الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

قائمة أسماء غريبة على الأسماع طلت علينا فى بيان أصدره نقيب المهن الموسيقية هانى شاكر، يعلن فيه إيقاف ومنع من العمل الجماهيرى، لمن يسمون أنفسهم مطربين وبالتحديد مطربو المهرجانات، فآخر ما وصلنا إليه من أسماء مطربين للغناء الشعبى كانت أسماء حسن الأسمر وشعبان عبدالرحيم وعبدالباسط حمودة، وهى أسماء عادية واعتيادية وشعبية، تلت أسماء رصينة مثل عدوية وقبله رشدى وقنديل وعمالقة من الأسماء ذات الأصوات الشجيّة الجميلة المتسقة مع مجتمعها والمعبرة عنه فى زمانها، ولكن فى الزمن الحالى ووفق بيان النقابة وجدت أسماء كـ بيكا وشاكوش وكزبرة وحنجرة وفيلو وموزة وطيخة وعنبة وريشا وسمارة وشواحة والعصابة وفيفتى والكعب العالى وشطة ووزة وشكَل وحاحا، أسماء فى حد ذاتها لا تنبئ أبدًا عن مطربين ولا أصحاب أى ذوق غير أنها أسماء مبتذلة لا علاقة لها بالذوق على الإطلاق بل وجدتنى فى قمة الإحراج وأنا أكتبها كيف يكون هناك مطربون سيتركون أثرا بهذه الأسماء وطالما هذه هى أسماؤهم فكيف ستكون كلمات أغانيهم؟.

ولكن يبدو أن أغانى المهرجانات ككائن التوك توك يلزمها أسماء غريبة، بيكا وشاكوش وكزبرة وحنجرة، شىء لزوم الشىء، أسماء غريبة على كلمات غريبة على أداء غريب، غريب أمرهم، تحس أنهم جاءوا من كوكب آخر مستقلين توك توك لأحد هؤلاء من فاقدى كل القواعد سواء الأخلاقية أو المرورية أو العامة، كانت أمى عليها رحمة الله، وكانت تعمل مديرة مدرسة ابتدائية، عندما تجد تلميذًا قادمًا إليها فى المدرسة واسمه صعب تسأل والديه (هى الأسماء خلصت؟) متعجبة من الأسماء الصعبة لتلميذ يبدأ أولى خطواته فى التعليم، وهنا أوجه لهؤلاء نفس السؤال هل نضبت الأسماء؟ وأعلم أنه سيرد أحد المُشجعين إنها أسماء شهرة، فيصبح السؤال: أين نشأت وترعرعت هذه الأسماء؟ وكيف سُمح لها بهذا الانتشار وبكل أسف  الشباب والأطفال يحفظونها عن ظهر قلب، لنا الله. وبكل أسف رغم أن قرار نقيب المهن الموسيقية لاقى ترحابًا بين بعض الفئات إلا أنه قرار وقتى سيزول بزوال الأسباب، فكما من حقى أن أرفض تدنى الذوق العام والألفاظ التى يستخدمها هؤلاء من حقهم أن يغنوا خاصة أن بعضهم يحظى بقبول شبابى، وبعضهم أيضًا اجتاز اختبارات القبول فى نقابة الموسيقيين، ومعه تصريح بالغناء،وإن أخطأ فعلى النقابة عقابه رقابيًّا ونقابيًّا وشرطيًّا، وبعضهم فشل فى اجتياز الاختبارات، وسيجتهد ويستكمل أدواته ويتقدم مجددًا، لعله يجتاز المانع الأخير ويدخل السباق وسط التكاتك الموجودة أقصد وسط زملائه من مطربى المهرجانات، فكل ما يملكه هانى شاكر هو إجبارهم على الحصول على التصريح بالغناء من النقابة، ومَن يُرِد الغناء فعليه بالتصريح، والنقابة تعطى تصاريح، فالمنع رقابيًّا وشرطيًّا، شرطة المصنفات تطلب تصريحًا بالغناء قبل اعتلاء المسرح، أما السوشيال ميديا فحدِّث ولا حرج لن يحتاج لتصريح وسيقول ما يريد وسيصل للشباب والأطفال وما زادهم البيان إلا شهرة ومحاولات لتقنين الأوضاع ليكتسب لقب مطرب، كما اكتسب التوك توك لقب مركبة.

فكما تسيد وتتسيد نظرية التوك توك مروريًّا فى الشارع تسيدت نظرية أغانى المهرجانات فى الذوق العام لصغارنا هذه الأيام، فالتوك توك يستبيح الشوارع، ولا يرعى الإشارات، ويمشى فى الممنوع، وفى المخالف وبالعكس ويرتكب كل الموبقات المرورية وأحيانًا الأخلاقية، ولا يخضع لقانون المرور سواء فى الميادين والشوارع الرئيسية أو فى الحوارى الجانبية، لكنه فى الأخير وسيلة مواصلات ناجزة ورخيصة، ووفرت فرص عمل لبعض الشباب والكبار وحمتهم من الاتجاه لأشياء خارجة، والأهم أنها تلبى حاجات ناس كثيرة لا تقوى على أسعار السيارات الخاصة أو الأجرة الأكثر راحة وانتظاما والتزاما، كما هو الفارق بين مطربى المهرجانات وحفلات كبار النجوم. تعاملت النقابة مع مطربى المهرجانات بالمنع كما تعاملت الأجهزة مع التوك توك، فهل اختفى التوك توك؟ لا ولم ولن يختفى لذلك نطالب دائمًا بالتقنين السريع أو توفير البديل قبل المنع لأن قرار المنع لن يأتى بالجديد فالمخالف مخالف ومستعد لدفع الغرامات حين الإمساك به هذا مبدأ يسرى على الجميع من مثل هذه الاشياء، لذلك فالتشريع والتقنين هو الصحيح طلما وجد وتواجد فى الحياة اليومية وأصبح له جمهور ومنتفعون، موضوع المنع مُبالَغ فيه تمامًا، وعلى النقابة والنقيب فتح الباب أمام الجميع للتقدم واجتياز الاختبارات، والرقابة الصارمة على الكلمات والأسلوب وربما الأسماء وربط تصاريح الغناء بالحفاظ على الذوق والآداب العامة، ربما تستطيع النقابة بهذا إيقاف هذا النزيف من تخريب الذوق المصرى العام، عندى ثقة أن أغلب هؤلاء يتمنون ويمنون النفس بالمرور من الباب الكبير للفن نقابة المهن الموسيقية، وأنه حلم الغالبية العظمى منهم، فلنجعل أهم شروطها أن نحافظ على الذوق المصرى العام فى كل شيء ونراقب هذا عن كثب ونفرض عقوبات صارمة على المخالفين، لعلنا نستطيع أن نُوقف التدنى الحادث فى هذا النوع من الغناء علينا علاجه قبل فوات الأوان، كما هو الحال يجب علينا إيجاد حل لطاعون العصر التوك توك بطريقة مشابهة، فالترخيص والسماح والرقابة والعقاب أفضل من المنع وهو مستحيل نبحث عنه ولن ندركه بالمنع فـ المهرجانات والتوك توك وجهان لعملة هابطة.

تم نسخ الرابط