العباس السكرى يكتب عن فينوس الدراما: هل يعيد “لحم غزال” غادة عبد الرازق إلى الصدارة بعد إخفاقها فى السنوات الأخيرة؟
◄قدمت نموذجًا رائعًا فى التحدى والإصرار على تقديم الأفضل واختيار الأعمال المؤثرة.. واسمها ماركة مسجلة للنجاح والتميز
◄ظلت سنوات النجمة الأكثر جماهيرية وطلبا فى سوق الدراما.. والقنوات العربية تراهن على عرض مسلسلاتها للفوز بأعلى نسب فى المشاهدة
◄تخوض تجربة جديدة بمسلسها "لحم غزال" بعيدًا عن الأفكار التقليدية والمكررة فى موسم رمضان المقبل
◄مسلسلاتها "سوق العصر" و"الحاج متولى" و"الباطنية" و"زهرة" و"مع سبق الإصرار" و"حكاية حياة" بصمات مهمة فى تاريخ الدراما
غادة عبد الرازق حالة درامية شديدة الخصوصية، نجمة ذو طابع مميز وفريد، لا يمكن الجدل مطلقا فى موهبتها، هى سيمفونية الإبداع والحضور والتألق، فنانة مدهشة وغريبة، قادرة ببساطة على أن تجبرك على التصفيق لها والانفعال معها والتوحد مع شخوصها ومتابعتها بلهفة وشغف فى كل مشهد تقدمه، الجمهور يشعر أنها تنتمى إليه بكاريزمتها وأدائها، أخلصت لعملها حتى إنها جعلت من التمثيل كل كيانها وأول أولوياتها، لذلك استحقت أن يطلق عليها فينوس الدراما، فهى تمتاز بكاريزما وحضور مذهلين، تطغى بروحها المشعة على المشاهدين فيتلقوا منها القوة والشجاعة، غادة أصبحت رمزا للمرأة فى الدراما، ولا يمكن أن يمر شهر رمضان بدون وجود فينوس الدراما العربية.
من الصعب أن تضع عنوانا لرحلة فينوس الدراما غادة عبد الرازق، فهى تجمع كل العناوين، وكل المصطلحات، وكل الصفات، متألقة، مبهجة، جميلة، قوية، نادرة، عنيدة، الإصرار والتحدى مقومات شخصياتها، دائما تصر على النجاح للحفاظ على القمة التى وصلت إليها بالعرق والجهد والمجهود الجبار والتركيز على المقدمة حتى باتت أيقونة من أيقونات الفن المصرى خصوصا فى فن الدراما، الذى أصبحت غادة عبد الرازق واحدة من أفضل بطلاته خلال السنوات الأخيرة دون منافس، فينوس الدراما استطاعت منذ بداية مشوارها الفنى أن تضع لنفسها مكانة خاصة فى مقدمة نجمات جيلها لتظل هى الأولى والأكثر قربا وجماهيرية بأعمال متميزة أثبتت فيها موهبتها الفنية وتنوعت أدوارها حرصا منها على عدم التكرار، فقدمت فى السينما وعلى شاشة التليفزيون أروع الأدوار التى تركت بها بصمات مهمة فى تاريخ الدراما المصرية والسينما العربية، رغم أنها بدأت مشوارها الفنى بأدوار صعبة واستطاعت أن تتقنها بعناية وتدرسها بدقة مما جعلها تدخل قلوب محبيها.
وكانت بداية هذه الأدوار وجواز مرورها لقلب وعقل الجمهور مسلسل "عائلة الحاج متولى" أمام النجم الراحل نور الشريف فى دور "نعمة الله" مع المخرج محمد النقلى والكاتب مصطفى محرم، ثم قدمت مسلسل "سوق العصر" للكاتب الكبير محمد جلال عبد القوى، والمخرج هانى إسماعيل، وأبدعت فى دور "شوق" والذى كان بمثابة الطبق الطائر الذى وضعها فى مقدمة الصفوف، وكان دورها حديث الشارع العربى كله، خصوصا أنها تعد أحد أبطال المسلسل وشخصيتها من أهم الشخصيات المركزية به، لتحقق نجاحا طاغيا، كانت غادة قبل "الحاج متولى" و"سوق العصر"، قد شاركت فى أدوار بسيطة بالسينما مع أحمد زكى بفيلم "البطل" ونبيلة عبيد فى "امرأة تحت المراقبة" ومسلسل "العائلة والناس" مع المخرج محمد فاضل.
