إيهاب العجمى يكتب : المتاجرون بسمعة مصر .. سياحة نهود الراقصات
" شرم الشيخ" .. أيقونة السلام .. جبل كاترين .. كنيسة السمائيين .. دهب .. طابا .. لؤلؤة البحر الأحمر " الغردقة" مرسى علم .. عروس البحر الأبيض المتوسط " الإسكندرية"..
الأقصر .. أسوان .. معبد الكرنك .. معبد أبوسمبل .. معبد حتشبسوت ..معبد فيلة .. معبد إدفو.. معبد كوم أمبو .. طريق الكباش .. المتحف المصرى الكبير .. متحف التحرير .. أبوالهول .. وأهرامات الجيزة .. تلك هى المقاصد السياحية فى مصر التى يقصدها ملايين السائحين من سائر دول العالم.
نحن نعيش وسط مجتمع فقد تقديره لكل ما يدور حوله من أمور .. مجتمع يحتقر عالم الذرة ويقدر الراقصة والمجتمعات التى تنهج هذا النهج .. تدخل أولى مراحل الانحطاط والضياع والسقوط نحو القاع . من قال إن اللذة والمتعة والشهوة والإثارة الجنسية التى تحدث داخل مواخير الليل سياحة .. هذه ليست سياحة بل وقاحة .
نحن لسنا ضد الأماكن التى تقدم نوعا من الفنون الرقيقة الشجية لكن مع الحفاظ على تقاليد المصريين ودون أى تجاوز يمس سمعة مصر .. وبعيدا عن القيم والأخلاق والمبادئ فهناك اختراق واضح وصريح لقوانين الدولة ودهس للضوابط التى تتعلق بمواجهة فيروس كورونا وهى الضوابط التى وضعها مجلس الوزراء وتحترمها كل قطاعات الدولة باستثناء هذه الفئة المالكة للملاهى الليلية والديسكوهات ممن يطلقون على أنفسهم رجال أعمال .. يسيطرون على سوق السهر فى مصر ولا أحد يعرف من أين جاء هؤلاء ؟ ولا من أين جاءت أموالهم ؟ لكنهم يحققون مكاسب كبيرة جدا تفوق مكاسب تجار السلاح والمخدرات .
للإنصاف المهنى الشديد توجد فئة ضئيلة جدا تعمل فى مجال السهر فى مصر تستحق التقدير لأنهم يعملون وفق ضوابط ويحترمون القانون لكن هؤلاء يعدون على أصابع اليد الواحدة.
إن المستفيد الوحيد من هذه الأماكن أصحابها ونحن جميعا نعلم كيف تدار هذه الأماكن حتى يزيد المكسب ويصب فى جيوب صاحب العمل .. ويدعون كذبا أنهم يساهمون فى القضاء على البطالة والمساهمة فى التنمية وتوفير فرص عمل للشباب ومعظم العمالة الملحقة بهم مؤقتة وعلى أجهزة الدولة التأكد من ذلك إن أرادت أن تحاسب وتعاقب لكن هذا لن يحدث .
قبل جائحة كورونا كانت مواعيد السهر مطلقة غير مقيدة بالنسبة للأماكن داخل الفنادق السياحية ووضعت وزارة السياحة شرطا بألا يكون لهذه الأماكن مدخل خاص على الطريق غير مدخل الفندق الرئيسى وإن وجد فهى تعامل مثل المحال العامة وتم تحديد السادسة صباحا لإغلاق المحال العامة وهو القرار الذى أثار غضب عدد كبير من أصحاب هذه الأماكن معتبرين ما حدث عنصرية وتفرقة تصب فى النهاية فى مصلحة أصحاب الأماكن التى توجد داخل الفنادق .. ويلحق بأصحاب المحال العامة السياحية بخسائر فادحة مثل المراكب السياحية وغيرها .. وهو الأمر الذى يصنف جريمة من جرائم حماية المستهلك تسمى " الاحتكار" وفى عهد الدكتورة رانيا المشاط صدر قرار آخر بتوحيد مواعيد السهر داخل وخارج الفنادق السياحية وتم تحديد السادسة صباحا للإغلاق ترسيخا لمبدأ المساواة لكن لم يطبق على أرض الواقع ومازال سجين الأدراج .
