نجمة استثنائية فى كل شىء، فنانة تشع بهجة وذكاء، تدهشك بجاذبيتها وحضورها الطاغى، وشغفها المفعم بالطموح والإرادة، يكمن وراء جمالها وجاذبيتها وبساطتها ومرحها موهبة كبيرة المدى، هذه الموهبة جعلتها واحدة من أبرز النجمات اللاتى استلمن راية الدراما المصرية ورفعنها عاليا، بتقديمها فنا هادفا له معنى يدعو للتفاؤل ويبث الأمل، فهى فنانة تبحث عن الجمال فى كل شىء سواء مشهد تمثيلى أو سيناريو مكتوب بحرفية أو مسلسل تقدمه لجمهورها، لذلك استطاعت بكل بساطة أن تتربع على قلوب الجمهور فى الوطن العربى، خصوصا بعد تجاربها الدرامية الأخيرة التى أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أنها ممثلة من طراز خاص، ونجمة تمتلك موهبة استثنائية.
منذ سنوات بدأت ريهام حجاج رحلة البحث عن ذاتها بين شاشات السينما وخلف كاميرات المخرجين، متسلحة بموهبة فريدة، وعقلية متفتحة ومثقفة، ومن أول وهلة تصدرت أفيش أول فيلم تقدمه فى حياتها "سفارى"، ومنه على مسلسل "أزمة سكر" مع أحمد عيد، لتنطلق من بعده فى مسلسلات "كاريوكا" وتلعب دور سامية جمال، ومسلسل "شربات لوز" مع يسرا، و"رقم مجهول" و"اسم مؤقت" مع يوسف الشريف، وهبة رجل الغراب، و"سجن النسا" مع نيللى كريم وروبى، وفى أقل من عامين صنعت ريهام حجاج نجوميتها بموهبة وحضور، فهى لم تحقق النجاح فى الوسط الفنى بـ«ضربة حظ» وإنما جاء ذلك نتيجة اعتمادها على موهبتها وذكائها الفنى فقد كانت كل خطواتها محسوبة ومنظمة ومبشرة منذ البداية بفنانة كبيرة تشق طريقها دون وساطة، واختارت لنفسها هذا النهج منذ بداياتها الأولى وترجمته بشكل عملى منذ كانت تؤدى أدواراً صغيرة تبرز موهبتها الكبيرة حتى استحقت أن تصبح فى الصفوف الأولى وتصبح بطلة مطلقة يعرض لها كل موسم مسلسل يحمل اسمها، ويحقق هذا المسلسل نجاحا كبيرا.
مشوار ريهام حجاج وإن كان قصيرا، إلا أنه مؤثر ويحمل محطات مهمة تستحق التأمل والتوقف أمامها، فبعد سنوات قليلة من دخولها المجال الفنى، حققت انتصارا كبيرا، وانتقلت إلى خانة البطلة المماثلة للبطل، وهذا ظهر مع محمد هنيدى فى فيلم "يوم مالوش لازمة"، وعمرو سعد فى فيلم "مولانا"، ومسلسل "يونس ولد فضة"، ومسلسل "وضع أمنى"، وأحمد صلاح السعدنى فى مسلسل "الكبريت الأحمر"، ورامز جلال فى فيلم "رغدة متوحشة"، وفى كل الأدوار تجدها بارعة ولها قدرة على المراوغة، وإمكانات جبارة تسمح لها بالتصدر ومبارزة النجوم المخضرمين فى التمثيل، لذلك كان لزاما أن تصعد للبطولة المطلقة بمسلسل "كارمن" الذى حقق نجاحا كبيرا ووضعها على طريق البطولة المطلقة، وأعلن عن مولدها كنجمة متألقة واعدة، وفى «كارمن»، طورت ريهام حجاج من أدائها، واختارت أن تصبح نجمة حقيقية لها باع وحضور وحققت عنصر الدهشة من الأداء واختيار القصة والتشويق المخيم على أبطال حكايتها، إلى الجمهور، ثم اكتمل البدر وتوهجت أكثر بمسلسل "لما كنا صغيرين" والذى استحوذ على نسبة مشاهدة عالية جدا، وحقق العمل نجاحا أضاف لريهام ولمسيرتها كثيرا، وكانت ريهام حجاج صادقة حتى تعاطف معها الجمهور، وفى عدة استطلاعات رأى نال