بعد تألق غادة فى "سوق العصر" والحاج متولى" أصبحت تميمة الحظ فى كل الأعمال، وتهافتت عليها شركات الإنتاج فى الدراما والسينما والمسرح، فقدمت مسلسلات "السيرة الهلالية"، و"أوراق مصرية" و"غدا يوم آخر"، و"مسألة مبدأ"، و"أمانة يا ليل" و"محمود المصرى" و"بطة وأخواتها"، وغيرها من المسلسلات ، ومسرحية "طرائيعو" مع محمد هنيدى، وأفلام "عن العشق والهوى" و"عودة الندلة"، و"زى الهوا" وغيرها، كما برعت فى الدراما، صنعت غادة عبد الرازق لها مكانة خاصة فى قلوب عشاقها منذ بداية مشوارها السينمائى وتألقها فى جميع الأدوار.
توجت غادة عبد الرازق نجمة مطلقة فى السينما والدراما، وأصبح اسمها علامة وماركة مسجلة للنجاح الفنى والاختيار الدقيق والعمل الهادف المؤثر سواء فى السينما أو التليفزيون، ونموذجا للتحدى والإصرار على تقديم الأفضل واختيار الأعمال المؤثرة التى تثرى الشاشتين الصغيرة والكبيرة والتى جسدت من خلالهما ألوانا ونوعيات متعددة ومختلفة من الشخصيات وناقشت عددا كبيرا من القضايا التى تمس المرأة المصرية وحققت بها نجاحات كبيرة، وتجسد ذلك منذ فيلم "90 دقيقة"، مرورا بـ "الريس عمر حرب"، و"دكان شحاتة"، و"كلمنى شكرا" و"بون سواريه" و"كف القمر"، و"أزمة شرف"، و"أدرينالين".
وفى الدراما كذلك لعبت البطولة المطلقة فى مسلسلات صارت علامات مهمة فى تاريخ الدراما ومنها "قانون المراغى"، و"الباطنية" و"زهرة وأزواجها الخمسة" الذى أحدث جدلا كبيرا فى العالم العربى وصارت من بعده غادة النجمة الأكثر توزيعا فى الوطن العربى بمسلسلاتها التلفزيونية، وبات المنتجون والقائمون على صناعة المحتوى التلفزيونى يعملون لها ألف حساب، خصوصا أنها دائما تعمل على تطوير نفسها من منطقة درامية لأخرى، سواء فى اختياراتها الأدوار أو فى إتقانها وتجسيدها لتصبح مؤثرة وهو ما جعلها فى مصاف ومقدمة النجمات الأوائل والمؤثرات، واستطاعت بشكل كبير أن تكتسب شعبية كبيرة وجمهورا من مختلف الفئات والطبقات، وكسبت ثقة جمهورها فبادلته حبًا بحب، لإيمانها القوى بدور الجمهور والنقاد فى حياتها الفنية، وهو الهدف الذى تسعى إليه فى أعمالها، فهى نجمة متميزة تتحدى نفسها دائما باختيار أدوار وأعمال صعبة لتكون مُختلفة عن كل منافسيها، وتطل على جمهورها فى كل مرة بشكل ومضمون جديدين يضيفان لها جمهورا جديدا ينضم لعشاقها ومحبيها.
