إيهاب العجمى يكتب : رسالة إلى أعظم وزير فى مصر
- السياحة الخليجية تريد قرارات أكثر مرونة وأقل تشددا
استطاع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار فى وقت ضئيل حساس للغاية أن يختلس أنظار كل دول الكرة الأرضية نحو مصر فى سابقة هى الأولى من نوعها عندما استدعى كنوز وآثار مصر من مرقدها وسباتها العميق الذى ظلت فيه طوال السنوات الماضية وبمنتهى البراعة والمهارة أعاد الذاكرة إلى أذهان العالم بأثره قيمة وأهمية ومكانة ما تملك مصر من آثار تعد الأكثر والأكبر والأعلى والأهم فى العالم نحن نملك ثلثى آثار العالم.
وأثمرت مجهودات الوزير وحققت لمصر مكاسب وأهدافا غير مسبوقة .
فضلا عن كونه الحارس الحامى على آثارنا التى كانت منهوبة ومسروقة مهربة فى عهود سابقة وأعادها بأعجوبة إلى مرقدها ومسقط رأسها مصر.
وبدت مجهودات الوزير واضحة ماثلة أمامنا فى عشرات المتاحف والمعابد المطورة المحدثة تتألق وتتجمل وتتزين مثل لؤلؤة لامعة وجوهرة أنيقة تجذب وتخطف أنظار العالم وتشرح القلوب وهكذا رأينا جانبا من مصر الجديدة التى وعد بها الرئيس عبدالفتاح السيسى .
مجال السياحة يسير بالتوازى مع ما يحدث من إنجازات فى قطاع الآثار لكن عندما نجد خطرا ما فى قطاع هام وحيوى هو السياحة الخليجية وغايتها وطريقها إلى مصر وأهم وأول وآخر مقاصدها هو الملاهى الليلية والديسكوهات وهما جزء من السياحة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نتهاون أو نستهين أو نسخر أو نقلل من أهميتهما لأسباب عدة من بينها عدد السياحة الخليجية الوافدة المترددة على هذا النوع من الترفيه الذى انطلق مؤخرا فى السعودية منافسا جديدا لنا فى هذا المجال يهددنا بسحب البساط من مصر ناهيك عن منافسة شرسة فى دبي وتركيا وأيضا العمالة المصرية التى تحصى وتعد بخانة الآلاف .
هذا النوع من السياحة أصيب مؤخرا بعدة ضربات موجعة أدت إلى انتكاسات وانكسارات وانهيارات بسبب الكوارث الطبيعية مثل كورونا وكوارث بشرية بدأت بثورة يناير وعام أسود من حكم الإخوان وأخيرا قرارات تتعلق بمواعيد الإغلاق وحددت فى الثالثة صباحا ومن هنا تأتى الكارثة وبداية النهاية لهذا القطاع.
أى قرار قبل أن يصدر لابد أن يدرس أولا تماشيا مع طبيعة من يطبق عليهم هذا القرار ومصلحتهم التى هى فى النهاية مصلحة عامة للدولة من الناحية الاقتصادية وطبيعة السائح الخليجى منذ عقود بعيدة تهوى السهر وظلت مصر لا تنام فى عيون كل ضيوفها من مختلف الجنسيات وهذا ما فضلها وميزها عند هؤلاء الضيوف وبداية العمل فى هذه الأماكن يبدأ عادة من الثانية عشرة صباحا حتى السادسة لكن القرارات الحالية تفرض قيودا على السائح الذى غير مساره إلى الدول الأخرى المنافسة التى هى بلا قيود فى مواعيد السهر و تمنحه حرية أكثر ورفاهية أوفر ولا تقمع رغباته المشروعة ولا تقلب عليه مزاجه ولا تعكر صفوه.. نحن نريد قرارات حكومية أكثر مرونة وأقل تشددا فيما يتعلق بمواعيد السهر فلماذا لا يصدر وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى تعديلا على هذه المواعيد وتمتد ساعتين أو ثلاثا ؟
وما هى الأضرار والخسائر فى مد مواعيد السهر وتعديلها تماشيا مع طبيعة ورغبة السائح الخليجى مادامت هى رغبات مشروعة؟! نحن نريد المزيد من عوامل جذب السياحة إلى مصر كما هو الوضع فى السياحة الشاطئية التى نهضت فى عهد الرئيس السيسى رغم كل الأزمات والصدمات الأمر فقط يحتاج تعديل مواعيد بالتوافق والتنسيق مع القائمين على صنع القرار وما بين العاملين فى هذا القطاع من أجل الحفاظ على العمالة وتوفير المزيد من العملة الأجنبية التى تأتى من هذا القطاع وتنميته والنهوض به ومساندته بعد أن تدهورت وتراجعت أحوال هذه الأماكن وأصبحت على حافة الانهيار ومهددة بالإغلاق والإفلاس .
ولم لا ؟ ونحن لدينا وزير مثل دكتور خالد العنانى لديه براعة وموهبة واقتدار وابتكار وفكر جديد متحمس وطموح ولديه رؤية ونظرة مستقبلية مشرقة للسياحة والآثار.. ولدى قناعة شخصية أن التغيير فكرة رغبة مغامرة ومجازفة لكن العنانى قادر ولديه إحساس بالمسؤولية .