الوحش الجديد.. "الشورى" تكشف أسرار "الفطر الأسود"  يصيب مصابى ومتعافى "كورونا" ويقتل فى غضون أيام

أعلنت الهند أن مرض الفطر الأسود بدأ يتفشى بين المصابين بفيروس كورونا، والمتعافين منه، موضحة أن هذه العدوى الفطرية الخطيرة تصيب من يعانون من ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة. وسلّطت شبكة "سى إن إن" الأمريكية الضوء على مرض الفطر الأسود، لافتة إلى أنه غير معدٍ أو ضار فى كثير من الأحيان، لكنه يسبب التهابات خطيرة لمن يعانون من ضعف الجهاز المناعى. وأوضحت الشبكة، فى تقرير، أن أغلب المصابين بالفطر فى الهند هم من المصابين أو المتعافين من كورونا ممن ضعفت مناعتهم جراء الفيروس أو يعانون من أمراض مثل "السكر"، وتعد الهند من أكثر البلاد التى ينتشر فيها هذا المرض. وأشارت إلى أن الفطر الأسود يأتى من العفن فى البيئات الرطبة، مثل التربة أو السماد، ويمكن أن يهاجم الجهاز التنفسى. ويؤثر الفطر عادة على الجيوب الأنفية أو الرئتين، بعد أن يستنشق الشخص الجراثيم الفطرية فى الهواء، كما يمكن للأعراض أن تشمل تورم الوجه والحمى وقرحة الجلد والآفات السوداء فى الفم. ونقل التقرير عن وزارة الصحة الهندية توضيحها أن الفطر الأسود يبدأ فى الظهور على الجلد فى جيوب الهواء خلف الجبهة والأنف وعظام الخد وبين العينين والأسنان، قبل أن ينتشر إلى العينين والرئتين ويمكن أن يصل حتى الدماغ، ويؤدى ذلك إلى سواد أو تغير اللون على الأنف، وعدم وضوح الرؤية أو ضعفها، وألم فى الصدر، وصعوبات فى التنفس وسعال دموى. ولفتت "الصحة الهندية" إلى أن أدوية كثيرة مستخدمة لمحاربة فيروس كورونا تثبط جهاز المناعة فى الجسم، الذى يحارب عادة العدوى الفطرية، ويؤدى هذا المرض إلى وفاة أكثر من 50% من المصابين به فى غضون أيام. وعلاج الفطر يتطلب فى كثير من الأحيان إجراء عملية جراحية لقطع الأنسجة الميتة أو المصابة، وبحسب "الصحة الهندية"، فإن الفطر قد يؤدى إلى فقدان الفك العلوى أو حتى العين فى بعض الأحيان لبعض المرضى. وأفادت تقارير إعلامية بأن هناك أكثر من 200 مريض بالفطر الأسود فى مستشفيات نيودلهى، مع وجود العشرات فى قوائم انتظار للحصول على سرير، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعى الهندية بمطالبات من أقارب مرضى داء الفطر الأسود للحصول على الأدوية. وأعلنت ولايتا راجستان وتيلانجانا، انتشار وباء الفطر الأسود فيهما، فيما سجلت ولاية ماهاراشترا –وحدها- أكثر من 2000 حالة. ويُصاب الناس بداء الفطريات الذى توجد منه عدة أنواع عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية التى يمكن أن تنتشر فى المستشفيات والمنازل عن طريق أجهزة ترطيب الهواء أو قوارير الأكسجين التى تحتوى على مياه قذرة. ويجب اكتشاف العدوى مبكراً لأنها عدوانية، ويحتاج العلاج لكشط الأنسجة الميتة وإزالتها، ويُضطر الجراحون أحياناً إلى إزالة أنف المرضى أو عيونهم أو حتى فكهم لمنع الفطر من الوصول إلى الدماغ. وقال الدكتور أشرف عقبة، استشارى المناعة، إن "الفطر الأسود" مرض فطرى يصيب الأشخاص ذوى المناعة الضعيفة، خاصة الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل "السكرى"، أو الذين يتعرضون للعلاج الإشعاعى بكثرة، وكذلك الذين يتناولون كميات كبيرة من "الكورتيزون". وأضاف "عقبة": "الفطر الأسود يواجه المرضى ذوى الحالات الحرجة، وهم فى الغالب الذين يدخلون إلى