مسلسلها المركز الأول من حيث ارتفاع نسب المشاهدة، وأشاد بها الجمهور والنقاد بمستوى العمل، بل إن الناقد الفنى طارق الشناوى قال إن «ريهام حجاج تستحق فرصة ثانية» ومسلسلها السابق «لما كنا صغيرين» لم يكن كافيًا لإبراز موهبتها بالكامل، فكان المسلسل الجديد، الذى تصوره حاليا ويحمل اسم «وكل ما نفترق»، حلقة جديدة فى مسيرتها الفنية لتثبت أنها نجمة كبيرة، واللافت للنظر أن ريهام حجاج، قدمت كل الأدوار: «صعيدية، وكوميدية، وبنت ذوات، وبلدى، وبنت طيبة»، وإن كان مسلسل «كارمن» بصمتها الأكثر وضوحًا فى عالم الدراما، التى سمحت لها بالدخول من الباب الواسع، فإن مسلسلها «لما كنا صغيرين»، وضعها فوق قمة الدراما، فهى تقدم كل ما لديها وفى جميع أدوارها كانت ملفتة، الجميع يشير إلى موهبة حقيقية تستحق الرعاية والدعم، واستطاعت أن تخطف الكاميرا من نجوم المسلسل المخضرمين مثل محمود حميدة وخالد النبوى كما حافظت على أداء ثابت للمسلسل، يبلور غموضه حتى آخر لحظة، باعتبارها مقدمة أول مسلسل جريمة مصرى من 30 حلقة، فالقاتل مجهول منذ الحلقة الأولى، وكل الألغاز تتبلور بين يدى الشخصية الرئيسية، التى تؤديها ريهام حجاج، والحبكة تتعقد، والجريمة تصل إلى محطتها الأخيرة، بينما إحدى الشخصيات الهامشية على أعتاب الإعدام، والمتفرجون لا يشكّون للحظة واحدة فى كون ريهام حجاج بريئة وبعيدة تمامًا عن ارتكاب الجريمة.
وللحق فإن ريهام حجاج فنانة أنيقة، وجريئة إلى حد الاعتراف بأن تصرح قائلة «احنا ممثلين مش موديلز»، فهذه الجملة تكشف أسلوبها وشخصيتها فى الحياة، وكأنها تلقى بحكمتها وطريقتها بهدوء، وربما كان هذا مدخلها إلى قلوب الجماهير، فهى تؤدى الدور حسب شروطه، تظهر كواحدة منهم لتصنع قربًا نفسيًا، إلى جانب وجهها المصرى البشوش، الذى لا تتصارع عليه الصبغات ولا يشوبه التكالف المبالغ فيه، الذى أصبح «موضة» بين الفنانات، حتى حين ينشرن صورهن على انستجرام، ورغم ذلك، حين تبحث عن أشيك نجمات مصر حاليًا، لن تجد مواقع وصفحات الموضة تستعين بأحد سوى ريهام حجاج، وحسابها على الانستجرام الذى تحول إلى ساحة للباحثات عن الشياكة والأناقة والرقى بعيدًا عن المظاهر الكذابة، كما أن صورها فى حفلات الزفاف، وأعياد الميلاد، والسهرات، والحفلات العامة أصبحت دليلًا للباحثين عن الموضة، رغم أنها لا تتعمد التكلف وهذا يحدث بالفطرة وبدون «ستايلست» وأزياؤها الصيفية والشتوية، والفساتين التى تحضر بها مناسبات عامة، تتحول إلى موضة فى اليوم التالى، فإطلالات ريهام حجاج لا تجلب السخرية أبدًا، ليست مستفزة ولا تسعى إلى صناعة تريند على حساب المتابعين، أو عبر استفزاز الجمهور، فمصدر التريند الوحيد المُعتمَد عند ريهام حجاج هو موهبتها العملاقة التى تفرض سطوعها وجبروتها على الجميع، الجمهور والفنانين والنقاد ووسائل الإعلام، كما تشير صور ريهام حجاج إلى أناقة عاقلة لا جرأة منفلتة، ولا إطلالات غريبة، كأى امرأة مصرية من أوساط راقية تلفت النظر بذوقها، وبعملها المجتمعى، وتمثيلها، وأدوارها المتميزة، ونجاحها المدهش، فلا مكان لديها للافتعال.
