◄العالم يشيد بالتجربة المصرية بعد أن كانت الدولة الأكثر إصابة بالفيروس القاتل
◄الإرادة السياسية وتضافر الشعب يصنعان المستحيل فى هذه المبادرة غير المسبوقة
◄توطين صناعة دواء فيروس C فى مصر ليصبح العلاج فى متناول الجميع
◄الكشف على ٦٠ مليون مصرى من فيروس سى فى ٧ شهور فقط
◄"الصحة العالمية": "100 مليون صحة" مبادرة غير مسبوقة وجديرة بالاستفادة من نتائجها
القضاء على فيروس C نهائيًا وتخليص مصر من هذه الآفة كانت هى الرؤية التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الحكم مستهدفًا بذلك تخفيف ألم أكباد المصريين، ليس هذا فحسب بل وتحويل مصر أيضًا من دولة كانت بمثابة الأكثر إصابة فى العالم بفيروس C إلى دولة خالية تمامًا من الفيروس وينظر إليها الجميع بإعجاب وفخر شديد.
والحق يقال فإن مصر لم تصل إلى تلك النتائج المبهرة أو ربما التى كانت مستحيلة من فراغ ولكنها جاءت من إرادة سياسية قوية تريد أن تقضى على فيروس لعين ينهش فى أكباد المواطنين، وخلف تلك القيادة السياسية شعب ترجم تلك الإرادة إلى واقع من خلال التعاون والمشاركة فى الحملة الرئاسية 100 مليون صحة.
وقبل أن يطلق الرئيس حملته 100 مليون صحة للكشف وعلاج فيروس C والأمراض غير السارية، والتى تعد بمثابة أمل وطوق نجاة للمصريين، كان هناك بعض الخطط التى سبقتها والتى من أهمها وأبرزها على الإطلاق توفير العلاج وتوطين صناعة دواء فيروس C فى مصر ليصبح العلاج فى متناول الجميع بعد أن كانت تكلفته فى الماضى تصل إلى آلاف الدولارات.
وحتى نضع أيدينا على حجم ما تحقق فى هذا الأمر علينا أن نمعن النظر فيما تحقق حتى الآن فقد أطلقت الحكومة وتحديدًا فى 30 سبتمبر 2018 مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضاء على فيروس C والكشف عن الأمراض غير السارية وكان ذلك تحت شعار "100 مليون صحة"، وهى المبادرة الرئاسية التى استهدفت فى المقام الأول نحو 50 مليون مواطن مصرى، وكان ذلك فى مؤتمر صحفى موسع تم عقده بمقر مجلس الوزراء حضره وزيرا الصحة، والتنمية المحلية، وعدد من مسئولى الجهات المعنية بهذا الموضوع شديد الأهمية.
وكان لافتًا منذ البداية أن المبادرة استهدفت الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى C، إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية، إلى جانب الكشف المبكر عن السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقى العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، وذلك بهدف التوصل إلى مصر خالية من فيروس C بحلول عام 2020، وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتى تمثل حوالى 70% من الوفيات فى مصر. وكما هو مثبت فى التقارير المتعلقة بالمبادرة فقد أتاحت هذه المبادرة شديدة الأهمية فرصة عظيمة لعدد كبير من المواطنين للاطمئنان على صحتهم والتأكد من عدم إصابتهم بالأمراض التى تستهدفها المبادرة وذلك من خلال الكشف المبكر عنها.
ونظرًا لما تمثله هذه المبادرة من أهمية كبرى لدى القيادة السياسية فقد تم تشكيل فرق عمل لتنفيذ المبادرة تضم نحو 5484 فردًا، حيث يتكون كل فريق من 3 أفراد، عضو طبى، وتمريض، ومدخل بيانات، ويعمل كل فريق على فترتين لاستقبال 60 مواطنًا خلال فترة العمل الواحدة وإجراء فحص للفيروس والأمراض غير السارية، وذلك للمواطنين ممن تزيد أعمارهم على 18 عامًا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنه تم أيضًا تخصيص نحو 1412 مقرًا لإجراء الحملة، منها وحدات الرعاية الأساسية، ومستشفيات وزارة الصحة، وسيارات العيادات المتنقلة، ومنشآت أخرى منها مراكز الشباب وقصور الشباب، وغيرها، وما تم إتاحته بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات المعنية لتوفير 3108 أجهزة كمبيوتر وتابليت لاستخدامها فى الحملة، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والسكان، والهيئة الوطنية للانتخابات، للاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول لجميع المستهدفين بالمسح .
