الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب : " صنع فى مصر "  كيف أصبح الجيش المصرى الأقوى فى المنطقة؟ 

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- لماذا تفقد الرئيس الأسلحة التى لا تقهر فى معرض إيديكس للصناعات الدفاعية والعسكرية؟

- ما سر عرض مصر قوتها أمام العالم؟.. ورسائل حاسمة فى الداخل والخارج

- ماذا قال القائد العام للقوات المسلحة لمن يحاولون تهديد أمن واستقرار الدولة المصرية؟

السلام لا بد له من قوة تحميه.. هذا ما أكدته تجارب الدول وحوادث التاريخ وخبرات السنوات الماضية.. لا سلام دون قوة.. بل إن السلام بدون قوة مشروع استسلام فى حقيقته.

هذه حقيقة لا تقبل الشك.. لكنا، ولفترات طويلة، عانينا من أسئلة بدائية - آسف أن أصفها بالغبية - حين بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى أضخم مشروع فى العصر الحديث لتحديث تسليح الجيش المصرى.. كانوا يسألون: لماذا الفرقاطات؟.. ولماذا الغواصات؟.. ولماذا الميسترال؟.. وماذا ستفعلون بالمروحيات؟… ثم جاء الوقت وعرفنا السر.. وأدركنا عبقرية القائد الذى آمنا به.

ولأن مصر لا تعرف الاستسلام وتريد أن تحمى السلام فإنها مضت على مدار السنوات الماضية فى تسليح الجيش حتى بات الأقوى فى المنطقة.. لكنه، وبرغم هذه القوة، لا يعرف الغزو أو التوسع.. ويؤمن بأنه جيش دفاعى.. لا يتحرك إلا دفاعا عن هذا الوطن وأرضه وحدوده وكرامته.

ومن هنا فإننى قد تابعت باهتمام بالغ افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذا الأسبوع، معرض مصر الدولى للصناعات العسكرية والدفاعية «إيديكس ٢٠٢١»، الذى يقام تحت رعايته، بمشاركة أكثر من ٤٠٠ شركة عارضة من ٤٢ دولة، وذلك بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.

هذا المعرض، الذى بدأت دورته الثانية فى٢٩ نوفمبر الماضى وتستمر حتى اليوم، ضم كبريات الشركات المصرية والعالمية العاملة فى مجال الصناعات الدفاعية بأحدث المعدات والتكنولوجيات والأنظمة الأمنية والدفاعية، عبر ٢١ جناحًا دوليًا وسط عدد زوار  يزيد على ٣٠ ألف زائر من قطاع الصناعات الدفاعية والمهتمين بمجال التسليح والصناعات الدفاعية والعاملين فى هذا المجال.

وقد توقفت خلال حفل الافتتاح أمام فيلم من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة حول معرض «إيديكس ٢٠٢١»، تحت عنوان: «مصر القوة والسلام»، أشار إلى أن مصر هى الأرض والشعب والتاريخ مهد الحضارة ومركز الإشعاع الإنسانى الذى أضاء للبشرية سبل التقدم والازدهار.

وأكد الفيلم التسجيلى أن تاريخ مصر حافل بالتجارب والخبرات، حيث سعت لامتلاك آليات القوة ونجحت فى فرض إرادة السلام، وحفظت أرضها وصانت حدودها بوحدة شعبها الأبى وجيشها الفتى.

وذكر أن مصر تواصل جهودها لبناء مجدها العسكرى، وذلك لتحقيق أعلى معدلات الكفاءة القتالية عبر امتلاك أحدث النظم التسليحية الدفاعية، كما تفيض مصر بعطائها الداخلى لحماية الأمن والسلام الدولى كخيار إستراتيجى.

وأضاف أنه عقب الإشادة من كل الجهات الدولية المتخصصة بنجاح معرض «إيديكس ٢٠١٨» يتم انطلاق المعرض من جديد فى نسخته الثانية «إيديكس ٢٠٢١»، الذى يعد منصة عالمية لاستعراض وتطوير أحدث الآليات والمعدات والأساليب التقنية للأنظمة الدفاعية والأسلحة البرية والجوية والبحرية.