غرف العناية المركزة قبل الوفاة". وبَين أن "الفطر الأسود" موجود فى التربة، ويصيب الإنسان والخضروات التالفة، مشيرا إلى أن "التعرض للأكسجين الرطب -كما هو الحال بالنسبة لمرضى فيروس كورونا- يزيد من فرص التعرض للإصابة بهذا الفطر، مع وجود الخلل المناعى لهؤلاء المرضى". ووصف "الفطر الأسود" بأنه "مرض استغلالى"، لأنه يستغل الظروف الصحية الصعبة المتدهورة للمريض ويصيبه، وعلى العكس، من يمتلكون مناعة قوية يستطيع جهازهم المناعى التغلب على هذا الفطر بسهولة، وبالتالى لا يصابون بهذا المرض. وكشف عن أن الإصابة بمرض "الفطر الأسود" ليست لها علاقة بـ"كورونا"، لأن "هذا الفطر قد يهاجم أى شخص مريض بأمراض أخرى، وأصبحت حالته متدهورة، نظراً لضعف مناعته الشديدة"، داعياً إلى عدم الخلط بين الإصابة بفيروس "كورونا" تحديداً وهذا الفطر. وعن حالات الإصابة بالمرض فى مصر، قال طبيب المناعة إنها نادرة جداً، ولا داعى للخوف والقلق بسببها، وقال: "الوضع فى دولة الهند مختلف تماما،ً نظراً للارتفاع الرهيب فى أعداد الوفيات والإصابات، ومعاناة كثير من الشعب الهندى من أمراض عديدة، منها السكرى، الذى تتسبب مضاعفاته أحياناً فى الإصابة بالفطر القاتل". من جهته، قال الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً، إن الفطر يصيب أحيانا بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة مثل الإيدز أو مرضى السكر غير المنضبط أو من يتناولون أدوية قوية مثبطة للمناعة أو الكورتيزون بكميات عالية أو المضادات الحيوية فترات طويلة، مشددا على أن الإصابة نادرة الحدوث. وأضاف: "المرض قد يصيب الجلد بعد التعرض لخدوش أو جروح ويظهر على هيئة حبوب وبثور وقرح يصاحبها لون أسود وقد يصيب الأغشية المخاطية للأنف مع تكون لون أسود وقد يصيب الجيوب الأنفية ويسبب تورم الوجه والتهابه وتكون لون داكن وقد يصيب العين ويسبب التهابات شديدة وتكون لونا أسود أيضا وقد يصيب الفم تاركا لونا أسود وقد يصيب القصبة الهوائية والرئتين مع كحة شديدة مؤلمة وقد يصل للأوعية الدموية". وحول علاج الفطر الأسود، أوضح: "يتم علاجه بدواء Amphotercin B تحت إشراف طبى من خلال حقنة عن طريق الوريد مدة من ٤إلى٦ أسابيع". وأعلن الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، عن رصد إصابتين أو ثلاث فقط بمرض الفطر الأسود، مشيرا إلى أن الوضع لا يدعو للقلق. وقال «حسنى» إن الفطر الأسود موجود منذ القدم وليس مرتبطا بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه ينتج عن ضعف الجهاز المناعى أو نقص المناعة أو بسبب الاستخدام المفرط للكورتيزون. وأشار إلى أن «الفطر الأسود» له علاج دوائى حال تم تشخيصه فى مرحلة مبكرة ولكن فى حال تأخر الحالة قد يتم استئصال الجزء المصاب سواء فى العين أو الأنف أو جزء من الوجه وقد يصل إلى المخ. وأضاف أن الإصابة بالفطر الأسود تحدث بسبب نقص المناعة الذى ينتج فى بعض الأوقات عن تناول الكورتيزون واستعمال الأدوية والمضادات الحيوية دون استشارة طبيب ومنها تناول البروتوكولات الخاصة بفيروس كورونا دون استشارة الطبيب. ولفت إلى أن برتوكولات كورونا ليست واحدة ويتم وصفها حسب الحالة الصحية وسن المرضى، محذرًا من الاستخدام  الخاطئ للمضادات الحيوية التى تسبب نقص المناعة وتحور الأمراض وتكون أجساما مضادة فى الجسم تهاجم المضاد الحيوى وتجعل استخدامه فيما بعد لا يؤثر على المرض.