◄حفلات "قاهر الزمن" عمرو دياب و"أسطورة القرن" تامر حسنى تتصدر موسم الصيف وتحقق نجاحًا غير مسبوق
◄النجم عمرو دياب يتألق فى الساحل الشمالى بأغنياته التى ترضى جميع الأذواق
◄النجم تامر حسنى يحقق نقلة نوعية فى الغناء الاستعراضى
◄شلل مرورى تام يصيب الطريق إلى الساحل الشمالى بسبب الإقبال على حفلات "الهضبة" و"نجم الجيل"
◄النجوم الكبار.. حائط الصد الأول فى مواجهة موجة الإسفاف وأغانى "المهرجانات"
مهما انتشرت موجات الغناء الهابط ومهما تصدرت أغانى "المهرجانات" المشهد فإنه لا يصح إلا الصحيح حيث ستظل الأغنية الراقية هى صمام الأمان لساحة الغناء فى مصر.. وهو ما ثبت بالدليل القاطع فى حفلات الموسم الصيفى الحالى فى الساحل الشمالى وعلى وجه الخصوص حفلات النجم الكبير عمرو دياب "قاهر الزمن" والنجم المتألق تامر حسنى "أسطورة القرن" فقد شهدت حفلات كل منهما هذا العام إقبالاً غير مسبوق من الجمهور الذى توافد على الساحل الشمالى من كافة أنحاء الجمهورية بشكل ترتب عليه إصابة الطريق إلى الساحل بحالة من الشلل المرورى التام وذلك فى ظاهرة شغلت رواد مواقع التواصل الاجتماعى وتناولتها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها .
وبالتالى فإننا أمام اثنين من النجوم يشكل كل منهما فى حد ذاته ظاهرة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ليس هذا فحسب بل إننا أمام حالة مصرية خالصة فهذه الحفلات تم تنظيمها فى توقيت حرج بل كانت بمثابة التحدى الأكبر من أجل مواجهة كورونا حيث كسرت هذه الحفلات حاجز الخوف الذى ظل يسيطر على الجميع بسبب انتشار تلك الجائحة التى غيرت أشياء كثيرة ، فوسط هذا الزحام غير المسبوق على حفلات "قاهر الزمن" و"أسطورة الجيل" لم يعد هناك أى خوف من كورونا وبالتالى يمكننا القول إن حفلات عمرو دياب وتامر حسنى نجحت فى هزيمة كوفيد ١٩ بالضربة القاضية وسط هذا الزحام الشديد الذى كانت عليه هذه الحفلات التى لم يشهد مثلها الساحل الشمالى من قبل .
وحينما يتعلق الأمر بالنجم عمرو دياب الذى أصفه دائماً بـ "قاهر الزمن" فإنه يتعين علينا حتى نضع أيدينا على الدور المهم الذى يقوم به فى مواجهة موجة الإسفاف الذى ترتب على ظهور أغانى المهرجانات علينا فقط متابعة ردود الأفعال التى سجلتها انطباعات رواد السوشيال ميديا حول آخر حفلاته بالساحل الشمالى ، فما إن تم الإعلان عن الحفل حتى تحولت المنطقة بالكامل إلى حالة من الزحام الشديد الذى ترتب عليه ارتباك حركة المرور على طول الطريق المؤدى إلى الساحل الشمالى وهو ما لم يحدث من قبل بما يؤكد أن النجم عمرو دياب هو الفنان الوحيد القادر على صنع هذه الحالة غير المسبوقة ، وهنا يتضح لنا وبما لا يدع مجالاً للشك أنه يمتلك مقومات وقدرات شديدة الخصوصية جعلته يتربع على عرش النجومية والتألق فى ساحة الغناء ، وكيف لا يكون على هذا النحو من الروعة وهو فى حقيقة الأمر فنان يعى جيداً كيف يحافظ على ما حققه من نجاحات متعددة طوال مشواره الفنى، فهو يتمتع بذكاء شديد يتضح دائماً فى حرصه على التنوع من حيث اختيار مؤلفى الأغانى فلم يتوقف عند مؤلف واحد بل يسعى دائما نحو اختيار الأفضل دائماً فكلما بزغ نجم مؤلف أغانٍ نجده وقد تعاون مع عمرو دياب لذا فإن ذلك ينعكس بالإيجاب على أغانيه التى يفاجئ بها جمهوره دائماً ونفس الشيء فى الألحان فنجد أن السر وراء تألق ألحان أغانى عمرو دياب يكمن فى حرصه على التجديد والتطوير دائما والبحث عن الأفضل والبحث عن المبدعين الجدد ليحصل منهم على ألحان جديدة تواكب تطور أذواق المستمعين وترضى جميع الأعمار وهنا يتضح لنا كيف استطاع طوال هذه السنوات الماضية أن يحتفظ لنفسه بمكان الصدارة دائماً .. وهذا فى تقديرى الشخصى يؤكد أن النجومية الحقيقية لا تهبط من السماء وإنما هى نتيجة بذل مجهود كبير وعطاء مستمر وحرص دائم على التطلع نحو الأفضل ، وإحقاقاً للحق فإن ما وصل إليه "قاهر الزمن" عمرو دياب جاء تكليلاً لتلك الخطة التى وضعها لنفسه منذ البداية والتزم بها طوال السنوات الماضية فهو قليل الظهور إعلاميا ولا نراه إلا كلما اقتضت الظروف ذلك ولا نجده يطل على جمهوره إلا ومعه الجديد الذى يقدمه والذى يحاول بشتى الطرق إمتاع هذا الجمهور بفن راقٍ يحترم المستمع ولا يتضمن أية كلمات مسيئة أو عبارات خادشة للحياء.. فعمرو دياب يمتلك رصيداً كبيراً داخل البيوت المصرية بشكل خاص والعربية بصفة عامة ، حتى ظهوره فى الإعلانات نجده وهو يدقق جيداً فى محتوى هذا الإعلان ليضمن احترام جمهوره ويضمن أيضاً نجاح هذا الإعلان .
ومن يتابع تطور صعود نجومية عمرو دياب يتأكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنه فنان موهوب رأسماله الحقيقى هو ما يمتلكه من إمكانات فنية تنضج يوماً بعد الآخر وتمنحها السنوات قدراً من القوة والقدرة على البقاء وسط عالم يموج بالكثير من الموجات الغنائية الرديئة وخاصة الأغانى السطحية وأغانى المهرجانات التى لا لون لها ولا رائحة .
أما فيما يتعلق بأسطورة القرن النجم تامر حسنى فلم يتوقف الأمر عند هذا الكم الكبير من الجمهور الذى توافد بالآلاف على الساحل الشمالى للاستمتاع بحفلاته التى لم تكن كاملة العدد وحسب بل إن الجمهور الذى كان خارج الحفل يفوق كثيراً تلك الأعداد التى اكتظ بها المسرح الذى شهد تألق ونجومية تامر حسنى .. ولكن الأمر اللافت للنظر فى حفلات تامر حسنى هذا التطور الكبير فى نوعية ما قدمه من أغانٍ استطاع من خلالها تحقيق نقلة نوعية خاصة فى المسرح الغنائى ، هذا اللون من الغناء الذى برع فيه تامر حسنى واستطاع أن يملأ الفراغ الذى حدث منذ رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ .
وأعتقد أن سر نجاح وتألق تامر حسنى يكمن فى أنه فنان شامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فهو مطرب موهوب يغنى بإحساس صادق وببراعة فائقة كما أنه مؤلف عبقرى حيث يكتب الأغانى ويكتب قصة وسيناريو وحوار الأفلام التى يقوم ببطولتها فضلاً عن ذلك فهو ملحن مبتكر يمتلك القدرة على خلق وابتكار الجمل اللحنية الجديدة وغير المعتادة وهو ما نلمسه بوضوح فى الألحان التى يقوم بتأليفها سواء للأغانى التى يقدمها أو للأغانى التى يقدمها مطربون آخرون ، والحق يقال فإنه لم يكتف بتأليف الألحان فحسب بل إنه يعزف أيضاً على آلة الجيتار ببراعة فائقة وبشكل يفوق الكثير من العازفين المحترفين وكما أنه بارع فى هذه المجالات الفنية المتعددة والمتنوعة فهو ممثل قدير أيضاً يمتلك موهبة كبيرة فى تجسيد الشخصيات التى يقدمها فى أفلامه بتلقائية شديدة وبمهارة تجعله يدخل القلوب بسهولة ويسر، وهو ما يؤكد أننا أمام فنان شامل يمتلك من القدرات الفنية ما تجعلنا نراه بالفعل أسطورة فقد استطاع أن يقلب الموازين حينما أغلقت الشوارع المؤدية إلى مكان حفلاته فلم نسمع من قبل عن جمهور يبدأ من رقم مائة ألف ليصل إلى نصف مليون متفرج فى حفلة واحدة وبالتالى فقد تمكن من أن يحطم الرقم القياسى بحفلاته المتميزة، بصفته النجم الوحيد الذى احتل مكانة عربية وعالمية فى قلوب جمهوره، إذ دائما ما يعمل تامر على التطوير والتجديد والابتكار وخلق ألوان جديدة من الغناء الراقى، كما أن تامر حسنى يحرص دائماً على إرضاء أذواق جماهيره فى كل حفلة.
وكما أشرت من قبل فإن تامر حسنى لم يتوقف عند حد كونه مطربا ناجحا بل استطاع أن يحقق نجاحا منقطع النظير أيضا فى السينما المصرية فمن واقع شباك التذاكر فى مصر والعالم العربى، نجح فى تحقيق ربع مليار جنيه إيرادات بفيلمه "مش أنا" الذى اعتبره النقاد أول فيلم عربى فى التاريخ تتخطى إيراداته هذا المبلغ فى شهر واحد مسجلاً رقماً استثنائياً يعد الأول من نوعه ولم يحققه أحد من قبل فى تاريخ السينما المصرية والعربية، وللحق فإن تامر حسنى أظهر براعة تمثيلية فائقة فى الأداء سواء فى المشاهد الكوميدى أو التراجيدى، ما دفع به نحو القمة، خصوصا أن العمل به رسالة وهدف نبيل أراد تامر حسنى تقديمه للمتفرج وهو ضرورة إطلاق العنان للطموح والحلم بمستقبل أفضل، والتفاؤل دائما، والإصرار على تحقيق الذات ، من أجل ذلك فقد استحق وعن جدارة أن يحمل لقب "أسطورة القرن".