تبدلت الأحوال بعد جائحة كورونا وتم الإغلاق نهائيا لعدة أشهر وتبنيت وقتها فى القناة الأولى المصرية فكرة رجل الأعمال حسام الشاعر بضرورة فتح جزئى للفنادق وشرحت الأمر لزميلى وائل الإبراشي مقدم البرنامج وتم استضافة الشاعر وطالب الدولة بإعادة الفتح لإنقاذ قطاع الفنادق فى مصر ولكن بضوابط وبقدرة استيعابية 25 % وعرض الشاعر خلال اللقاء مع الإبراشي الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الفنادق وبالفعل سمحت الدولة بفتح الفنادق بعد المعاينة اللازمة من لجنتي السياحة والصحة ولم يسمح وقتها للمحال السياحية بالتشغيل تخوفا من عدم تحملها المسؤولية وعدم قدرتها على تطبيق الإجراءات الاحترازية وخاصة أنها دقيقة ومعقدة .
الدولة بعد ذلك كانت أقل تشددا وأكثر مرونة وقررت فتح الملاهى الليلية بضوابط وحددت المواعيد فى الثالثة صباحا للإغلاق مع مراعاة الضوابط والإجراءات الاحترازية لكن ما يحدث الآن جريمة فبعض هذه الأماكن تعمل حتى السابعة صباحا فى تحد صارخ وواضح وصريح لمواعيد مجلس الوزراء .. وهو الأمر الذى يتطلب تدخلا عاجلا وسريعا وحاسما مع المخالفين .
وضعت القوانين لتسود العدالة بين البشر.. وضعت القوانين لتحترم وتطبق وليس لكى تخترق وتنتهك والكلام موجه للدولة لا لسياسة مسك العصا من المنتصف أما أن تطبق وتحترم المواعيد وتنفذ قرارات رئيس الوزراء التى تتعلق بمواعيد الإغلاق أو تسود قوانين أصحاب هذه الأماكن ولماذا لا نجعل السائح من رواد هذه الأماكن يحترم قوانين الدولة كما يقدسها ويحترمها فى بلده على الرغم من أن الواقع يؤكد أن 90% من زبائن هذه الأماكن من المصريين وعلى الأجهزة المعنية التأكد من صحة هذه المعلومة بسهولة وعلى أرض الواقع حتى وإن كانت النسبة الأكبر من جنسيات عربية هذا لا يعنى أن ننتهك القوانين وندهسها تحت أقدامنا بهذه الطريقة المهينة .. كيف يعمل البعض فى هذه الأماكن حتى الساعة السابعة صباحا ويتزامن خروج السكارى والعاريات مع ذهاب أبنائنا إلى المدارس والموظفين إلى أعمالهم.. كيف يختلط الصالح بالطالح فى مشهد عبثي همجي مثل هذا الذى يتكرر يوميا من بعض أصحاب هذه الأماكن؟!
لابد من التعامل بحسم مع المخالفين وتطببق القانون على الجميع ..لابد أن ترى هذه الفئة حجمها الطبيعى الذى لا يكاد يرى على الخريطة السياحية .. لا يمكن أن نعتبر أماكن اللذة والمتعة والشهوة معالم سياحية هذا جنون وانعدام وعى.
إن المجهود الذي يبذله قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية والسياحية لا يمكن أن ينكره إلا جاحد فهناك العشرات من المخالفات تم تحريرها وملاحقات للمخالفين وتم إغلاق بعض الأماكن المخالفة لكن لأن القانون عقيم يعاد فتحها من جديد. نحن نطالب بتغليظ عقوبة المخالفين وردعهم حتى تستقيم الأمور .. لابد من تدخل الجهة المسؤولة عن تطبيق مواعيد الإغلاق لتطبيق القانون على القاصى والدانى وفرض عقوبات على المخالفين .
إن أقل المخالفات جرما فى هذه الأماكن مخالفة مواعيد الإغلاق لكن هناك العديد من المخالفات ترتكبها هذه الأماكن سوف نتحدث عنها خلال المقالات القادمة .