وإن كانت ريهام حجاج على الشاشة متألقة ولامعة، فهى كذلك فى فعل الخير، فالوعى والرقى، هما اللذان شكلا مسيرتها الفنية منذ البداية، فريهام حجاج التى ولدت فى مدينة ميلانو الإيطالية ودرست الإعلام، وعملت بالتسويق، قبل عودتها إلى مصر لتحترف التمثيل، لم تنشغلَ يومًا بعروض الأزياء ومنافسة الفنانات على إظهار الثراء الفاحش، كان هناك شيء آخر يشغلُها طوال الوقت هو «فعل الخير»، وبينما توارى بعض النجوم فى ظل أزمة فيروس كورونا، التى حجبت الجميع، ووجد كثيرون فيها حجة لهجر المجتمع والهروب من مسؤولياتهم، نجد ريهام حجاج تسبق الجميع لتصبح «سندًا للمستضعفين والفقراء والمساكين والمرضى»، مما جعلها تحقق الفوز بكل تحديات الخير، بفارق كبير عمَّن حاولوا اللحاق بها، فقد تبرعت لجمعية رسالة ضمن جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، وأيضا لوزارة الصحة.
ولأنها تعرف أن النجومية لا تأتى من فراغ، وأنها ليست مجرد أدوار فى السينما أو الدراما فقط، فمهما بلغت عظمة أدوارها، تدرك مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الجمهور الذى يصنع مجدها، كانت دومًا الأسبق إلى مد يدها لإعانة المحتاجين والضعفاء، دون انتظار «تريند» يجبرها على دعم أهلها فى مصر، فهى تتحرك فى صمت وهدوء، لتمنح المحتاجين المساعدات بكل حب نابع من قلبها، ولا تنتظر كاميرات الصحفيين لتصور، أو ترصد، أو تسجّل ما تمنحه، هذا الوجه الخفى لريهام حجاج، لا تسلط وسائل الإعلام الضوء عليه، ولا تعتبر به، ربما لأنها لا تتحدث عنه أو تبرزه، أو توظفه فى الدعاية لمسلسلاتها وأفلامها، وبعيدًا عن فعل الخير، عشرات الأسباب جعلت ريهام حجاج فنانة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وريهام حجاج لمن لا يعرفها عن قرب، تحمل هموم الطيبين فى قلبها، والنميمة التى تتناول اسمها لا تؤثر من قريب أو بعيد على سلوكها أو اختياراتها أو علاقاتها أو صداقاتها، فالذين لا يفعلون الخير يزعجهم دائماً أن يقدمه الآخرون، ويبدأون التشكيك المستمر فى نواياه، لكن ريهام حجاج ترد بخير جديد، تبرعات، دعم إنسانى، كفالة أسر، مساعدات للمحتاجين، ولا ترد بـ«تصريحات صاروخية» عبر الصحف كما يفعل البعض، فهى لا تريد إحراج أحد، ريهام تمشى فى طريقها، تنجح وتقدم أدوارها ببراعة، وتنتظر الأدوار الجديدة، وتفعل أشياءً كثيرة لله، كى تعينها على الاستمرار، وهذا هو مبدأها الأهم فى الحياة، الذى صاغته منذ دخولها الوسط الفنى، فلا تقرأ عنها خبرًا يتناول شيئًا سوى أنها ستقدم دورًا جديدًا، أو تعاقدت على فيلمها المقبل، أو تبرعت لحالة إنسانية.. إنها تعمل فقط.
فى رمضان المقبل ستعزف ريهام حجاج سميفونية نجاح جديدة بمسلسلها "كل ما نفترق"، نجاح يضاف لمشوارها الفنى الذى تتألق من خلاله عاما بعد آخر، وما يؤكد نجاحها الحتمى دقة اختياراتها فنراها استعانت بمؤلف موهوب محمد أمين راضى، وممثلين لهم ثقلهم مثل عمرو عبد الجليل ورانيا يوسف، حتى تستطيع إثبات قدراتها التمثيلية بشكل أكبر، وبالتأكيد ستكسب ريهام الرهان الكبير بمسلسلها وتحقق نجاحا يفوق مسلسلها "لما كنا صغيرين"، معتمدة على إرادتها وشغفها الذى لن ينتهى أبدا.