الأحد 30 يونيو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

لا شك فى أن الأساليب والمبررات والدوافع التى تجعل الاستعمار بكل أشكاله وألوانه وأساليبه يتمسك بالمنطقة العربية وبمصر خاصة ما آلت تلك المبررات والدوافع قائمة وذلك منذ آلاف السنين وحتى الآن، الشيء الذى جعل الدول الاستعمارية تتلون وتتغير مع تطورات العصر ومتغيرات الزمن.

ويتضح هذا جليا خاصة بعد أفول النجم الشيوعى وانهيار المعسكر الاشتراكى فلم تعد الشيوعية هى العدو الذى يتم استفزاز القوى الغربية لمواجهته، وعلى ذلك كان لابد للدوائر الاستعمارية وللمنظرين فى الغرب أن يبتدعوا نظريات جديدة وعدوا خطيرا يمكن من خلاله أن يستفزوا الأنظمة الاستعمارية لمواجهة ذلك العدو  الجديد.  وعلى ذلك خرج كل من فوكوياما اليابانى الأصل الأمريكى الاتجاه، وكذلك هنتجنتن بنظريات يدللان بها على نهاية التاريخ وصراع الحضارات.  وخلاصة تلك النظريات وهدفها الصريح والمباشر هو أن الإسلام قد أصبح الشيطان الذى يجب محاربته وهو العدو الأخطر من الشيوعية السابقة وهذا فى واقع الأمر إيجاد لدور آخر وجديد للسيطرة على المنطقة العربية الإسلامية وعلى رأسها مصر بالطبع.  كما أن تلك الدعوة التى يطلقها الغرب الآن لكى يستفز بها العالم ضد الإسلام هى دعوة كاذبة ومغلوطة ولا بد من التصدى لها بكل الطرق وبكل الأساليب حيث إن دمغ الإسلام بالإرهاب هو هدف استعمارى حديث يريد به النظام العالمى الجديد خلق تناقض وصراع بينه وبين الإسلام. 

وهنا لا بد أن نوضح عمليا وسياسيا وسريعا أن الإرهاب صناعة استعمارية وعالمية وأن هناك فرقا كبيرا بين الإسلام وبين الإرهاب ولا شك أن قتل الأبرياء والاعتداء على الآمنين وزهق أرواح البشر ليس من الإسلام فى شيء، وهنا لا بد أن ندرك الدور الخطير والآثم الذى تقوم به ما تسمى بالجماعات الإسلامية من قتل للبشر واعتداء على الآمنين وهو دور خطير يعمل على تدعيم تلك المقولات وهذه النظريات التى تربط بين الإسلام والإرهاب.  كما أنه لا بد من التعامل مع نظرية الصراع الإسلامى الغربى على أنها جزء من نظرية متكاملة فى إطار الصراع الحضارى بين حضارة الشرق الإسلامية وحضارة الغرب الاستعمارية وأقول الاستعمارية وليست المسيحية حيث إن المسيحية لا تعرف الأنظمة السياسية ولا يوجد فى العالم الآن ما يسمى بالدولة المسيحية، وما هذه النظريات سوى تحديث وتجديد وبعث لظروف تاريخية كانت عام 1095 عام بداية من تلك الحروب الصليبية تلك الحروب التى كانت نتيجة لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية مرت بها أوروبا، وما كان من القيادة الدينية والسياسية فى ذلك الوقت إلا أن تثير حماس الشعوب الأوروبية تحت دعوى حماية بيت المقدس واسترداده من المسلمين ولكن كان السبب الأساسى هو تحقيق أهداف استعمارية لحل مشاكل أوروبا باستعمار الشرق الإسلامى. وهنا نؤكد أن الاستعمار هو الاستعمار مهما اختلفت أشكاله أو تباينت أساليبه وهنا نقول: ما موقف المسيحيين العرب وأقباط مصر تحديدا من هذا الصراع الحضارى الحديث فى شكله القديم فى مضمونه؟ أقول تاريخيا إن المسيحيين العرب كانوا وما زالوا عربا وطنيين وعيسى العوام خير دليل على ذلك حيث حارب ببسالة نادرة مع جيوش المسلمين فى مواجهة الصليبيين.

كما أن المسيحيين العرب وأقباط مصر تحديدا هم الخاسر الوحيد فى أى صراع إسلامى غربى أو قل إسلامى- مسيحى حيث إن أقباط مصر هم بالتاريخ والتراث والفكر والاجتماع والسياسة عرب منتمون إلى الحضارة العربية الإسلامية، كما أنهم جزء أصيل من تلك الحضارة ساهموا فيها وتأثروا بها وأصبحت جزءا أصيلا من تكوينهم السياسى والثقافى والتراثى.  ولذلك علينا جميعا مسلمين ومسيحيين أن نعى اللعبة القذرة وأن ننحاز وفورا إلى تاريخنا وتراثنا وأرضنا تحت شعار: نعم للوطنية وللوطن.

تم نسخ الرابط