العطاء.. لا يسقط بالتقادم .. إحياء الذكرى الـ 17 لرحيل "قاهرة المستحيل" سعاد كفافى رائدة التعليم الجامعى.
- رائدة التعليم الخاص.. قصة نجاح تتوارثها الأجيال .
- واجهت التحديات وأنشأت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا على مبادئ إنسانية نبيلة فأصبحت فى صدارة الجامعات الكبرى.
- خالد الطوخى "خير خلف لخير سلف".. يسير على خطى والدته الراحلة فى الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية.
- أنشطة متنوعة فى "أوبرا" جامعة مصر لاكتشاف المواهب الفنية وخلق حالة من الإبداع.
- استمرار تنظيم القوافل الطبية بمستشفى سعاد كفافى لعلاج غير القادرين مجاناً فى العشوائيات والمناطق الشعبية.
- التربوية الراحلة حرصت على الاهتمام بتعليم أجيال المستقبل من المعلمين وتدريبهم على أحدث طرق التدريس.
- انحازت لمبادئ "المسئولية المجتمعية" فتحولت إلى "أيقونة" فى العطاء الإنسانى و"سفيرة" للنشاط الخيرى.
١٧ عاما من الغياب مرت على رحيل رائدة التعليم الخاص الدكتورة سعاد كفافى، ١٧ عاما مرت وكأنها لحظات عابرة، فالعظماء لا يموتون وأصحاب الرسالات النبيلة يعيشون بيننا حتى وإن غابوا بأجسامهم فسيرتهم الطيبة تظل باقية وتعيش فى وجدان كل من اقترب منهم أو تعامل معهم، فها هى سيرة التربوية الرائدة الدكتورة سعاد كفافى محفورة على جدران هذا الصرح التعليمى العملاق المتمثل فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وكأن هذه الجدران تتنفس حبًا وعشقًا لهذه الإنسانة التى حفرت فى الصخر وتحدت الصعاب من أجل أن يتحول هذا الصرح إلى واقع ملموس ويشار إليه بالبنان بعد أن كان مجرد فكرة آمنت بها، وحلم حلمت به فصدقته وحولته إلى حقيقة فى الوقت الذى لم يكن الطريق مفروشًا أمامها بالورود بل كان مليئًا بالعراقيل والمعوقات التى تفوق كثيرًا قدرة أى شخص على التحمل، ولكنها استطاعت وعن جدارة أن تقهر المستحيل حيث كانت دائمًا تفعل ما تؤمن به وتنفذ ما تراه صحيحًا وتجده يصب فى مصلحة المجتمع دون أى تردد، فقد كانت نموذجًا يحتذى فى الإصرار إيمانًا منها بأنها تفعل الصح وأن ما تقوم به ليس عيبًا ولا حرامًا، حتى حينما كانت تواجهها مشكلة ما فإنها لم تجلس وتضع يدها فوق خدها وتندب الحظ العثر بل إنها كانت تواجه المشاكل بجرأة وقوة إرادة وعزيمة صادقة لذا فإنها وعلى مدى مشوارها الطويل مع العلم، لم تتردد فى اتخاذ أى خطوة من شأنها تقديم إضافة للمجال التربوى فاستحقت أن تصبح علامة مضيئة فى هذا المجال، ولم تبخل بأى شىء يخدم المجتمع المحيط بها من خلال العديد من المشروعات الخيرية فاستحقت أن تصبح وعن جدارة سفيرة العمل الإنسانى بأعمالها التى لا تزال حتى الآن تخدم البسطاء الذين كانت تضع مصلحتهم دائمًا نصب عينيها.
