الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

نعيش فى عصر أشبه بالخيال المعرفى يسير بسرعة البرق فى التقدم التكنولوجى والعلمى فى كافة التخصصات العلمية مما يحدث طفرة هائلة فى تقدم الكثير من الشعوب والدول التى تسير بخطى ثابتة فى البحث العلمى والتكنولوجى، لذلك فإن العلم وصناعة الوعى المعرفى وجهان لعملة واحدة لإعداد كوادر علمية وشبابية ناجحة فى مختلف المجالات بكافة أنواعها مما يتطلب على القائمين على العملية التعليمية المشاركة الفعالة فى صناعة الوعى وبناء العقول الصاعدة سواء أكان أساتذة الجامعات فى كلٍ من الجامعات الحكومية والخاصة والمعلمين فى المدارس بمختلف مراحل التعليم وكذلك إمام المسجد والقسيس فى الكنيسة وكل من هو شريك فى إلقاء المعلومة والعملية التعليمية وتربية النشء والأجيال وتوعية الناس بصفة عامة.

ومن جهة يجب على أساتذة الجامعات المشاركة الفعالة والحث المستمر للطلاب والطالبات على تجديد الوعى لديهم بالنسبة للمادة العلمية فى تخصصهم أو للمعلومات العامة والثقافة تجاه الوطن وتخصيص جزء من محاضراتهم فى كل محاضرة لذلك من أجل تخريج جيل كفء قادر على استكمال مسيرة بناء التنمية الشاملة والمستدامة بقيادة القيادة السياسية الحكيمة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ومن جهة أخرى، هناك فئة كبيرة من أساتذة الجامعات يجب تسليط الضوء عليهم واستقصاء الغالبية العظمى منهم المنحرفين فكريًا والذين لهم انتماء لجماعة الإخوان المسلمين ووضعهم تحت المتابعة المستمرة والمقننة من قبل الجهات المختصة لأنهم أشد خطرًا من الإدمان والتطرف نفسه لأنهم يصنعون عقول أبنائنا وشبابنا مما يؤثر عليهم بالسلب وليس الإيجاب، وهذا يتطلب ضرورة تأهيل كوادر التدريس أنفسهم بحيث يصبح الأستاذ الجامعى على ثقة فيما تفعله الدولة وينقل تجربته للطلاب، ولذلك يجب وضع منهج ملزم على أساتذة الجامعات يساهم فى زيادة وعيهم، والذى ينتقل بالضرورة إلى طلابهم، بالإضافة إلى ضرورة عقد ندوات إلزامية الحضور على الطلاب للشخصيات العامة فى الدولة، فى كافة المجالات بشكل أكبر وأشمل من المنفذ حاليًا، بحيث يرى الطلاب أمامهم نجوم الرياضة والسياسة والفن يتحدثون عن تجاربهم وكيفية الإيمان بأحلام الشباب وتدعيم طموحهم. إننى أرى أن دور الجامعات فى مواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى يأتى من خلال الركائز الثلاثة للتعليم الجامعى التعليم والبحث العلمى وخدمة المجتمع وتنمية البيئة، ففى قطاع التعليم يجب غرس القيم الإيجابية فى نفوس الطلاب من احترام الآخرين بكافة انتمائهم وتوجهاتهم وأفكارهم وغرس حب الوطن والانتماء له والدفاع عن ثوابته، أما قطاع البحث العلمى فيجب توجيه الأبحاث العلمية والرسائل للدراسة الدقيقة حول أسباب الإرهاب والتطرف الفكرى ودوافعه وأفضل الوسائل لمواجهته وآليات التنفيذ.

