د .ياسمن الكاشف تكتب: "حياة كريمة" تغزو جميع قطاعات الدولة من أجل الارتقاء بالوطن والمواطن
◄مخصصات المبادرة وصلت إلى 200 مليار جنيه لصالح الصحة والتعليم والكهرباء والشباب
◄سر نجاح المبادرة يكمن فى تضافر كافة مؤسسات الدولة لتحقيق الهدف الإنسانى منها
27.5 مليار للصحة و6.9 للكهرباء و4.4 للتعليم و102 مليار للصرف الصحى
كنت ومازلت وسأظل دائماً فخورة بما يتحقق على أرض الواقع من إنجازات غير مسبوقة فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، ولكن كل هذا الذى يجرى تنفيذه من إنجازات أمر وما تشهده المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" أمر آخر، خاصة أن هذه المبادرة ذات الطابع الإنسانى لم تتوقف عند حد قطاع أو قطاعين وحسب بل إنها أصبحت الآن تغزو كافة قطاعات الدولة وهو ما يمكن أن نلمسه بشكل لافت للنظر فى خطة التنمية للعام الجديد التى تضمنت تخصيص 27.5 مليار للصحة و6.9 للكهرباء و5.6 للاتصالات و4.4 للتعليم و102 مليار للصرف الصحى.
والحق يقال فإن ما أكتبه الآن عن "حياة كريمة" لم يأت من فراغ ولكن بقراءة متأنية فى ملامح خطة التنمية للعام المالى الجديد 2021/2022، نجدها وقد تضمنت مخصصات لمبادرة حياة كريمة فى مختلف القطاعات وصلت إلى 200 مليار جنيه بينما خصصت خطة التنمية للعام المالى الجديد 5.6 مليار جنيه لصالح قطاع الاتصالات و14 مليار جنيه لصالح قطاع التضامن و3 مليارات لصالح تطوير المبانى والخدمات الحكومية و12.2 مليار جنيه لصالح رصف الطرق و102 مليار جنيه لصالح مشروعات الصرف الصحى.
واللافت للنظر أن المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة تضم 52 مركزا بالصعيد لتحسين أحوال المعيشة به بما يعنى تحقيق الاستفادة لـ11 مليون شخص بالصعيد بنسبة 37% من المستفيدين بتلك المرحلة، كما تستهدف إنهاء تبطين نحو 1550 كيلو متر من الترع فى 544 قرية خلال عام 2022.
وكما سبق الإشارة إليه فإن "حياة كريمة" فى مرحلتها الثانية تستهدف فى المقام الأول بناء وتطوير المستشفيات بعدد 749 قرية بخلاف المستشفيات المركزية بالمدن إلى جانب الانتهاء من إنشاء 5484 فصلا دراسيا خلال العام، وإنشاء وتطوير 149 مركز طب أسرة و602 وحدة صحية و224 نقطة إسعاف فيما يستحوذ الصعيد على 96.8% من جملة الاعتمادات المُنفذة فى المبادرة كما تستهدف هذه المرحلة تطوير ورفع كفاءة حوالى 91 ألف منزل فى 750 قرية بمحافظات الصعيد.
وأثناء متابعتى الدائمة لما يتم تنفيذه من خلال مبادرة حياة كريمة توقفت طويلاً أمام دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات، فقد كشفت هذه الدراسة أن مبادرة حياة كريمة تعمل على توفير السكن الكريم، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة يوميًا للمواطنين من المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، ورفع المعاناة عن الأسر الفقيرة الأكثر احتياجًا بتوفير الدعم المالى، أو المساعدة فى زواج اليتيمات، وتوفير فرص عمل فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الرعاية الصحية والعمليات الجراحية العاجلة، وغيرها.
وأوضحت الدراسة أن الدولة دعت من خلال هذه المبادرة إلى تضافر جميع الجهود من أجهزة الدولة وجمعيات ومؤسسات العمل الأهلى ورجال الأعمال وغيرهم لتنفيذ هذه المبادرة والوقوف على الاحتياجات الأساسية لأهل تلك القرى، حتى رصدت الدولة 103 مليارات جنيه لتنفيذ المبادرة فى 11 محافظة، وبدأت بالمرحلة الأولى التى شملت 377 قرية تتعدى نسبة الفقر بها 70%، وبالتنسيق مع 16 جمعية أهلية بدأت مبادرة "حياة كريمة" عملها فى تلك القرى.
ولفتت الدراسة أيضاً إلى أنه جاء عام 2020 ليتم إعلان "حياة كريمة" كمؤسسة أهلية غير هادفة للربح، مهمتها تنفيذ أهداف مبادرة حياة كريمة التى أعلنها السيد الرئيس فى 2019، وتضافرت كافة جهود الدولة، وتعاونت حوالى 23 مؤسسة مجتمع مدنى فى العمل على تنفيذ أهداف المبادرة.