السيرة الطيبة أطول من العمر
لقد كانت الدكتورة سعاد كفافى نموذجًا للسيدة المصرية الطموحة التى اكتسبت سمعة طيبة على مدى سنوات حياتها الناجحة وهو ما كان له دور كبير وأساسى فى احترام المجتمع لها بمنحها العديد من الصفات والألقاب المشرفة ومنها (السيدة الحديدية) وذلك باعتبارها تمتلك قوة تضاهى الحديد فى صلابته كما أطلق عليها البعض أيضًا (رائدة التعليم الخاص فى مصر)، حيث تعد الدكتورة سعاد كفافى بحق واحدة من الرواد فى تاريخ التعليم الخاص فى مصر، حيث كانت آنذاك قد حققت شهرة فائقة باعتبارها خبيرة لها مكانتها المرموقة فى هذا المجال والحق يقال فإن نجاحها قد تأسس بالفعل على أساس الخبرة والمعرفة والالتزام. كما تميزت الدكتورة الراحلة سعاد كفافى بسمات ثقافية غير مسبوقة، ويرجع الفضل فى ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها.
٤٥ عامًا.. جهد متواصل وعطاء بلا حدود
لم تكن الدكتورة سعاد كفافى مجرد أستاذة جامعية صاحبة مشروع تربوى متكامل وحسب بل إنها وبحق كانت نموذجًا للسيدة المصرية الطموحة التى اكتسبت سمعة عظيمة على امتداد سنوات حياتها الناجحة فقد ولدت الدكتورة سعاد كفافى عام 1928 وتوفيت عام 2004، تاركة خلفها خمسة وأربعين عامًا من الجهد المتواصل لتحقيق أهدافها، وهى تعد واحدة من الرواد فى تاريخ التعليم الخاص فى مصر، فقد حققت شهرة كبيرة باعتبارها خبيرة ذات شأن، ويرجع الفضل فى ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها.
حرصت كفافى على تطوير جميع المهارات والقدرات المطلوبة لتقديم نوعية من التعليم للطلاب ولراغبى العلم على أعلى مستوى من الجودة.
وقد أنشأت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 1996 بمدينة السادس من أكتوبر، وتضم هذه الجامعة عددًا من الكليات مثل كلية الطب التى يتبعها المستشفى التعليمى الذى يحمل اسم الدكتورة سعاد كفافى، وكلية الصيدلة والتصنيع الدوائى، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج الطبيعى، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التكنولوجيا الحيوية، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية تكنولوجيا المعلومات، وكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الآثار والإرشاد السياحى.
وكانت – رحمها الله - قد أسست إلى جانب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا معهدين للتعليم العالى فى مدينة السادس من أكتوبر أيضًا، هما المعهد العالى للسياحة والفنادق الذى تأسس عام 1990، والمعهد العالى للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال الذى تأسس عام 1993، وحينذاك تغلبت الدكتورة سعاد كفافى على سلسلة من الصعوبات الحادة التى صاحبت البدايات الأولى لتحقيق الأهداف والأحلام.
وضعت المؤسسة الأولى التى أنشأتها الدكتورة سعاد كفافى فى مجال التعليم العالى (المعهد العالى للسياحة والفنادق) فى إطار صناعة السياحة مستويات جديدة للكشف عن مجالات الإبداع المبتكرة لتعليم إدارة الضيافة والإرشاد السياحى، ومنذ ذلك الحين كان لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية المناظرة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وظلت الدكتورة سعاد كفافى دائمًا فى المقدمة فيما يتعلق بإدخال التطورات الحديثة فى المناهج وتصميم المقررات الدراسية الرئيسية والنشاطات المنهجية الاختيارية.
وكانت الدكتورة سعاد كفافى فخورة على الدوام بما خلفته من بيئة عمل تتسم بالود مع جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقد كرست نفسها لتزويد الطلاب بالنصائح المعرفية والعون المستمر، وكان شغلها الشاغل تعليم أجيال المستقبل من الاختصاصيين والمعلمين والمدربين رفيعى المستوى، فى إطار رؤية على درجة فائقة من الحرص والوعى.
وكانت تهدف إلى إثراء المجتمعات المحلية والدولية بالخبراء ورجال الأعمال ذوى الكفاءة فى ميادين عملهم، وكان للدكتورة سعاد كفافى نشاطها الملموس باعتبارها عضوًا فى المجالس القومية المتخصصة فى مجال التعليم العالى وفى جمعية أصحاب المدارس الخاصة فى مصر.
