وزارة الشباب تطلق المبادرة من أجل حماية الأخلاق الحميدة داخل المجتمع المصرى
حينما أطلق الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، من داخل قصر البارون فعاليات مبادرة "أخلاقنا"، التى تنفذها الوزارة بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية، فإنه فى تقديرى الشخصى قد استطاع وببراعة شديدة أن يلقى بحجر ضخم فى بئر مياهها راكدة منذ سنوات، فكلنا نعلم أن المجتمع المصرى تعرض ولأسباب عديدة طوال العقود الماضية لهزات عنيفة على المستوى الأخلاقى وعلى وجه الخصوص فى التعاملات اليومية البسيطة بين الناس وبعضهم البعض مما تسبب فى خلق حالة من الانفلات الأخلاقى الذى ضاعت معه عاداتنا وتقاليدنا التى كانت تميزنا عن الجميع وهنا تكمن أهمية وعبقرية هذه المبادرة كونها تهدف فى المقام الأول إلى إعلاء القيم والأخلاق الحميدة داخل المجتمع وذلك من خلال تنفيذ عدة أنشطة ومشروعات متنوعة إلى جانب عروض لمجموعة من الأفلام التوعوية فى مختلف الوسائل الإعلامية وعبر صفحة مخصصة للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، بمشاركة مجموعة من الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة فكلنا على يقين تام من أن الفنانين ونجوم المجتمع يمتلكون قدرة فائقة على التأثير فى المجتمع وبالتالى يمتلكون إمكانية توصيل العديد من المفاهيم التى تتضمنها المبادرة بسهولة ويسر بما يضمن لنا تحقيق الأهداف المرجوة من وراء المبادرة.
ومن ناحية أخرى فإن أهمية إطلاق مثل هذه المبادرة فى هذا التوقيت على وجه الخصوص تكمن فى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تهتم بكل التفاصيل فى شتى القطاعات وذلك سعيا من أجل الوصول إلى الأفضل فى القيم والإنشاءات والتطوير والتنمية بكل مشتملاتها، جنبا إلى جنب مع الاهتمام ببناء الإنسان المصرى الذى هو فى الأساس يمثل جوهر عملية التنمية والهدف الرئيسى لكافة ما يتم تنفيذه فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة وبالتالى فإنه من الطبيعى أن يتم إطلاق هذه المبادرة عن وزارة الشباب حيث إن رسالة الوزارة ترتكز بالأساس على الإنسان والاهتمام بالنشء والشباب فى كافة أنحاء الجمهورية من خلال مجموعة من البرامج والمشروعات وذلك بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية فى إطار من التكامل، وكلنا على يقين تام من أهمية نشر القيم الفاضلة وإرساء الأخلاق، وهو ما تسعى إليه الوزراء بكل تأكيد من خلال مبادرة "أخلاقنا" التى تم إطلاقها مؤخراً.
والحق يقال فإن مبادرة وزارة الشباب والرياضة التى تستهدف الإعلاء من قيم الأخلاق والتسامح ليست الأولى فى هذا الجانب وبكل تأكيد فإنها لن تكون الأخيرة حيث سبق من قبل إطلاق العديد من هذه النوعية من المبادرات التى نذكر منها مبادرة «المسألة أخلاق» التى أطلقتها إحدى المنظمات التابعة لجامعة الدول العربية، والتى استهدفت الوصول إلى المدارس والجامعات من خلال العديد من ورش العمل والفعاليات التى كان هدفها فى المقام الأول الارتقاء بمستوى الطلاب أخلاقياً انطلاقاً من أنه ليس بالتعليم وحده يتم الارتقاء بالمجتمعات، وتهدف أيضاً إلى إحياء القيم الأخلاقية لأنه دون أخلاق لن ينصلح حال التعليم المصرى، وقد تم تنظيم عدة فعاليات فى إطار هذه المبادرة حيث شملت ندوات وورش عمل وأنشطة مع الطلاب، لحثهم على نبذ العنف والتعامل بأسلوب لائق فيه قدر من المسئولية واحترام الآخر وفى هذا الإطار، وهو تعليم الأطفال المسئولية منذ الصغر كان هناك حرص من جانب المسئولين عن المبادرة بضرورة تعليمهم احترام المدرسين وزملائهم، والتحلى بالصدق والأمانة والانتماء للوطن وتشجيعهم على المشاركة المجتمعية فنحن فى حاجة ماسة لإعلاء القيم الأخلاقية، فبدون أخلاق لن نحقق شيئاً.
