الرئيس وضع النقاط على الحروف وأزاح الغموض فى أزمة السد الإثيوبى
المشروعات القومية الكبرى رمز للتعبير عن إرادة المصريين فى البناء والتنمية
مصر بين أيدٍ أمينة.. ونمتلك من القوة العسكرية ما يحفظ لنا أمننا القومى
لم يكن المؤتمر الأول لانطلاق المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتنمية قرى الريف المصرى بحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مجرد مناسبة مهمة للاحتفال والاحتفاء بحدث مهم فقد تحول إلى ما يشبه طاقة النور التى أنارت لنا الطريق وأزاحت جانبًا من الظلمة فى العديد من القضايا المهمة ولعل أهمها على الإطلاق قضية السد الإثيوبى وتداعياتها ليس على مصر فقط بل على المنطقة بالكامل.
وكعادته دائمًا لم يدع السيد الرئيس أية مناسبة عامة دون أن يفتح قلبه ويخرج لنا من خزائن أسراره ويبوح لنا عن الكثير والكثير من النقاط المهمة التى تكون غائبة عن أذهان البعض حينما تختلط الأشياء وتتوه الحقائق، لقد وضع السيد الرئيس النقاط على الحروف وأزاح الغموض عن حقيقة الوضع الراهن فى هذه القضية المصيرية، ولم يكتف بذلك بل إنه بعث بالكثير من الرسائل المهمة سواء للداخل أو للخارج وفوق كل هذا وذاك فإنه قدم رسالة طمأنة لجميع المصريين أننا بين أيدٍ أمينة وأننا نمتلك من القوة العسكرية ما يحفظ لنا أمننا القومى.
كما تحدث السيد الرئيس إلى الشعب بكل شفافية بقوله إننا واجهنا موجة إرهاب عاتية سالت دماء أبنائنا من رجال الجيش المصرى العظيم والشرطة المصرية الباسلة، اقتحمنا مشكلات وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج للإصلاح الاقتصادى كان بطله هو المواطن المصرى الذى تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية متفهمًا أهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة كما أعدنا معًا بناء مؤسساتنا الوطنية الدستورية وقد تشكلت الغرف التشريعية الممثلة للشعب المصرى وعلى التوازى كان السباق مع الزمن لبناء مصر المستقبل وتعظيم قدراتها وأصولها فكانت المشروعات القومية الكبرى رمزًا يعبر عن إرادة المصريين فى البناء.
وما بين مدن جديدة، تتسع لكافة المصريين فى كل ربوع الوطن وإسكان اجتماعى يوفر المسكن الملائم لشبابنا وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية وزيادة للرقعة الزراعية وصولًا اليوم إلى انطلاق مشروعنا الوطنى الأعظم لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" والذى نسعى من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من "أربعة آلاف" قرية مستهدفين تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لحوالى ٥٨ مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب الـ٧٠٠ مليار جنيه أو يزيد.
وأصبحت كلمات الرئيس أكثر تأثيرًا فى كل من استمع إليه وهو يقول: إننى إذ أعلن اليوم، انطلاق هذا المشروع الطموح مستعينًا على تنفيذه بالله وبثقتى فى قدرات المصريين - دولةً وشعبًا فإننى أعتبره تدشينًا للجمهورية الجديدة، الجمهورية المصرية القائمة بثبات ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى تمتلك القدرات الشاملة: عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا وتعلى مفهوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصرى قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية.
كما تسعى لبناء الإنسان المصرى بناءً متكاملًا صحيًا وعقليًا وثقافيًا، إيمانًا بأن الإنسان المصرى هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده، فمصر القوية، الحديثة، المدنية، الديمقراطية هى التى تليق بالمصريين وتعبر عن إرادتهم وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم.
والحق يقال فإن أهم وأبرز رسائل الطمأنينة التى بعث بها الرئيس إلى الجميع تمثلت فى قوله بأن المساس بأمن مصر خط أحمر لا يمكن اجتيازه، وأننا نمتلك قوة عسكرية واقتصادية قادرة على حماية مقدراتنا فضلاً عن ذلك فنحن لدينا خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومى مرددًا عدة مرات أنه لا يليق بنا أن نقلق كما لا يمكن أن ننجح إلا إذا كنا على قلب رجل واحد.
ولأن مصر دولة لها تاريخ عريق ولا تتعامل مع الأزمات بالتهور ولا بالانفعال فقد كشف السيد الرئيس عن ذلك التوجه بشكل واضح وصريح وذلك بقوله:
"إن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولى كما أن مصر أيضًا قد أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا.. وفى سبيل تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمى والدولى فإن المنهج الذى اتبعته مصر كان قائمًا على ممارسة أقصى درجات الحكمة والاستخدام الرشيد للقوة دون المساس بدوائر الأمن القومى المصرى على الحدين القريب والبعيد".
ويؤكد للجميع مرارًا وتكرارًا أننا دولة تمتلك ما يجعلها قادرة على الردع بقوله: لكم بصدق، وأؤكد لكم بالحق: إن المساس بأمن مصر القومى خط أحمر ولا يمكن اجتيازه "شاء من شاء.. وأبى من أبى"، إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى بأى شكل من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن والذى لن نسمح لأى ما كان أن يقترب منه ولدينا فى سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقًا للموقف وطبقًا للظروف.
والحق يقال فقد تملكنى شعور بالفخر أثناء استعراض فكرة المبادرة وقصة نجاحها وشرح أبعادها وأهدافها، والإنجازات التى حققتها على أرض الواقع منذ بدايتها حتى الآن فى قرى ومراكز المبادرة فهذه الاحتفالية التى جاءت على هذا النحو من الروعة فى توثيق إنجازاتها المتحققة لتوفير حياة كريمة لملايين المواطنين، فالحق يقال إن تلك المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2 يناير 2019 لتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة للفئات الأكثر احتياجًا فى التجمعات الريفية على مستوى جمهورية مصر العربية، استطاعت وعن جدارة الإسهام فى الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين.
فمبادرة حياة كريمة تستهدف فى المقام الأول توحيد الجهود بين كافة مؤسسات الدولة بالتعاون مع المجتمع المدنى وشركات القطاع الخاص وشركاء التنمية فى مصر وخارجها فى ملف التنمية المستدامة، كما تهدف للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، كما تتلخص أهدافها فى الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر الأكثر احتياجًا فى القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على كافة الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل وتعظيم قدراتها الإنتاجية، بما يسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدنى، وتعزيز التعاون بينه وبين كافة مؤسسات الدولة، والتركيز على بناء الإنسان والاستثمار فى البشر، وكذلك تشجيع مشاركة المجتمعات المحلية فى بناء الإنسان وإعلاء قيمة الوطن.
إن هذا المشروع سيمثل وبكل تأكيد نقلة نوعية كبيرة لمصر حيث إنه من المقرر أن يفتح آفاق الاعتماد على مستلزمات الإنتاج المحلية، وبالتالى فإنه سوف يسهم وبشكل لافت للنظر فى تطوير قطاع الصناعة والأعمال الذى يعد بمثابة المستقبل التنموى لمصر.