كما كانت حريصة على تقديم بيئات تعليمية جديدة ومناهج تدريسية مبتكرة فى كل أطروحاتها التربوية، وكان لدى الراحلة رؤى للكشف عن حلول جذرية للمشكلات والصعوبات فى مجال اهتماماتها، هذا فضلاً عن تميزها فى التواصل والاتسام بروح الابتكار والإبداع.
وقد حصلت الدكتورة سعاد كفافى على عدد من الجوائز والمنح وشهادات التقدير الأكاديمية من دول أجنبية مختلفة، فقد نالت درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ومنحت شهادة الدكتوراه الفخرية من أوروبا، وكانت الدكتورة سعاد كفافى من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل فى حقل التعليم تقديرًا لها حيث كرست حياتها للتعليم والدور الحيوى الذى قامت به فى التعليم كرسالة مقدسة لا تقل أهمية لديها عن رسالتها كأم وزوجة.
النجاح لا يأتى بالصدفة ولا بضربة حظ
ما كان يمكن بأى حال من الأحوال أن ترى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا النور بضربة حظ أو من قبيل الصدفة فقد كانت نتيجة جهد كبير بذلته الدكتورة سعاد كفافى فى الوقت الذى كان الجميع من حولها ينظرون إلى رغبتها فى إنشاء جامعة خاصة باستغراب شديد وتعجب وعدم تقبل لهذا الأمر المحفوف بالمخاطر، فقد كانت - رحمها الله - ترى شيئًا آخر، وهو أن هذا الكيان الذى تحلم به لن يكون مجرد كيان تعليمى وحسب بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير فقد رأت فى فكرتها الرائدة أنها سوف تقدم للوطن كيانًا تعليميًا وثقافيًا مرموقًا وفى تلك الأثناء اتخذت منهجًا لنفسها وسارت عليه وهو ضرورة التكامل مع الكيانات التعليمية الأخرى من حيث الهدف الذى يتمثل فى الوصول إلى تحقيق طفرة هائلة فى مجال التعليم بما يصب فى نهاية المطاف فى مصلحة الوطن والمواطن معًا، وبما يليق باسم مصر الذى كانت تضعه نصب عينيها فى كافة خطواتها حيث كانت ترى دائمًا أن التعليم والتربية السليمة أهم الركائز التى يمكن أن تسهم وبشكل كبير فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مصر.
خالد الطوخى.. خير خلف لخير سلف
عن أبى هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
تذكرت هذا الحديث الشريف بينما أكتب عن الذكرى الـ17 لرحيل الدكتورة سعاد كفافى ، فها نحن أمام حالة فريدة من نوعها حيث تتوافر العناصر الثلاثة فى سيرتها الطيبة، فقد تركت - رحمها الله برحمته الواسعة -علمًا غزيرًا حيث كانت أستاذة لها شأن كبير من الناحية التعليمية ولها الكثير من الأسس والأساليب التربوية التى كان لها عظيم الأثر فى الارتقاء بالعملية التعليمية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يجرى داخل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أعمال خيرية تتم بشكل شبه يومى هو بكل تأكيد الصدقة الجارية التى أشار إليها الحبيب المصطفى والتى نتمنى أن يجعلها الله فى ميزان حسناتها لتنال عنها الأجر والثواب خاصة أن تلك الصدقات تفتح أبواب الأمل للكثيرين من المحتاجين سواء فى المنح التعليمية المجانية أو تخفيض المصروفات الدراسية للطلاب غير القادرين، أما العنصر الثالث وهو "الابن الصالح" فلا يمكن لأحد ممن تعاملوا عن قرب من الأستاذ خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إلا ويشهد له بأنه ابن بار بوالدته الراحلة.. حريص كل الحرص على أن يحافظ على إنجازاتها العظيمة وعلى وجه الخصوص هذا الصرح التعليمى الكبير المتمثل فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ليس هذا فحسب بل إنه يبذل قصارى جهده من أجل الارتقاء بها وتطويرها لتصبح كما هى عليه الآن ملء السمع والأبصار.. فاستحق كل تقدير واحترام وأن يصبح فى نظر الجميع "خير خلف لخير سلف".