وبعيداً عن هذا وذاك وبعيداً عن المسميات التى يتم من خلالها إطلاق هذه النوعية من المبادرات فإننى أرى ضرورة أن يكون لدينا مئات المبادرات من هذا النوع وخاصة التى تركز فى الأساس على إحياء العديد من القيم، كالحب والتسامح والرحمة والإحساس بالآخر والإنصاف والمبادرة والطموح والتعاون والإتقان والبساطة داخل أفراد المجتمع المصرى خاصة أن هذه المبادرات ترتقى بمستوى فكر المواطن المصرى وتقوم بدورها فى التوعية بأهمية الأخلاق الحميدة وانعاكسها على المجتمع، الأمر الذى يدفعنى إلى القول بأن هذه المبادرة التى أطلقها مؤخراً وزير الشباب والرياضة قد جاءت فى وقتها المناسب لاسترجاع القيم الأخلاقية والإنسانية وتركيز الضوء عليها، مما يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن الوزارة تدعم جميع المبادرات التى تطلقها منظمات المجتمع المدنى، لاسيما التى تنشر القيم بين شباب مصر، فأخلاقيات المجتمع المصرى بجانب المبادرات كفيلة بتخريج جيل جديد يشارك فى بناء مصر، فتلك المبادرة من شأنها الإسهام بشكل كبير فى أن تعيد لمصر وجهها المشرق فى تعاملها مع الحياة حباً وإخلاصاً وهذا فى تقديرى هو معدن مصر وأخلاقها. وفى هذا السياق أود الإشارة إلى مسألة فى غاية الأهمية هى أن الأمم المتحدة سبق لها أن أصدرت مجموعة من القيم اقتصرت على 10 قيم، أكدت عليها الأمم المتحدة بأنها هى المكون الأساسى بكل من أراد أن يبنى المجتمعات، وهى قيم مطلقة تجاوزت الزمان والمكان، هذه القيم الـ10 هى الأساس الذى تبرز القيم الحقيقية التى يحتاجها أى مجتمع من المجتمعات.
وهذه القيم بصفة عامة تؤدى إلى حب الحياة والتعايش بين الناس، والرحمة ليست فقط تجاه البشر، ولكن تجاه الحيوان أيضا، فلا يمكن أن نعيش أو ننهض بدونها.
كما أن هناك حقيقة مؤكدة فى هذا الصدد هى أنه لكى يكون لدينا أخلاق يجب أن يكون لدينا مصداقية، وأن نعمل بروح الفريق، لأنه لا يوجد علم بدون تجاوز الأنا فلا يجوز أن يفكر الفرد فى نفسه وحده، وهو أمر مهم وضرورة وتتفق عليه جميع الأديان، لذا فإننى على قناعة تامة بأن نجاح هذه المبادرة "مبادرة أخلاقنا" متوقف على الحملة الإعلامية المصاحبة لها كما يجب على المثقفين والأزهر والكنيسة أن يتوافقوا مع بعضهم البعض من أجل الوصول بهذه المبادرة إلى أكبر شريحة من المواطنين.
كما أن هناك جانبا مهما أيضا هو أن الفن له دور كبير جداً فى نشر الأخلاق، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننكر حقيقة مؤكدة هى أن الفنون تستطيع أن تنهض بالمجتمعات فى كل مكان وفى كل زمان.
أعتقد أنه قد آن الأوان لأن تفتح الدولة بشكل واضح وصريح ملف "الأخلاق" خاصة بعد أن اقتحمت الدولة خلال السنوات الخمس الأخيرة العديد من الملفات الشائكة وكان من أهمها على الإطلاق ملف مكافحة الإرهاب ونجحت بالفعل فى تحقيق الأمن والاستقرار وملف البناء والتنمية الذى بدأت ثماره تظهر وتصبح واضحة وضوح الشمس متمثلة فى العديد من المدن الجديدة إلى جانب اقتحامها مؤخراً لملف العشوائيات والنظر إلى تطوير القرى فى الريف المصرى.
لذا فإنه من المنطقى أن يصاحب كل هذه الملفات المهمة تحقيق صحوة مجتمعية تستهدف فى المقام الأول إحياء الأخلاق وإعادة الاعتبار للعادات والتقاليد الحميدة التى كانت تميز الشعب المصرى عن سائر شعوب العالم.