بعد تسجيل حالة وفاة.. «الصحة العالمية»: «ماربورج» أحد أخطر 3 فيروسات تهدد حياة الإنسان
بالأمس، أعلنت منظمة الصحة العالمية، تسجيل أول حالة وفاة بفيروس «ماربورج» في غينيا غربي أفريقيا، ليبدأ القلق يسيطر على العالم، خاصة في ظل الضغط الكبير على النظام الصحي في كل دول العالم بسبب فيروس كورونا وسلالاتة المتعددة.
وقالت المنظمة إن المريض عولج في البدء في مستشفى محلي قبل أن تتدهور حالته سريعا ويتوفي، بعد شهرين فقط من إعلان خلو غينيا من فيروس «إيبولا» بعد تفشي قصير العام الجاري أودى بحياة 12 شخصا.
وحسب المنظمة، يعد فيروس «ماربورج»، من جنس فصيلة الفيروسات «فيلوفيريداي» التي تضم إلى جانبه فيروسي «كويفا»، و«إيبولا»، وهو واحد من أكثر الفيروسات فتكا، ويصنف كواحد من أخطر 3 فيروسات، بخلاف كورونا، تهديدا لحياة الإنسان.
يعتبر «ماربورج» أحد الفيروسات الفتاكة ويهدد حياة الإنسان خاصة في الدول التي تفتقر إلى الرعاية الصحية الأولية والتي يعاني نظامها الصحي من نقص في الأسرّة والتجهيزات الخاصة، ولا تمتلك خطة واضحة للتطعيمات.
ومعدلات الوفاة في حالات «ماربورج» تراوحت بين 24% و88% في موجات التفشي السابقة، وتضيف منظمة الصحة العالمية أن «النسبة تعتمد على سلالة الفيروس وأسلوب مواجهة الحالات».
ووفق وكالة سبوتنيك، تم تحديد فيروس «ماربورج» لأول مرة في عام 1967، في مدينة ماربورج الألمانية ولذلك تم تسميته على نفس اسم المدينة.
وتشير المصادر التاريخية، والتي من بينها منظمة الصحة العالمية، إلى أن التفشي الأول للفيروس كان في مختبرات في مدينتي ماربورج وفرانكفورت بألمانيا وفي بلجراد بيوغسلافيا السابقة، بسبب أنشطة مختبرية كانت تستعمل نسانيس أفريقية خضراء أو ما يسمي سعدان الهجرس (Cercopithecus aethiops) استوردت من أوغندا، وتم تسجيل 25 حالة من حالات العدوى الأوّلية، وأدّت إلى 7 حالات وفاة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، منذ تحديد الفيروس شهد العالم 12 حالة تفشي معظمها في جنوبي وشرقي القارة الأفريقية، كانت أشدها في أنجولا في عامي (2004-2005). وأكدت وزارة الصحة في أنجولا حدوث 374 حالة، وتبيّن أنّ هناك علاقة مباشرة بين جميع الحالات التي اكتُشفت في المقاطعات الأخرى.
يقول الباحثون إن فيروس «ماربورج» ينتقل إلى البشر عن طريق التعامل مع الحيوانات البرية المريضة المصابة كالقرود وخفافيش الفاكهة، ثم ينتقل بعد ذلك بين البشر عن طريق الاتصال المباشر مع المصاب، سواء بنقل الدم أو أي من سوائل الجسم المصاب أو من خلال ملامسة إفرازات الجسم المصاب- البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية- وتلك الإفرازات تحتوي على الفيروس بتركيزات عالية.
وكما توصل العلماء كذلك إلى أن الفيروس يمكن أن يكون موجودا في «المني»، وأكدوا أنه تم اكتشاف الفيروس في مني المصابين به بعد شفائهم السريري من المرض بفترة بلغت سبعة أسابيع. ووفق منظمة الصحة العالمية يعد استخدام الحقن الملوّثة بالفيروس أو التعرّض لوخز الإبر الملوّثة به يؤدي إلى وقوع حالات أشد وخامة وتتدهور الحالة الصحية بسرعة وتزداد احتمالية الوفاة. وتحذر المنظمة من أن قدرة المصابين على نقل العدوى تزداد كلّما تطوّر المرض لديهم، مشيرة إلى أنه «تبلغ تلك القدرة ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة».
وترى منظمة الصحة العالمية أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بالفيروس، إلا أن غالبية المصابين كانوا من البالغين، وهذا لا يعني أن الأطفال في أمان.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن فيروس «ماربورج» يؤدي إلى «حمى ماربورج النزفية»، ويتسبب في مرض وخيم وشديد الفتك بالناس. وتشير الدراسات إلى أن فترة حضانة الفيروس ما بين 3 إلى 9 أيام، وتشمل الأعراض المفاجأة للفيروس الصداع الشديد، ووعكة شديدة، ثم يبدأ المصاب بتقيؤ الدم وآلام العضلات، وارتفاع الحرارة، وفي مرحلة متأخرة من الإصابة بالفيروس ينزف بعض المرضى من خلال فتحات الجسم مثل العينين والأذنين.
وتضيف المنظمة أنه «عادة ما يتعرّض المريض لحمى شديدة في اليوم الأوّل من إصابته، يتبعها وهن تدريجي وسريع». وفي اليوم الثالث، يُصاب المريض بإسهال مائي حاد وألم ومغص في البطن وغثيان وتقيّؤ. ويمكن أن يدوم الإسهال أسبوعاً كاملاً.
ونقلت المنظمة أن بعض مراحل الإصابة يظهر المريض بملامح تشبه «الشبح» حيث يكون بعينين عميقتين وخمولاً شديداً.
وعلي غرار فيروس كورونا في بداية ظهورة، حتى الآن لا يوجد دواء أو لقاح معتمد ضد فيروس «ماربورج»، لكن معالجة الجفاف والرعاية الداعمة والمركزة الأخرى يمكن أن تحسن فرص المريض في البقاء على قيد الحياة، لذلك يحتاج التعامل مع الفيروس إلى إمكانيات طبية خاصة لمواجهته، والقضاء عليه.