وإحقاقًا للحق فإن ما يقوم به خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لم يأت من فراغ وإنما هو استكمال واستمرار للدور الإنسانى الذى كانت تؤمن به "قاهرة المستحيل" رائدة العمل التربوى والإنسانى الدكتورة الراحلة سعاد كفافى، التى لم تكن بالنسبة له كونها الأم فقط بل كانت بالنسبة له القدوة والمثل حيث ورث عنها حب العمل الإنسانى والاجتماعى الذى يتغلغل داخله ويصل إلى درجة العشق وهو ما يفسر لنا السبب الحقيقى الذى يكمن وراء حرصه على فعل كل ما هو خير فصارت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وفى وقت وجيز واحدة من أهم وأبرز الجامعات المصرية الخاصة، وذلك بفضل التجديد المستمر والتطوير الدائم.
مركز إشعاع حضارى
حينما قررت التربوية الرائدة الدكتورة سعاد كفافى ألا يقتصر دور الجامعة التى أنشأتها على التعليم فقط، كان ذلك بمثابة حلم صعب التنفيذ فقد كانت المؤسسات التعليمية آنذاك تقوم بدورها التعليمى بالكاد، فكيف تتحول هذه الكيانات التعليمية إلى مراكز للتنوير والإشعاع الثقافى والفكرى، ولكن حينما أراد خالد الطوخى، ترجمة فكر قاهرة المستحيل إلى واقع ملموس نجح وعن جدارة فى أن يحول الجامعة إلى نقطة إشعاع حضارى وفكرى وفنى وثقافى وذلك من خلال تنظيم العديد من الأنشطة المتنوعة التى تحتضنها الجامعة وعلى وجه الخصوص مسرح الجامعة الذى يفيض فنًا وإبداعًا بشكل دائم من أجل الارتقاء بالذوق العام وأن يغذى الروح بالفنون الجميلة، وهذا ليس جديدًا ولا غريبًا عليه، فقد عاش مع التربوية الراحلة الحلم الذى سيطر على تفكيرها ذات يوم حينما كانت تفكر فى إنشاء هذه الجامعة بأن تحولها إلى مركز للإشعاع الحضارى فأنشأت مسرحًا كبيراً تم تأسيسه بأحدث الوسائل التكنولوجية من أجهزة الصوت المتطورة والإضاءة متعددة الأغراض إلى جانب الجديد فى فنون الديكور وغيرها من عناصر الإبهار فى إدارة شئون المسرح.
جامعة عالمية بمعنى الكلمة
يومًا بعد الآخر تثبت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تلك الجامعة التى أنشأتها التربوية الراحلة أنها تمتلك مقومات التفوق حيث تخطت حدود العملية التعليمية من حيث المناهج وطرق التدريس لتصبح واحدة من أهم وأبرز الجامعات ليس فى مصر فحسب بل فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وهذا بالطبع لم يأت من فراغ وإنما انعكاس طبيعى لتلك الرؤى والأفكار التى وضعتها الراحلة سعاد كفافى وسار على نهجها ابنها خالد الطوخى، حيث لم يتوقف فى مكانه بل نراه الآن وهو يسير فى كافة الاتجاهات لتحقيق تلك الطفرة من حيث الكم والكيف وفق الالتزام بمعايير الجودة العالمية فى نظم التعليم وطرق التدريس، إلى جانب الانفتاح على العالم الخارجى بتوقيع بروتوكولات تعاون مع كبرى جامعات العالم وخاصة جامعات دول الاتحاد الأوروبى، لتصبح الجامعة هى أول جامعة ترتبط بتلك المنظومة العالمية على هذا النحو الذى يدعو للفخر والإعجاب، خاصة أن بروتوكولات التعاون التى تم توقيعها خلال الفترة الماضية من شأنها خلق قيمة مضافة للطالب الذى يدرس فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بحيث يصبح قادرًا على اقتحام سوق العمل مسلحًا بأحدث ما وصل إليه العلم فى العالم كما أن تلك البروتوكولات استهدفت فى المقام الأول أيضًا الأخذ بأحدث التقنيات فى مجالات التعليم الذكى وفق خطط ورؤى مدروسة بعناية فائقة تسعى نحو تحول الجامعة إلى جامعة ذكية، وذلك تمشيًا مع التوجه العام للدولة.
نهر الخير يتدفق بـ"القوافل الطبية"
سيظل عمل الخير الذى حرصت عليه دائمًا الراحلة سعاد كفافى بمثابة النهر دائم التدفق، حيث لم يتوقف دور مستشفى سعاد كفافى الجامعى عند حد كونه واحدا من أهم وأبرز المستشفيات فى مصر بل فى المنطقة العربية لما له من مكانة مرموقة وسمعة دولية تدعو للفخر فى المجال الطبى، ولكن ومن منطلق إيمانه الشديد وحرصه على الالتزام بالمسئولية المجتمعية التى كانت تضعها الدكتورة سعاد كفافى نصب عينيها أصبح أيضًا بمثابة مؤسسة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث شارك المستشفى فى العديد من الأنشطة المجتمعية التى تستهدف فى المقام الأول تقديم خدمات طبية مجانية لغير القادرين فى إطار تفعيل رسالتها فى تحقيق الشفاء وتخفيف آلام جموع المواطنين فى ربوع مصرنا.
واللافت للنظر أن الأنشطة الخيرية التى يقدمها مستشفى سعاد كفافى الجامعى لم تكن مجرد مشاركات فى مبادرات عامة وإنما هى بالفعل مبادرات خاصة بالمستشفى وتتم بشكل احترافى ووفق أعلى معايير الجودة فى الخدمات الصحية ورعاية المرضى، وخاصة فى المناطق الشعبية وذات الكثافة السكانية المرتفعة، ليؤكد بذلك دوره الريادى فى إثراء المنظومة الصحية من خلال قوافله التى تحقق هذا النهج بكل الفاعلية والاحترافية.
ويأتى هذا التوجه نحو تقديم القوافل الطبية وفق رؤية متكاملة وضعها خالد الطوخى، تستهدف التركيز على النشاط الإنسانى استكمالًا للالتزام باعتبارات المسئولية المجتمعية.
تكلفة الدراسة فى متناول الجميع
رأى الأستاذ خالد الطوخى الكثير من الجوانب الإنسانية فى حياة والدته ولعل أبرزها قبل رحيلها بعدة أيام حيث أوصته بألا يتم زيادة المصروفات الدراسية على الطلاب، وأن تظل هذه المصروفات فى حدود المتاح حتى تكون الدراسة فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فى متناول الجميع وغير مبالغ فيها، وبالتالى فإنه من الملاحظ أن الجامعة تعد أقل شريحة فى مصاريف الدراسة بالمقارنة بالجامعات الخاصة الأخرى، واللافت للنظر أنه لم يتم الاكتفاء بهذا التوجه الإنسانى بل إنه يتم كل عام أيضًا تقديم منح مجانية وخاصة لغير القادرين من الطلاب المتفوقين دراسيًا، مع حرص إدارة الجامعة على أن يكون الطالب محباً لجامعته وليس مجبراً على الذهاب للجامعة .
قاهرة المستحيل فى سطور
• نالت درجة الدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية.
• حصلت على شهادة الدكتوراة الفخرية من أوروبا.
• كانت من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل فى حقل التعليم.
• كان لها نشاطها الملموس باعتبارها عضوًا فى المجالس القومية المتخصصة فى مجال التعليم العالى وفى جمعية أصحاب المدارس الخاصة فى مصر.
• كان لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية المناظرة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
• آمنت بحلمها بأن هذا البلد يستحق أن يتلقى أبناؤه خدمة تعليمية على أعلى مستوى من الجودة والانطلاق لمنظومة تضاهى الجامعات العالمية.
محطات مهمة بالأرقام
1928 ولدت الدكتورة سعاد كفافى.
1990 أسست المعهد العالى للسياحة والفنادق.
1993 أسست المعهد العالى للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال.
1996 أسست جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.
2004 توفيت الدكتورة سعاد كفافى بعد رحلة طويلة من العطاء .