الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: « مانح البصر» كيف وهب الله "المسيح" معجزة رد البصر؟ 

محمود الشويح - صورة
محمود الشويح - صورة أرشفية

- ما سر قدرة عيسى  ابن مريم على إحياء الموتى؟ .. ولماذا قال القرآن عنه " وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِى "؟

- ماذا قال الطب عن معجزات "كلمة الله" فى رد البصر لمن ولد أعمى؟.. وتفاصيل آيات "الإنجيل" عن الأسطورة ؟

- هل سمى عيسى ابن مريم بالمسيح لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ؟.. وشهادات المفسرين عن السبب .

كانت ولادته معجزة..  ولدته أمه وهى عذراء .. لم يمسسها بشر.. لكنه "اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ".

قصة الولادة ذاتها معجزة.. كانت السيدة مريم، عليها السلام، مسافرة فى صحراء بيت لحم.. جاءها ألم المخاض.. وأثناء آلامها وضعفها.. فجر الله ماء متدفقا من الأرض تحت قدمها لكى تشرب.

كانت تبكى من الألم "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا".

بعد ٤٠ يوما حملت مريم ابنها، عيسى عليه السلام، إلى الناس.. لم تتكلم لكن تكلم من كان فى المهد صبيا.. "قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا".. وكانت هذه أولى معجزاته. 

حمل رسالة التوحيد والإيمان بالله والخضوع له لبنى إسرائيل.. واشتهر زمنه بالبراعة فى الطب فجاءت المعجزة المؤيدة للسيد المسيح "الطب".

وسمى عيسى ابن مريم بالمسيح، كما يقول بعض المفسرين، لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ فسمى "مسيحاً".

وجاء فى سورة آل عمران: 49 "  وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ "..

وجاء فى سورة المائدة" وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي".

ونصت هاتان الآيتان الكريمتان على أن المسيح يبرئ الأكمه "المولود أعمى" بإذن الله.

ولا يعرف الطب كيف يرد البصر لمن ولد أعمى البصر، ولكن الله عز وجل الذى يهب البصر قادر على أن يفتح عين الأكمه للنور.

ويبرئ الأبرص بإذن الله لا بدواء، فالدواء وسيلة لتحقيق الشفاء وصاحب الإذن قادر على تغيير الوسيلة وتحقيق الغاية بلا وسيلة، وإذا هو يحيى الموتى بإذن الله فواهب الحياة للمرة الأولى قادر على رجعها حين يشاء.

وورد لفظ الأكمه فى القرآن الكريم مرتين فى سورة آل عمران الآية «49» وفى سورة المائدة الآية «110» متبوعاً بلفظ الأبرص فى سياق المعجزات التى أيد الله سبحانه وتعالى بها نبيه ورسوله عيسى عليه السلام من كونه يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله لتكون لقومه آية ومعجزة على أنه مؤيد من الله القادر على كل شيء.

والأكمه هو الأعمى أو الأعشى أو الذى يولد أعمى، ولعله المقصود لأنه أبلغ وأقوى فى المعجزة على يد المسيح عليه السلام بإذن الله وأعظم فى التحدى لقومه عندما بعثه الله رسولاً ونبياً إلى بنى إسرائيل وزوده بالقدرة على الخوارق التى ورد ذكرها فى الآيتين الكريمتين ومنه إبراء الأكمه والأبرص.

وأسباب الكمه كثيرة فقد يكون الخلل فى قرنية العين أو عدستها أو الشبكية بقاع العين أو عصب البصر.

ويدل السياق على أن الخلل فى الأكمه ليس من النوع العارض أو الذى يعرف له علاج فقد كان إبراؤه على يد السيد المسيح عليه السلام بمثابة المعجزة.

والكمه مرض انحلالى تنكسى ينتج عنه فقدان البصر، ويعتقد أن هذا المرض يحدث بسبب نمو غير طبيعى بخلايا استقبال الضوء فى الشبكية بالعين، أو ربما بسبب الانحلال أو التلف المبكر بخلايا الشبكية أثناء نمو الجنين فى رحم أمه.

والأكمه تكون عيناه غائرتين داخل محجر العين ودائما يضغطون على عيونهم مرات متكررة وهذه انعكاسات عصبية.

وورد لفظ الأبرص فى القرآن الكريم فى موضعين فى سورتى آل عمران والمائدة ضمن الخوارق التى أيد الله سبحانه وتعالى بها السيد المسيح عليه السلام لتكون لقومه آية على أنه مؤيد من الله القادر على كل شيء.

والبرص فى اللغة بياض يصيب الجلد وأَشْيَع أنواعه البهاق، وفيه تخلو مساحات من الجلد من المادة الملونة الصبغية التى تعطى الجلد لونه الطبيعى.

ويصبح السؤال: هل البرص البهاق أم الجذام؟

فى رأى بعض العلماء أن هذا النوع البهاق لم يكن فى الآية الكريمة والبهاق مرض غير معدٍ وغير خطير ولا يعيب إلا المنظر، لكن المقصود على الأرجح عندهم هو مرض الجذام وبه كذلك بقع جلدية فيكون المريض كذلك أبرص.

وجميع كتب تفاسير القرآن الكريم لم توضح هل البرص هو البهاق أم الجذام، وفى الطب الحديث وفى قواميس الترجمة يذكر أن مرض البرص هو مرض البهاق.

ولكن ورد فى التوراة والإنجيل أن البرص هو الجذام من فرط معاناتهم وكانوا يحذرون كل الحذر ويخافون من المرضى المصابين به ويعتبرونهم نجسين لا يقترب منهم أحد ولا يقتربون من أحد.

وقد ذكر فى الإصحاح الثالث عشر من التوراة وكذلك فى تفسير الإنجيل فى الإصحاح الثامن.

ومن الناحية الطبية فإن مرض الجذام هو الأخطر الذى يؤدى إلى تساقط الأصابع وتشوه الوجه وظهور بقع بيضاء فى الجسم فاقدة الإحساس ويصيب الأعضاء الداخلية ويسبب فقدان البصر والإنيميا والعقم وتلف الكبد وينتهى بإنسان محطم مشوه ويقضى على المريض وهو مرض يعدى المخالطين.

ولابد أن تكون المعجزة فى شفاء مرض خطير يفضى إلى الموت لا محالة مثل الجذام لأن مرض البهاق عبارة عن تشوه لون البشرة والوجه ولكنه ليس قاتلا وليس معديا.

أما البهاق فمرض جلدى غير معدٍ وغير قاتل عجز الطب حتى يومنا هذا عن إيجاد سبب حقيقى للإصابة به لكن توجد نظريات عدة تنتظر إثباتها علميا.

والبهاق يتميز بظهور بقع بيضاء محددة مختلفة فى الشكل والحجم تحدث بسبب اختفاء صبغة الميلاتونين فى الخلايا الحاملة لها.

وأكثر الأماكن إصابة هى اليدان والقدمان والوجه وجزء من الصدر ويتميز المرض بظهور بقع بيضاء تكبر فى الحجم تدريجيا وقد تصيب مساحات كبيرة من الجسم والجذع.

وهذه البقع محاطة بهالة داكنة اللون ويتغير لون الشعر فى البقعة المصابة تدريجيا حتى يصير أبيض.

وقد جاءت معجزة إبراء الأكمه فى الإنجيل كالآتى:

• وفيما هو يجتاز رأى إنساناً أعمى منذ ولادته فسأله التلاميذ يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ أجاب يسوع "لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه". يوحنا 14-41.

• شفاء بارتيماريس الأعمى "وجاءوا إلى أريحا وفيما هو خارج من أريحا وتلاميذه وجمع غفير كان بارتيماريس الأعمى ابن تيمارس جالسا على الطريق يستطعى".  مرقص 10-40 وردت هذه المعجزة أيضاً فى متى 29:20-34.

• وفيما يسوع يجتاز من هناك تبعه أعميان يصرخان ويقولان ارحمنا بإذن داود ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهما يسوع "اتؤمنان أنى أقدر أن أفعل هذا؟ قالا له نعم يا سيد حينئذ لمس أعينهما قائلا بحسب إيمانكما ليكن لكما فانفتحت أعينهما فانتهرهما يسوع قائلا انظر لا يعلم أحد ولكنهما إشاعاه فى تلك الأرض كلها. متى 27:9-31

• وجاء إلى بيت صيدا فقدموا إليه أعمى وطلبوا أن يلمسه فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية... مرقص 22:8-26.

أما مرض البرص فكان "لعنة" تعتبره اليهود قصاصا من الله ويبعد المريض ويعزل عن المجتمع.

وإذا ظن أنه شفى لا بد أن يحصل على شهادة شفاء من الكاهن وكان اليهود يربطون بين الخطيئة والبرص ويعتبرون الأبرص نجسا.

أتى إلى السيد المسيح عليه السلام أبرص يطلب إليه صائبا وقال له "إن أردت أن تطهرنى فانحنى يسوع ومد يده له أريد فاطهر" ..مرقص 40:1-45، ووردت هذه المعجزة أيضاً فى متى 208 ولوقا 12:0-16.

وفى ذهابه إلى أورشليم اجتاز فى وسط السامرة والجليل وفيما هو داخل إلى قرية استقبله عشرة رجال "برصى" فوقفوا من بعيد وصرخوا: "يا يسوع يا معلم ارحمنا". فنظر وقال اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة وفيما هم منطلقون فواحد منهم رأى أنه شفى ورجع يمجد الله بصوت عظيم وخر على وجهه عند رجليه شاكراً وكان سامرياً.

فقال يسوع "أليس العشرة طهروا فأين التسعة ألم يوجد من يرجع ليعطى مجد الله غير هذا الغريب النجس ثم قال له "قم وامض إيمانك خلصك" لوقا 11:16-19.

سلام على السيد المسيح.

 

 

 

تم نسخ الرابط