محمد فودة يكتب: عهد جديد للدراما المصرية.. خطوات جادة لاستعادة الريادة فى الدراما ودعم دورها فى تشكيل الوعى
◄تنوع مصادر الإنتاج يعطى الفرصة كاملة للجميع ويساعد على الكشف عن المواهب الفنية
◄البعد الوطنى للإعلام يتصدر المشهد وفى مقدمة أولويات الشركة المتحدة
◄إطلاق قناة إخبارية تخاطب العالم الخارجى خطوة مهمة طال انتظارها
◄قضية "بناء الإنسان" هى العمود الفقرى الذى تقوم عليه "الجمهورية الثانية"
يومًا بعد الآخر تثبت الدولة المصرية أنها تسير نحو المستقبل بخطى سريعة وثابتة وأنها عقدت العزم على ألا تلتفت إلى الخلف مجدداً وهى تبنى الجمهورية الثانية التى أعلن عنها الزعيم والقائد عبد الفتاح السيسى مراراً وتكراراً، تلك الجمهورية القائمة على مبدأ الشفافية فى جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة، ولأن الإعلام جزء لا يتجزأ من الحياة بصفة عامة وأنه أحد أهم وأبرز دعائم النهضة المنشودة والتنمية المستدامة التى يجرى تنفيذها فى كل شبر على أرض مصر، فقد رأينا هذا المجال يحظى باهتمام بالغ من جانب الدولة لارتباط الإعلام والدراما بشكل عام بقضية بناء الإنسان التى تعد هى العمود الفقرى فى اهتمامات الدولة وهى تبنى الجمهورية الثانية على تلك الأسس والمبادئ التى سوف نجنى ثمارها فى القريب العاجل بإذن الله.
وبينما أكتب الآن عن هذا الجانب شديد الأهمية عن الإعلام والدراما فإننى أود أولاً الإشارة إلى مسألة فى غاية الأهمية هى أن الدراما المصرية ستظل واحدة من أقوى الصناعات فى السوق، كما ستظل مصر رائدة سوق الدراما فى العالم العربى، وخير مثال على ما أقول هو ما أعلنته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من ملامح تطوير خلال المرحلة القادمة وخططها المستقبلية وهو فى تقديرى الشخصى يصب فى مصلحة السوق ويجعله فى حالة تأهب مستمر، ليس هذا فحسب بل إن هذا التطوير سوف ينعكس بشكل إيجابى أيضا على عودة المنافسة من جديد لاجتذاب أكبر قدر من المشاهدة، وللحق فإن الشركة المتحدة ساهمت فى تطوير الإعلام فى مصر خلال الفترة الماضية، حيث حققت إنجازات على مستوى هيكلة الإعلام أو تطوير المحتوى وتطوير الكوادر الإعلامية وعودة قوة مصر الناعمة بالإضافة إلى التصدى للشائعات والتخريب، فكثيرون ممن تواجدوا فى المشهد الإعلامى بهذه الفترة كانت لهم أياد بيضاء، فى تقديم دور وطنى من خلال الإعلام.
لقد لفت انتباهى فى المؤتمر الصحفى للشركة المتحدة، الذى تم عقده يوم السبت الماضى، أن هناك رغبة حقيقية وصادقة وبمنتهى الشفافية لمواجهة التحديات ومعوقات الإنتاج، حيث نجد الدولة وقد فتحت الباب على مصراعيه للشركات الأخرى العاملة بالسوق للمشاركة فى المنتج الدرامى وتطويره من خلال المنظومة الجديدة للإنتاج وضبط الأسعار، بحيث يتم ذلك التعاون مع شركات الإنتاج داخل السوق المصرية والتى تم الإعلان عنها وهى (شركة العدل الجروب - شركة سيل ميديا – شركة الجابرى – شركة آرت ميكر - روزناما - طارق الجناينى - ماجنوم- میدیا هب).
وبقراءة سريعة فيما جاء خلال هذا المؤتمر الصحفى فإنه يضع أيدينا على عدة عناصر أساسية هى أن التشكيل الجديد لمجلس إدارة الشركة المتحدة يبعث رسالة طمأنة للرأى العام وللعاملين فى مجال الإعلام والدراما حيث تم الإعلان عن إطلاق قناة إخبارية جديدة مطلع العام المقبل وهو حلم طال انتظاره منذ عدة سنوات لنتمكن من مواجهة الإعلام المعادى ونخاطب الجميع خارج مصر وفى كل مكان.
أما هذا التشكيل لمجلس الإدارة الملىء بالشخصيات البارزة المشهود لها بالكفاءة فهو مؤشر من نوع آخر بأن هناك نقلة نوعية سوف تشهدها الشركة من حيث الأداء فقد تولى الأستاذ حسن عبد الله رئاسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب، بينما تم تشكيل مجلس الإدارة من الأستاذ محمد السعدى والأستاذ عمرو الفقى والأستاذ تامر مرسى ود. أشرف سالمان ود. محمد سمير. والرئيس الجديد للشركة شغل من قبل عضوية مجالس إدارات عدد من الجهات والكيانات الاقتصادية المهمة، بما يشير إلى أن الشركة سوف تدار بعقلية اقتصادية لتستمر فى السير على الطريق الصحيح من الناحية الاقتصادية.
وللحق فإن ملامح التطوير الذى أعلنته الشركة المتحدة ينبئ بأننا مقدمون على عهد جديد للدراما المصرية، وهو ما أتمناه ويتمناه كل مصرى، يريد أن تعود الدراما المصرية لمكانتها وريادتها، ويكون لها دورها الحقيقى فى التأثير من أجل تشكيل مستقبل أفضل لهذه الصناعة المهمة.
ومن ناحية أخرى فإن الإعلان عن خطة الشركة المتحدة بأعمال درامية على مدار السنة وطرح أسهم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى البورصة المصرية والاستمرار فى تطوير المحتوى والتوسع أكثر فى السوق والتعامل مع عدد أكبر من المنتجين والاستعانة بكوادر ذات خبرة فى الأسواق المالية يؤكد أننا أمام خطة طموحة تستهدف فى المقام الأول تحقيق نهضة حقيقية، واستكمالا لإستراتيجية التطوير المستمر بالمجموعة، واستعراض قائمة الخدمات التى تقدمها الشركة للمواطن المصرى من خلال كبريات الصحف والقنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية وشركات صناعة المحتوى التابعة للمتحدة.
أما فيما يتعلق بقرار الشركة إنشاء صندوق لرعاية العاملين بالإعلام فإن ذلك يعكس وبشكل كبير تطوير فلسفة عمل ومشروعات الشركة فى شتى مجالات تخصصها، وعلى وجه الخصوص القرار المتعلق بإنشاء قسم خاص بداخلها للصحافة المطبوعة والإلكترونية، فهذا التوجه يعد خطوة مهمة فى سبيل تطوير مهنة الصحافة، الأمر الذى يدفعنى للتطلع نحو المزيد من الإجراءات والسياسات الضرورية من أجل التوسع فى الصحافة المطبوعة والإلكترونية المملوكة لها بما يتيح لها مزيدا من القدرة على التعبير عن قوة مصر الناعمة ويفتح أبوابا أكثر وأوسع لعمل الصحفيين فى إصدارات الشركة المختلفة.
وبعيداً عن كل ما قيل حول هذا المؤتمر الصحفى غير المسبوق الذى نظمته الشركة من أجل وقف سيل الشائعات والأقاويل فإنه يمكننى القول إن البعد الوطنى للإعلام سيظل فى صدارة المشهد بل سيظل فى مقدمة أولويات الشركة المتحدة خاصة أن هذا البعد الوطنى للإعلام المصرى موجود طول الوقت.. لكن فى ظل هذا التشكيل الجديد لمجلس إدارة الشركة سيظل إلى جوار البعد الوطنى للإعلام عناصر أخرى مثل (الحوكمة) التى تعنى ببساطة الاحتكام لقواعد مهنية معروفة فى اتخاذ القرارات وتقييم المنتجات وكافة أوجه النشاط التى تقدمها الشركة.
لذا فإننى أرى أن المشهد الدرامى والإعلامى بصفة عامة سوف يختلف كثيرا خلال المرحلة المقبلة، وسوف ينتج عن ذلك التغيير دراما قوية وبرامج مؤثرة وبالتأكيد سوف يصب كل ذلك فى صالح المشاهد، بل سيكون خطوة مهمة فى اتجاه إصلاح حال الدراما والإعلام المصرى ككل.