وفى نفس السياق العام أكدت الدراسة، أنه فى مطلع العام 2021 وسّع الرئيس عبد الفتاح السيسى نطاق مشروع حياة كريمة ليشمل جميع القرى والمراكز الريفية، فظهرت مبادرة "تطوير الريف المصرى" التى أعلن رئيس مجلس الوزراء أن الدولة رصدت لتنفيذها ما يفوق 515 مليار جنيه، وأن العمل سيشمل 1500 قرية فى المرحلة الأولى، وأصبحت هذه المبادرة حاليًا الشغل الشاغل فى المحافظات والأجهزة التنفيذية فى الدولة.
ولقد تابعت اجتماعا هاما عقده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مؤخرًا، لمتابعة الموقف التنفيذى للمشروع القومى لتطوير وتنمية القرى المصرية، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، حيث قال إن هذا المشروع القومى الكبير سيتم إطلاقه رسمياً قريباً من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيراً إلى أن فرق العمل التابعة للوزارات والجهات المنفذة للمشروعات موجودة فى عدد كبير جدا من المواقع، وبدأت التنفيذ بالفعل. وخلال الاجتماع عرضت المهندسة راندة المنشاوى، مساعد أول رئيس مجلس الوزراء، تقريراً حول موقف تنفيذ التدخلات المرتبطة بمبادرة «حياة كريمة» فى المراكز المستهدفة، والتى تتمثل فى محاور المرافق والبنية الأساسية، والتدخلات الاجتماعية، و«سكن كريم»، وجهود تحقيق التنمية الاقتصادية. ففيما يتعلق بالمرافق والبنية الأساسية، فإن المبادرة تستهدف تنفيذ مشروعات لرفع كفاءة خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، وتوفير الأراضى لإقامة مشروعات مثل محطات التنقية، ومحطات المعالجة، لزيادة عدد القرى المخدومة بتلك الخدمات فى الريف. وأشارت إلى إعداد دراسة تفصيلية بالاحتياجات والمهمات المطلوبة فى قطاع الكهرباء، والتجهيز لإقامة عدد من منشآت الخدمات الاجتماعية، من بينها مراكز تأهيل ومراكز خدمات أسرة وطفولة وحضانات ومدارس مجتمعية وفصول لمحو الأمية ووحدات للاكتشاف المبكر للإعاقة، وورش للتدريب المهنى ودعم الأسر المنتجة، فضلاً عن تنفيذ القوافل الطبية والمساعدات التى تم توزيعها فى عدد من المراكز المستهدفة. ونوهت إلى التواصل مع المواطنين وإشراكهم فى مراحل تحديد المشروعات ومتابعة التنفيذ، والتنسيق مع البنك المركزى المصرى لتشجيع البنوك على إتاحة الخدمات المصرفية فى القرى الأم والقرى ذات الكثافات السكانية المرتفعة. وفيما يتعلق بالتدخلات الاجتماعية و«سكن كريم»، المستهدفة فى قرى المرحلة الأولى من مبادرة «حياة كريمة»، قالت مساعد أول رئيس مجلس الوزراء إنه تم الانتهاء من حصر مستحقى «سكن كريم» بمعرفة وزارة التضامن الاجتماعى، وسيتم التعامل معهم. وحول جهود تحقيق التنمية الاقتصادية فى القرى المستهدفة، كشفت عن أن جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة سيضخ مبالغ كبيرة لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة، توفر فرص العمل وتدعم أبناء القرى المستهدفة فى توفير مصدر رزق دائم، وتحسين الأوضاع المعيشية لهم.
ومن خلال ما سبق تناوله حول هذه المبادرة فإنه يمكننى القول إن مبادرة حياة كريمة اسم على مسمى، لأن الاسم يسعى إلى تحقيق الرسالة المنوط بها هذه المبادرة وهو توفير حياة كريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى للمواطن المصرى وهو ما يمكن أن نلمسه بشكل حقيقى على أرض الواقع حيث إن الفترة الماضية شهدت وجود وتحقيق مبادرة حياة كريمة فى كثير من القرى والنجوع المصرية، وأن لجنة حقوق الإنسان فى مجلس النواب شاهدت تلك المبادرة فى قرى محافظة سوهاج، ووجدت أن كل الجهات المعنية متضافرة الجهود تعمل على إتمام هذه المبادرة فى وقت أقل مما هو مرسوم لها، الأمر الذى يدفعنى للقول أيضاً إن مبادرة حياة كريمة من المبادرات التى قد تنقل الدولة المصرية إلى مستوى أعلى بكثير، وأن السر فيها تضافر كل الجهود المعنية لتحقيق الهدف الأسمى منها.