مع التحولات الكبيرة التى شهدتها الساحة الفنية فى عام 2011، كانت غادة عبد الرازق على موعد جديد مع نجاح أكبر، فتمردت على كل الأشكال والأنماط التى قدمتها سابقا، ودخلت بواحد من أبرز مسلسلاتها الذى حقق نجاحا غير مسبوق وهو مسلسل "مع سبق الإصرار"، وتكمل رحلتها بـ "حكاية حياة"، هذان المسلسلان تحديدا كانا نقطة تحول فى حياة غادة الفنية ومنحاها صك التميز والنجاح والخلود وباتت غادة واحدة من أهم نجمات الدراما التى ينتظرها كل الجمهور الشباب والشابات والعجائز والأطفال والكبار وربات البيوت، وأصبح العملان بمثابة المولد الجديد الحقيقى لغادة حتى إن النقاد الذين اختلفوا معها من قبل، أيدوها تماماً، وكأنها أعادت اكتشاف نفسها من جديد، فقد كانت نموذجاً مثالياً تنطلق من خلال التحدى والإصرار على النجاح والتألق، واستكملت غادة عبد الرازق نجاحاتها نجاحا تلو الآخر بـ"السيدة الأولى" و"الكابوس" و"الخانكة" و"أرض جو"، و"ضد مجهول" و"حدوتة مرة" وحتى "سلطانة المعز". وبالتوازى كانت تنجح سينمائيا وتقدم تجاربها للجمهور بأفلام "ركلام"، و"جرسونيرة"، و"اللى اختشوا ماتوا" وغيرها، وفى كل عمل تستطيع أن تكتشف أنها صاحبة موهبة حقيقية، تمتلك رصيدا من الحب والاحترام لدى جمهورها، ودائما ما تراهن القنوات المختلفة من عدة دول على عرض مسلسلها للفوز بنسبة ضخمة من المشاهدات، وللحق فإن أغلب الفضائيات تشترى مسلسل غادة عبد الرازق سنويًا دون مشاهدة المسلسل أو تقييمه، فهى تعتمد فقط على اسم غادة عبد الرازق، الذى يضمن نسب مشاهدة عالية، ونجاحا كبيرا، لامتلاكها جميع عناصر النجاح، التى تحرص على توافرها باستمرار فى أعمالها.
غادة تعشق تجسيد دور المرأة العنيدة القوية، إذ أن وراء أدوارها فلسفة وسحرا لا يمكن أن تجدهما إلا لدى غادة عبد الرازق، النجمة الكبيرة التى لا تتوقف عن البحث عن قصص جديدة تقدمها على الشاشة كل عام لتمنح سوق الدراما المصرية قبلة حياة، بعيدًا عن الأفكار التقليدية، والقديمة، والمكررة، التى ملّها الجمهور، وهو ما يدفع غادة عبد الرازق إلى تصدر سباق رمضان كل عام بأعلى نسب المشاهدة، وأتوقع أن يكون مسلسلها "لحم غزال" تأليف إياد ابراهيم، وإخراج محمد سلامة، ويشارك فى بطولته مجموعة من النجوم المتميزين منهم عمرو عبد الجليل، عودة قوية لها، فهى تستحق أن تبقى فى الصدارة، ودائما تحاول أن تخلق لنفسها مسارا مغايرا فى كل عمل تقدمه.
فى اللوكيشن تتميز فينوس الدراما دائما بالبساطة والتلقائية الشديدة فتبهر كل من حولها بصراحتها ووضوحها واعتزازها بنفسها وبتجاربها الفنية، لا تقلق غادة عبد الرازق أبدا من وجود نجم قوى بجانبها، فالمشاركون فى العمل من ممثلين وكاتب ومخرج تختارهم بعناية وتفضل أن يكونوا أسماء مهمة حققت نجاحًا كبيرًا، غادة عبد الرازق أخلصت لفنها فأعطاها التقدير وحب الجمهور والشهرة والنجاح التى تتمناها، واستطاعت أن تحافظ على هذه المكانة والتقدير ولم تتخل عن معايير اختياراتها لأدوارها فى يوم ولم تتنازل عن شروطها لتحقيق النجاح، فظلت متربعة على عرش النجاح ولا تزال فوق القمة، حرصا منها على تقديم رسائل فى أعمالها ومهما تعرضت لصعوبات فإن ذلك يجعلها أكثر تحديا ولا يثنيها عن التواجد بشكل يضيف لها ويضيف لرصيدها من الحب والتقدير من جانب جماهيرها.
فينوس الدراما غادة عبد الرازق تملك طاقات تمثيلية رهيبة وتوهجا فنيا لم يكتشف بعد ويحتاج أن تستخرج من منجمها هذه الكنوز، وأكبر دليل على ذلك تعلق الجمهور بها، فمهما أعادت القنوات التليفزيونية عرض مسلسلاتها ستراها وكأنها تُعرض للمرة الأولى، ويكتشف فيها المشاهد أبعادًا وكنوزًا فى ملامح الشخصية التى تعيشها غادة عبد الرازق فى كل حلقة، بل فى كل مشهد، لتصبح فى النهاية أيقونة النجاح والسعادة والأمل لكل عشاق الفن الجميل والمتقن.