وإحقاقًا للحق فإن تنفيذ المبادرة اتخذ عدة مراحل من أجل تحقيق أفضل النتائج والوصول إلى جميع المواطنين المستهدفين، فكانت المرحلة الأولى خلال الفترة من أكتوبر وحتى نوفمبر 2018، وتضم 9 محافظات، هى جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط، بينما كانت المرحلة الثانية بين ديسمبر 2018 وفبراير 2019، وتضم 11 محافظة، هى شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبنى سويف وسوهاج وأسوان والأقصر، أما المرحلة الثالثة فقد كانت ما بين مارس وإبريل 2019، وتضم 7 محافظات، وهى الوادى الجديد والجيزة والغربية والدقهلية والشرقية والمنيا وقنا.
ولم يتوقف التنفيذ عند حد توزيعها إلى ثلاث مراحل ولكنها حددت العديد من الآليات للتواصل معها، من بينها تدشين موقع إلكترونى (www.stophcv.eg)، وإطلاق خط ساخن للمبادرة هو (15335)، إلى جانب إرسال نحو 50 مليون رسالة نصية قصيرة للتعريف بالحملة وأماكن إجراء المسح، وأيضًا تم تنفيذ دورة العمل بنقاط المسح، حيث تبدأ بتقدم المواطن بالرقم القومى السارى حيث يتم تسجيله على البرنامج الخاص بالحملة، ثم يتم عمل تحليل فيروس سى والسكر العشوائى، كما يتم قياس ضغط الدم والوزن والطول، ويتم تسجيل النتائج على كارت المتابعة الخاص بالمواطن والبرنامج الخاص بالوحدة، إذا كان فيروس سى إيجابيًا يتم الحجز فى مركز العلاج التابع للوحدة إلكترونيًا، وكتابة اسم الوحدة والميعاد على الكارت، وتسليمه للمواطن لعمل التحليل التأكيدى وتلقى العلاج مجانًا حال الاحتياج، وإذا تجاوزت نتائج تحليل السكر وقياس الضغط المعدلات المطمئنة، يتم تحويل المريض على أقرب مركز علاج ويتم التدوين على الكارت وتوجيهه نحوها لعمل الفحوصات التأكيدية وصرف العلاج مجانًا.
كما تم تدشين الحملة الإعلامية والدعائية الخاصة بالحملة بداية من 21 سبتمبر 2018 على 3 مراحل وحتى نهاية الحملة للتعريف بأهداف الحملة وتوعية المواطنين بأهمية التعاون مع جهودها وتشمل التغطية الإعلامية استخدام إعلانات التلفزيون والراديو وإعلانات بالطرق الرئيسية وطباعة عدد كبير من الملصقات والمطبوعات، بالإضافة إلى تدشين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وهى صفحة باسم (مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية)، وأخرى على Instagram باسم (100 مليون صحة).
وجدير بالذكر فى هذه المبادرة غير المسبوقة أن الحملة تمت بالتنسيق بين 14 وزارة، والهيئة الوطنية للانتخابات، والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وهيئة الرقابة الإدارية، وصندوق تحيا مصر ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولى والهيئة العامة لقناة السويس كما تتم المتابعة المركزية للحملة ويتم تقييمها بواسطة منظمة الصحة العالمية وصندوق تحيا مصر. ولأن المقدمات دائمًا تؤدى إلى نتائج فإن تلك المقدمات التى أشرت إليها من قبل أتت بنتائج إيجابية وجديرة بالاحترام والتقدير حيث أعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والسكان على الفيسبوك فى 28/ 7/ 2020، بمناسبة اليوم العالمى لالتهاب الكبد الوبائى أننا قد "تمكنا من الكشف على ٦٠ مليون مصرى من فيروس سى فى ٧ شهور بس، وهنفضل مستمرين دايمًا معاكم عشان تكونوا بـ١٠٠- مليون_صحة". وزينت شعارات ١٠٠ مليون صحة واليوم العالمى للالتهاب الكبدى المراكب الشراعية بنهر النيل، وقد تم توزيع هدايا عينية ومطبوعات للتوعية بالاهتمام بالصحة العامة على المواطنين فى الأحياء المختلفة. والشيء الذى يدعو للشعور بالفخر أن تلك المبادرة الرئاسية حظيت باحترام وتقدير دولى كبير فقد أشاد مدير عام منظمة الصحة العالمية، د.تيدروس أدهانوم، بالإنجاز الذى حققته مصر فى مواجهة الالتهاب الكبدى من خلال مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار 100 مليون صحة واعتبرها مبادرة غير مسبوقة وجديرة بالاستفادة من نتائجها لتعميمها فى دول أخرى تعانى من تفشى الإصابة بفيروس سى كما كانت مصر فى السابق .