أية عزت تكتب : موضة الانتحار! الأسئلة الغامضة في حادث طالبي الإسكندرية
- كذبة الفقر وراء الانتحار.. الطالبان من أسر ثرية ويدرسان في أكاديمية خاصة
- كيف يعمل الفندق غير المرخص والمغلق سابقا من وزارة السياحة؟
- ماذا عن مسئولية المحليات؟.. وسر التركيز على الحوادث البشعة في الفترة الأخيرة
هل تعرف ما هي الصورة الموجودة عن مصر في آخر أسبوع؟
أعتقد أنك تعرف إذا كنت تتابع.. وأعتقد أن إجابتي لن تصدمك كثيرا.. "بلد الجرائم".. نعم هذه هي الصورة التي يحاولون تصديرها.
ومن هنا فإنني أتوقف كثيرا عند تركيز وسائل الإعلام على تغطية أخبار الحوادث.. وأنا هنا لا أطالب بتجاهلها.. فقط أقول لا نعطيها أكثر من حجمها من أجل جنون المشاهدات و"ركوب" الترند على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
فلم نكد نفيق من حادث الإسماعيلية البشع حين أقدم شاب اعتاد تعاطي المخدرات على ذبح آخر وفصل رأسه عن جسده والسير بها في الشارع متفاخرا قبل أن يتم القبض عليه، حتى طالعتنا الأخبار بحادث الإسكندرية.
الحادث يتمثل في وفاة طالبين جامعيين داخل أحد الفنادق بالإسكندرية بشكل غامض.
وفي التفاصيل؛ تلقى اللواء محمود أبو عمرة، مدير أمن الاسكندرية، إخطارا، من مأمور قسم شرطة العطارين، يفيد بورود بلاغ من إدارة أحد الفنادق بمنطقة محطة الرمل فندق سميراميس، بدائرة القسم، يفيد بعثور عمال الفندق المشار إليه على جثتى طالبين مشنوقين.
على الفور انتقل ضباط مباحث القسم شرطة العطارين برفقة سيارة إسعاف الى محل الواقعة.
وبالمعاينة والفحص تبين وجود جثتى الطالبين معلقتين بسقف الحجرة بواسطة "قفل وير" يستخدم فى قفل الدراجات.
تم إنزال الجثتين بمعرفة ضباط المباحث، وتبين أن المتوفيين كل من عمر.ع.ي، 21 سنة، مقيم بمنطقة السيوف، وعلى.أ.م، 20 سنة، مقيم بمنطقة المندرة أحدهما طالب بكلية الطب والآخر بكلية الهندسة.
وبمناظرة الجثتين لم يتبين وجود ثمة إصابات ظاهرة بهما، ونقلهما إلى مشرحة الإسعاف تحت تصرف النيابة، وجار التعرف على ملابسات وأسباب تواجدهما بالفندق على الرغم من أنهما مقيمان بالإسكندرية.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة لتتولى التحقيقات.
أعقب ذلك سيل من المعلومات، لم يتبين صحتها حتى الآن.
وقد كشفت التحريات أن الجثتين لطالبين في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ومن أسرتين ثريتين، وأن الطالبين كانا بالملابس الداخلية واستخدما أكياسا بلاستيكية في الانتحار.
وأظهرت التحقيقات أنهما حرصا على الحجز المسبق بمعرفة طالب الطب، الذي توجه لحجز الغرفة.
وفي اليوم التالي حضر إليه طالب الهندسة وأغلقا باب الغرفة بالمفتاح حتى لا يتمكن أي شخص من فتحه وإنقاذهما.
كما أظهرت التحريات أن الطالبين أحضرا فوطة مبللة وأغرقاها بمادة الكلور ووضعاها داخل كمامة تغطى منطقة التنفس، وارتدى كل منهما كيس نايلون على رأسه وربطاهما بجنزير الدراجات النارية.
وقالت مصادر إن الأجهزة الأمنية عثرت على رسالة تركها المتوفيان جاء فيها: "زهقنا من حياتنا"، وبتفتيش هاتفيهما تم العثور على رسالة متبادلة "لم نخلق لهذه الحياة وليس لنا مكان في عالم كله كذب وخيانة وخداع".
سنقول إننا أمام حادث انتحار.. لكن هنا ستسقط فرية المتربصين من أن الفقر يدفع للانتحار.. فالطالبان من أسر ثرية ويدرسان في مكان تصل مصروفاته إلى عشرات الآلاف في العام.
الجانب الأهم هو مكان الحادث.. فندق سميراميس؛ فطبقا لمعلومات حصلنا عليها فإن هذا الفندق ينتحل اسم علامة سميراميس الشهيرة، وتم إلغاء ترخيصه منذ عام ٢٠٠٥ وتقع مسئولية عمله على المحليات.
ثم إن هذا الفندق معروف بسمعته السيئة.. فلنسأل: كيف يعمل؟.. ومن هو المسئول عن عمله؟.. وماذا كان يفعل الطالبان هناك؟
هذه أسئلة ننتظر الإجابات عنها.