في خطبة الجمعة..وزير الاوقاف : الفساد يقتل الطموح ويدمر قيم المجتمع
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف في خطبة الجمعة اليوم: «الشريعة الإسلامية جاءت بالصلاح والإصلاح معًا، وجعلتهما مطلبـًا شرعيـًا وضرورة إنسانية»، حيث يقول تعالي: «فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».
وحذر وزير الأوقاف من الفساد والإفساد، وبيّن أنه خلق ذميم يبغضه الله «عز وجل»؛ حيث يقول سبحانه: «وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» ويقول تعالي: «وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ»، ويقول «جل وعلا»: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»، ويقول سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»، ويقول «تبارك وتعالي»: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ»، ويقول نبينا «صلي الله عليه وسلم»: «فأما مَنِ ابتغى وجهَ اللهِ ، وأطاع الإمامَ ، وأنفق الكريمةَ، وياسَر الشريكَ – أي: كان سمحـًا هينـًا واجتنب الفسادَ ، فإنَّ نومَه ونبهَه أجرٌ كلُّه».
وأضاف الوزير في خطبة الجمعة اليوم: «أن المتأمل في القرآن الكريم يجد أنه قد أولي الحديث عن الفساد ومخاطره عناية خاصة؛ فقد أخبرنا سبحانه وتعالي أن الأنبياء وأهل الفضل في كل زمان ومكان ينهون عن الفساد، ويحذرون من المفسدين، حيث يقول تعالي: «وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ»، وذلك لأن الفساد داء يقتل الطموح، ويدمر قيم المجتمع، ويعد خطرًا مباشرًا على الوطن، ويقف عقبة في سبل البناء والتنمية، ويبدد الموارد، ويهدر الطاقات».
وأكد الوزير في خطبة الجمعة أن «للفساد صوره المتنوعة، ومنها: الاحتكار، وبخس الموازين، وتطفيف الكيل، حيث يقول سبحانه: «أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ 181 وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ 182 وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ»، ومنها: الاختلاس، والرشوة، والغش، سواء أكان غشـًا في الكم بتطفيف الكيل أو الميزان أو المقياس أو الكميات، أم في النوع بمحاولة إظهار الرديء في صورة الجيد، واخطرها الغش في الامتحانات فحين مر نبينا «صلى الله عليه وسلم» علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: «ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟» قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: «أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي».