قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الجماعات المتطرفة حاولت اختطاف الدولة لعقود، والعمل على إعادة الذاكرة المختطفة ليس سهلًا.
وأضاف وزير الأوقاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "صالة التحرير" المذاع عبر فضائية "صدى البلد": "نحن في حرب موجهة من الداخل والخارج، لا نواجه جماعات وإنما نواجه من وراء الجماعات"، مشيرًا إلى أن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق أكد دعم الجيش الأفغاني المهزوم بأسلحة بـ85 مليار دولار، وهي موجودة الآن في يد طالبان.
ولفت وزير الأوقاف، إلى أن الوزارة تنسق مع وزارة الثقافة لبناء وصناعة الوعي، مردفا: "أطالب العامة بعدم إقحام أنفسهم في الخطاب الديني، وتركها لرجال الدين، لأنها تحتاج لمتخصصين".
وأكد أن هناك توجيهات رئاسية بالتدريب المستمر للأئمة لخلق جيل متميز ومستنير من الأئمة، مردفا "لدينا نخبة عظيمة من الأئمة والواعظات المستنيرين".
واستطرد: "الواعظ المستنير يعمل العقل أكثر من اعتماد النص، والناس لن يحترموا ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، لهذا يجب أن يتفوق كل في مجاله".
يشارك الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في القمة العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب والتي يعقدها الاتحاد البرلماني الدولي بالشراكة مع الأمم المتحدة في التاسع من سبتمبر ٢٠٢١ م بفيينا بدعوة من الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي ، تحت عنوان: «دور البرلمانات في منع الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية»، بحضور برلماني دولي واسع.
و يشارك وزير الأوقاف بكلمة رئيسية في القمة تحت عنوان: «أفضل الممارسات لمنع الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية»، يتناول فيها أفضل الممارسات الفكرية والثقافية والدينية في مواجهة التطرف والإرهاب .
كما يعرض وزير الأوقاف خلال مشاركته دور وتجربة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية في مواجهة الإرهاب، سواء من حيث المؤلفات التي أصدرها في مواجهة الإرهاب، أم من حيث الترجمة على نطاق واسع لهذه الإصدارات أم من حيث المؤتمرات والمشاركات الدولية، أم من حيث الندوات التثقيفية والصالونات الفكرية، أم من حيث جهود لجانه العلمية في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، أم من حيث شراكته الوطنية مع سائر المؤسسات المعنية ببناء الوعي.
وأكد وزير الأوقاف أن أفضل الممارسات في مواجهة الإرهاب هي المواجهة الشاملة التي تتضافر فيها جهود كل مؤسسات الدولة العسكرية، والأمنية، والثقافية، والاقتصادية، والدينية، لتفكيك بنى الإرهاب عسكريًّا، وأمنيًّا، وثقافيًّا، وفكريًّا، وترفع عن كل جماعات التطرف غطاء تسترها بعباءات الأديان.
وأضاف وزير الأوقاف: لا ينبغي أن يقف حد المواجهة عند ذلك، إنما يتطلب شراكة دولية واسعة في العمل الدءوب المشترك لاجتثاث بنى التطرف، في وقت أصبح فيه الإرهاب عابرًا للحدود والقارات، فما يحدث في أي منطقة من العالم يكون له صداه وأثره في أرجاء المعمورة جمعاء، فالإرهاب خطر حيث كان، كما أنه لا دين له، ولا خلق له، ولا وطن له، ولا أمان له، ولا وفاء له، وأنه يأكل حتى من يصنعه ويدعمه ويحتضنه ويأويه، مهما طالت مدة الاحتضان أو الاستقطاب، فشيمة الإرهابيين النفعية والغدر.
وشدد وزير الأوقاف على أن أخطر الجماعات الإرهابية هي تلك التي تخادع باسم الدين وتتخذه ستارًا لتحقيق أهدافها، مما يتطلب تفنيد أباطيلهم بالحجة والبرهان، لتعريتهم وبيان زيفهم وزيغهم وضلالهم وبهتانهم، وترجمة ذلك إلى مختلف لغات العالم، وهو ما يقوم به المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من خلال حركته الواسعة في مجال التأليف والترجمة والنشر.