وأشار إلى أن حضور مصر فى المعرض يتجلى على نحو مثالى عبر أحدث منتجات وزارة الإنتاج الحربى، وجهاز الصناعات والخدمات البحرية، والهيئة العربية للتصنيع، والشركة العربية العالمية للبصريات، لافتًا إلى أن المعرض يعتبر الملتقى الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وآلية دولية لعرض أهم الوسائل العسكرية الفاعلة فى مجال تأمين الحدود والموانئ والمطارات وأمن الأراضى والأمن المعلوماتى.

لكن الجانب الأهم كان حين حين تفقد الرئيس السيسى أجنحة معرض «إيديكس ٢٠٢١»، وزار جناح مصر، حيث استمع إلى شرح مفصل من مدير إدارة المركبات بالقوات المسلحة، الذى أوضح أن جناح مجمع الصناعات الهندسية للقوات المسلحة يتكون من ١٢ مركبة، وتم تصميم المركبات بمركز التصنيع الهندسى مع مراعاة أن تكون طبقًا لأحدث نظم التصميم ومختلفة الأنواع والأحجام لتتناسب مع المهام المكلفة بها القوات المسلحة والشرطة المدنية.

وأضاف مدير إدارة المركبات أنه تم الانتهاء من تصنيع المركبات بالتعاون المشترك مع وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع والقطاع المدنى، وهى مجهزة بكاميرات وأجهزة إشارات وشاشات تحكم داخلية، وأيضًا مجهزة بمنصات إطلاق سريعة الحركة محملة عليها أسلحة مختلفة الأعيرة وأجهزة رؤية ليلية وأجهزة تتبع آلى تمكن الطاقم من التعامل من داخل المركبة.

وأشار إلى أن مركبة «تمساح ٤» تم تصميمها طبقًا لأحدث نظم التصميم وتتسع لستة أفراد، فيما زودت مركبة «تمساح ٣» بمحرك بقدرة «٢٠٥ أحصنة»، مع اتساعها أيضًا لستة أفراد.

كما استمع الرئيس السيسى إلى شرح حول معدات المهندسين العسكريين المتطورة، التى تم تصميمها بالتعاون بين الكلية الفنية العسكرية وإدارة البحوث الفنية والتطوير بمصانع الإنتاج الحربى، وذلك ضمن إستراتيجية تطوير صناعة الأنظمة الإلكترونية، التى تستخدم فى اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية والبحرية وربطها بمركز قيادة كتيبة الرادار الآلى.

وتم عرض جهاز رادار مصمم لاكتشاف وتتبع الأهداف دون طيار، بالإضافة إلى جهاز الرادار الأرضى الذى يُستخدم فى اكتشاف المعدات والأفراد، مع الإشارة إلى أن جميع تلك المعدات دخلت الخدمة، وكلها مصرية الصنع بنسبة ١٠٠٪.

بدوره، استعرض رئيس مجلس إدارة «مصنع ٢٠٠ الحربى» بعض منتجات الإنتاج الحربى من المدافع، منها مدفع عيار ١٢٢ مللى بمدى ٢٠ كم، والهاون عيار ١٢٠ مللى، بمدى ٧.٥ كم، والقاذف الثنائى المضاد للطائرات عيار ٢٣ مللى بمدى ٢.٥ كم.

وفى مجال المركبات والمعدات المدرعة، استمع الرئيس السيسى إلى شرح حول المركبة المدرعة طراز «سينا ٢٠٠»، التى يمكن تجهيزها بمنصة إطلاق ذاتى، بالإضافة إلى العربة المدرعة «إس تى ٥٠٠»، التى تشمل طاقمًا ٦ أفراد، وسرعتها ٩٠ كم، وتعمل لمسافة ٧٠٠ كم.

وفى مجال معدات المهندسين العسكريين، تم عرض الروبوتات التى تستخدم فى التعامل مع العبوات والشراك الخداعية، والتى تعمل عن طريق التحكم عن بُعد حتى مسافة ٥٠٠ متر، والمزودة بذراع ٢.٥ متر، ويمكنها التعامل مع العبوات زنة تصل إلى ١٠٠ كجم.

كما تم أيضًا استعراض الكوبرى الميكانيكى المحمل على دبابة من طراز «إم٦٠»، وطوله ٢٢ مترًا، ويتحمل حتى ٧٠ طنًا.

فيما استعرض رئيس مجلس إدارة «مصنع ٣٠٠ الحربى» بعض منتجات المصنع من الأسلحة والذخائر الصغيرة والمتوسطة والأعيرة الثقيلة، ومنها الرشاش المصرى متعدد الأغراض، عيار «٧٦٢ x ٥١ مم»، الذى تم البدء فى إنتاجه بالتعاون مع إدارة البحوث الفنية والتطوير بهدف تطوير وتصنيع بعض المنتجات، ومنها البندقية الآلية عيار «٧٦٢ x ٣٩ مم»، وذلك بواسطة استبدال الأجزاء الخشبية وغطاء الجسم بأجزاء مصنوعة من سبائك الألومنيوم، ومادة البولمر لمواكبة التطور العالمى فى هذا المجال، لإمكانية تركيب الأجهزة البصرية وأجهزة التنشين عليها.

وأشار إلى أنه تم تصنيع قاذف القنابل السداسى عيار «٤٠ مللى»، الذى يستخدم مع أفراد المشاة، وتصنيع كل الذخائر المستخدمة معه، بالإضافة إلى تصنيع ذخائر المدفعية والدبابات والهاونات فى مجال الأعيرة الثقيلة. واستمع الرئيس السيسى، كذلك، إلى شرح مفصل من أحد مسئولى الهيئة العربية للتصنيع، الذى أوضح أن الصناعات العسكرية فى الهيئة تتركز فى أربعة اتجاهات، الأول هو صناعة طائرات التدريب، وتقديم خدمات العَمرة العميقة، وذلك من خلال أول وأحدث مركز إقليمى لعَمرة الطائرات الهليكوبتر فى منطقة الشرق الأوسط والمعتمد من شركة الهليكوبترات الروسية، وذلك لتقديم العَمرة لأكثر من طراز بقدرة ١٦ طائرة فى نفس الوقت. وأوضح أن الاتجاه الثانى للصناعات العسكرية فى الهيئة يتمثل فى صناعة الإلكترونيات، ومنظومة مجابهة الطائرات الموجهة دون طيار، وذلك بالتعاون مع عناصر الدفاع الجوى ومراكز القيادة والسيطرة الآلية لعناصر الدفاع الجوى والقوات الجوية ومنظومة مراقبة التحكم فى المجال الجوى المصرى. 

ولفت إلى أن الاتجاهين الثالث والرابع يتمثلان فى صناعة الصواريخ والمقذوفات، وصناعة العربات المدرعة وعربات الدفع الرباعى.

وشهد الرئيس السيسى عرضًا لنموذج طائرة مصرية دون طيار، من طراز «نووت»، والتى تعرض لأول مرة، وتم إنتاجها ضمن إستراتيجية القوات المسلحة لتوطين صناعة الطائرات بالتعاون بين الكلية الفنية العسكرية ومصنع الطائرات، وصنعت بالكامل بخبرات وعقول وأيادٍ مصرية، مشيرًا إلى أن الطائرة قادرة على حمل ٦٥ كيلوجرامًا لمدة ١٤ ساعة، ومجهزة للعمل مع الأقمار الاصطناعية.

واستمع، كذلك، إلى شرح عن منظومات الاستطلاع والإعاقة الإلكترونية، بتصنيع مشترك بين إدارة الحرب الإلكترونية والهيئة العربية للتصنيع، ومنها منظومة «دى جى ٤٠٠» لمجابهة الطائرات الموجهة دون طيار، التى تقوم بإعاقة وسائل التحكم والسيطرة بمدى يصل إلى ٤ كيلومترات من جميع الاتجاهات.

وبالإضافة إلى ذلك، استمع الرئيس السيسى إلى شرح حول منظومة المراقبة الأرضية لتأمين وحماية الحدود، التى تم تصميمها بواسطة مركز البحوث الفنية بالقوات المسلحة، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، وتهدف إلى اكتشاف وتتبع الأهداف البرية، أفرادًا ومركبات، وتوجيه عربات المطاردة الخاصة بقوات حرس الحدود.

كما تفقّد الرئيس السيسى جهاز الصناعات والخدمات البحرية، واستمع لشرح مفصل حول عمل بعض الزوارق واللنشات الحربية.

وزار، خلال جولته فى معرض «إيديكس ٢٠٢١»، الجناح الإماراتى، واستمع لشرح مفصل لما يحتويه الجناح، حيث أكد ممثل الوفد الإماراتى أن هذه المشاركة تُعد الأكبر لبلاده فى فعاليات المعارض العسكرية.

وزار، كذلك، الجناح الكورى، واستمع لشرح مفصل عن بعض المدافع المتطورة التى صنعتها كوريا وطريقة عملها، بالإضافة إلى الجناح السعودى، مع الاطلاع على ما يحتويه من معدات وغيرها.

أما السيد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الفريق أول محمد زكى، فقد أكد أن مصر تسعى دائمًا لامتلاك مقومات القوة من أجل حماية شعبها وأراضيها والحفاظ على السلام.

وقال الفريق أول محمد زكى، فى كلمته خلال افتتاح المعرض، إن مصر أثبتت قدرتها على تنظيم مثل هذه الفعاليات على أرضها فى أمن واستقرار، مشددًا على أن القوات المسلحة المصرية كانت وما زالت الحصن الأمين لمقدرات هذه الأمة.

وبنبرة واضحة شدد على أن الواقع الحالى فى العالم أجمع يؤكد أن السلام لا بد له من إمكانيات وقدرات تحميه وتؤمّن استمراره.

وأكد أن القوات المسلحة المصرية كانت وما زالت الحصن الأمين لمقدرات هذه الأمة، مشيرًا إلى أن سعى مصر لامتلاك مقومات القوة يهدف إلى الحفاظ على أمنها وسلامتها فى عالم يموج بالصراعات، لاسيما أن من يمتلك مفاتيح القدرة يستطيع صنع السلام.

وقال: «نتطلع معكم نحو مستقبل تجتمع فيه كل الثوابت التى تزيدنا إصرارًا على المضى قدمًا فى تقديم كل عمل من شأنه أن يمكننا من الالتزام بالدفاع عن مقدرات شعوبنا»، مؤكدًا أن الشعب المصرى وأبناءه من الجيش هو أعظم من تحدى المخاطر، معتصمًا بقوته ووحدته، وساعيًا لامتلاك أرقى ما فى العلم من نظم تسليح بأيديه أو بالتعاون مع الأسرة الدولية. 

وشدد على أن الجيش المصرى سوف يظل حارسًا وحاميًا للوطن، محافظًا على أمنه واستقراره فى تعاون وثيق مع الدول المحبة للأمن والسلام، مضيفًا: "ليس أمامنا من سبيل إلا بالأخذ بأسباب العلم والقوة والتحلى بالمبادئ السامية التى تحفظ للأمم والشعوب وحدتها وقدرتها للحفاظ على حاضرنا ومستقبلنا".

هذا قائد أعلى ذو رؤية ثاقبة.. وهذا جيش باسل يستحق كل احترام وتقدير.. وهذه دولة قررت أن تصنع مستقبلها بيديها دون انتظار لمنح وعطايا الآخرين.

تحيا مصر.. وعاش جيشها العظيم.

 

 

تم نسخ الرابط