هاني رسلان: "قبول مصر بيانات الملء الثاني للسد يورطها ويعطي مشروعية لإثيوبيا"
قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الموقف الروسي والأمريكي بشأن أزمة سد النهضة متطابقان، وهو رمي الكر في ملعب الاتحاد الإفريقي وترك التفاوض للأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا وهو ما يحدث منذ 10 سنوات وتنتهي المفاوضات بالفشل تلو الفشل.
وأضاف "رسلان" في تصريح لـ"الشورى" أن مصر تحاول تسويق قضيتها إعلاميا وسياسيا ودوليا من خلال فتح باب الحوار مع القوى الدولية الكبرى، وأن الرئيس السيسي من الطبيعي أن يتكلم عن أزمة سد النهضة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خاصة وأنها في عضو دائم في مجلس الأمن، لكن الجانب الروسي كان واضحا في مدى التدخل الذي يسمح به لحل هذه الأزمة عندما قال إنه يؤيد حقوق مصر المائية ملقيا الكرة في ملعب الاتحاد الإفريقي كمظلة للتفاوض بين الدول الثلاث، رغم أنها أثبتت على مدار العشر سنوات الماضية أنها مظلة فاشلة وأن المفاوضات مصيرها معروف وانتهت لطريق مسدود.
وأكمل قائلا: "الموقف الأمريكي والروسي لا يؤيد مصر في أي تدخل عسكري، وهو منحاز بالكامل للجانب الإثيوبي، ولا يرى أن أزمة سد النهضة له أولوية لأانه منشغل بالحرب على الإرهاب وملف إيران النووي والأزمات في سوريا والقضايا الساخنة الأخرى، كما أن الاتحاد الأوروبي أيضا مظلة عاجزة عن إيجاد حلول لأنه لا يصدر سوى بيانات".
وأشار إلى أن قبول مصر لبيانات ملء السد "تهريج" لأنه بذلك يضع مصر أمام الأمر الواقع وبقبول مصر لتلك البيانات تعطي مشروعية للملء الثاني للسد وبالتالي يجهض أي حقوق لها في اللجوء للمحافل الدولية للمطالبة بحقوقها المائية.