أما قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة فهو له دور محورى فى العمل على انخراط الطلاب مع المجتمع من خلال المعسكرات والقوافل التنموية التى تلبى احتياجات المجتمع وتساهم فى حل مشكلاته، ونظرًا لأن الشباب هم أكثر فئة مستهدفة من التيارات الإرهابية، فلابد من تحصينهم بمجموعة من الوسائل منها تزويدهم بالعلم النافع الذى يعصمهم من المفاهيم المغلوطة، تربيتهم على التجرد من أجل الحق وفضل التراجع عن الخطأ وعدم التمسك بالباطل، تربيتهم على تقدير نعمة الأمن والمحافظة عليه وعدم الإخلال به، تنمية مهارات التفكير السليم وإحاطتهم بالأحداث على المستوى المحلى والدولى وحجم الإنجاز الذى يتم من خلال الدولة من مشروعات كبرى لم تحدث فى التاريخ المعاصر، تربيتهم على مبدأ التحرى والتدقيق وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة والمعلومات المغلوطة، إرشادهم إلى حسن استخدام المواقع الإلكترونية ومتابعة مصادر المعلومات من هذه الشبكات. وعلاوة على ذلك فالجامعات المصرية تلعب دورًا مهمًا وفعالًا فى تنمية الوعى السياسى لطلابها سواء من ناحية دور كلٍ من عضو هيئة التدريس، المقررات الدراسية، الأنشطة الجامعية، الاتحادات الطلابية، المناخ الجامعى. فلابد أن يكون المناخ الجامعى صحيًا سليمًا مشعبًا بالفهم والتقدير المتبادل وقيم العدالة والحرية والمساواة، فإنه بلا شك سيساعد على تنشئة الفرد سياسيًا، فضلًا عن نمو شخصيات متكاملة ومتزنة ومتوافقة نفسيًا، وتبنى عضو هيئة التدريس لفلسفة الحوار وتقبل الاختلاف فى الآراء بين الطلاب، وضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب. خلاصة القول الجامعات تعتبر منارات العلم ومعقل الفكر وموئل المفكرين وذخيرة الوطن من العلماء فى شتى مناحى الحياة، وقاطرة التقدم فى المجتمع للوصول إلى بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير وتنمية المواهب ونشر القيم الحضارية والروحية، متوخية فى ذلك المساهمة فى رقى الفكر وتقدم العلم والاعتلاء بالقيم الإنسانية، وتزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء فى جميع المجالات وإعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث المتقدمة والقيم الرفيعة ليساهم فى بناء وتدعيم المجتمع وصنع مستقبل الوطن وخدمة الإنسانية، وهم أهم ثروات المجتمع وأغلاها، فإن من أهم عملها واختصاصاتها مراعاة المستوى الرفيع للتربية الدينية والخُلقية والوطنية، وهو ما يفرض على أساتذة الجامعات التحلى بالأخلاق الكريمة والسلوك القويم بما يتفق مع التقاليد الجامعية العريقة لكونهم قدوة لطلابهم يعلمونهم القيم والأخلاق وينهلون من علمهم ما ينفعهم. هل لدى مؤسساتنا الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية إدراك بما يحدث من احتواء للأطفال والشباب من قبل تيارات الإسلام السياسى والتنظيمات التكفيرية التى تبذل جهودًا مضنية لترويض جيل قادم يحمل أيديولوجية متطرفة وتغذى عقولهم بروح العداء والكراهية تجاه مجتمعاتهم؟

وإذا كانت تقارير المنظمات الدولية تشير إلى وجود الآلاف من الضحايا الأطفال الذين يتم استخدامهم فى النزاعات المسلحة فى مناطق التوتر حول العالم، من أبرزها معسكرات التدريب والقتال الخاصة بالأطفال الذين يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية فى سوريا والعراق، وكان من أبرزها مقطع فيديو لفتاة سورية ووالديها وهما يجهزانها وشقيقتها لارتكاب هجوم انتحارى ضد رجال أمن فى دمشق، فلماذا تكاسلت المؤسسات المعنية عن تقديم خطاب دينى جديد يلقى قبولًا بين الشباب، وغابت عنها تلك الصور التى تناقلتها وسائل الإعلام لأطفال ينتمون إلى تنظيم "داعش" وهم يصوبون بنادقهم إلى رءوس الرهائن فى عدد من الدول الإسلامية؟!

تم نسخ الرابط