لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، قول يحمل رسالة مهمة بأن الإنسان لا يكرر الخطأ ولا يقع فيه مرتين ويستفيد من تجاربه وفشله وأوجاعه ومشاكله لذلك هناك قضية أراها مهمة للغاية لكننا فى بعض الأحيان نقف أمامها مكتوفى الأيدى، فإذا كانت تجربة جماعة الإخوان الإرهابية فى العقود الماضية أدت إلى كوارث ودفعت البلاد بسببها ثمنًا فادحًا عندما تركنا لها الحبل على الغارب وانطلقت الجماعة فى ربوع مصر تتاجر بالدين وتخدع وتغرر بالناس خاصة البسطاء والشباب وتجند فى المجتمع، وتخترق المؤسسات والنقابات حتى وصلنا إلى وعى مزيف لدى الناس عن الدين وعن الجماعة، فاعتقد الناس أنها جماعة دينية دعوية ترسخ الوسطية والعمل الإنسانى واستيقظنا على الحقيقة المرة أنها جماعة خائنة عميلة وموالية للخارج وضد الوطن وأهداف شعبه، جماعة أدمنت الإرهاب والعنف والقتل والعمل السرى.
ما أريد أن أقوله إنه لأسباب كثيرة وحجج أراها واهية، وحسابات وأنانية أنظمة تركنا جماعة الإخوان تزيف وعى الناس وتتاجر بهم بالدين، وأدركنا خطورة ذلك على الوطن والمجتمع وأكتوينا بنار الإرهاب الإخوانى فهل نكرر المأساة من جديد؟ السؤال المهم: هل نفتح الباب أمام الجهلاء ومحدودى العلم والمعرفة، ومن ليسوا من أهل الذكر والتخصص أن يتحدثوا فى أمور الدين، ليس هذا فحسب ولكن فى الإساءة للدين والرموز الدينية والثوابت الدينية والإساءة للخلفاء الراشدين وصحابة النبى صلى الله عليه وسلم ويصادر على القرآن ونصوصه، ويخالفها ليس من باب الاجتهاد لكن تستشعر أن هناك غلًا وحقدًا وأهدافًا خبيثة وراء ما يقوله أحد الإعلاميين الذى أقول وأكرر إنه مع بعض أمثاله من المدعين يشكل بؤرة وقنبلة موقوتة وعليه أن يتوقف على الفور، فلا أدرى لماذا كل هذا التنظير فى كل شيء فى الدين والاقتصاد والسياسة حتى فى ملابس أهالينا فى الصعيد فى الماضى والحاضر والزعم والافتراء بأنهم كانوا يرتدون هذا وذاك؟! لا أدرى ماذا يريد صاحبنا هذا المدعى هل ينفذ أجندة؟ هل يقف وراءه أحد لا يدرك أن هذه الأمور تثير الفتنة والغضب والانقسام بين الناس؟! ألا يعى أن ما يقوله هو مثل سكب البنزين على النار؟ ألم نستفد من التجربة المريرة التى عاشتها مصر بسبب جماعة الإخوان الإرهابية؟! يا عالم، المصريون شعب متدين بطبيعته يحب الدين وهو نقطة ضعفه، ومصدر اللعب ومحاولات العبث فى عقله إذا تعرض لتغرير أو خداع أو متاجرة أو إدراك أن هناك من يتجرأ على الدين وثوابته ونصوصه ورموزه والأنبياء والصحابة ممن ليس لديهم علم وليسوا من أهل الذكر وعلماء الدين المتفق عليهم. إن أحاديث هذا الإعلامى المعروف أهله وفصله وبرامجه وادعاءاته وأمراضه ونرجسيته هو مصدر خطر على المجتمع، وهناك الكثير من الناس يتحدثون عن أحاديثه وكلامه المرفوض تمامًا، لذلك يجب أن نتمسك بألا يتحدث كائن من كان فى أمور الدين سوى العلماء والأئمة من أهل الذكر والعلم المتفق عليهم والموثوق فى دينهم وعلمهم والمتبحرين فى علومه وأحكامه وتفسيره. المضمون والمحتوى الذى يقدمه هذا الإعلامى وبعض من على شاكلته أخطر ما يكون حافل بالتبجح والافتراء والإساءة والفتنة والاستفزاز والابتزاز، لذلك ومع تقديس المصريين وعشقهم وارتباطهم بالدين فهذا خطر كبير. لذلك على المسئولين والقائمين على الإعلام التحرك بسرعة لاتخاذ قرارات مهمة لتحصين المجتمع والحفاظ على تماسكه واستقراره وتحول دون حديث الجهلاء والمدعين فى أمور الدين وإسناد هذه المهمة لأهل الذكر والعلم وليس الإلحاد والكراهية والأجندات والأمراض التى تملكت فى أجسادهم.
إن محاولات الإساءة للدين ورموزه أو الإساءة لفئات من المجتمع هو لعب بالنار، وعلى هؤلاء المفتونين بأنفسهم، والمدعين أن يتوقفوا فورًا.. وأن يقدموا فى الإعلام ما ينفع الناس وما يعضد التماسك والتلاحم والتسامح وليس ما يؤجج الفتن والانقسام والاحتقان وإثارة الجدل حول موضوعات لا عائد ولا طائل منها سوى المهاترات، فالأمر محسوم هو اختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وأن الله عز وجل هو من يحاسب ولا سلطان لبشر فى حساب الناس لكن على الملحدين والكارهين للدين والمتكسبين من دعم الخارج ألا يجاهروا بإلحادهم وكراهيتهم وموالاتهم لأصحاب الأجندات التى تسوق الإلحاد والمثلية ومعاداة الدين.. فقد ارتحنا وتخلصنا من سرطان الإخوان لنفاجأ بفيروس الملحدين والمنظرين والمدعين. *** هناك الكثير لدى مصر لتحققه وتنجزه، فهى دولة تسير فى الطريق الصحيح، قرأت التاريخ جيدًا، واستشرفت المستقبل واستفادت من الدروس والخبرات والتجارب، واطلعت على متطلبات العصر وأدركت أنها تأخرت كثيرًا.. وامتلكت الحكمة والحنكة وابتعدت عن كل ما يشغلها عن طريق البناء والتنمية والتقدم دون أن تفرط فى أمنها وثرواتها ومقدراتها وحقوقها، فقد امتلكت القوة والقدرة للحفاظ عليها. إنها دولة حديثة جمهورية جديدة تبنى وتؤسس وفق معايير وحسابات ومقومات وركائز وسياسات أكثر عبقرية وحكمة من أى وقت مضى فى تاريخ مصر لذلك لن تفلح معها كل محاولات العرقلة أو التعطيل أو الإفشال لأننا أمام قيادة امتلكت الرؤية والإرادة واستفادت من تجارب الماضى، واستطلعت المستقبل، فحفظت لمشروع "مصر- السيسى" فى البناء والتقدم مقومات نجاحه ووصوله إلى أهدافه. إن زيارات الرئيس السيسى المتكررة والمشاركة فى كافة المحافل الدولية والإقليمية ما هى إلا ضربة موجعة فى عنق الجماعة الإرهابية والتى فضح أمرها يومًا بعد الآخر.. فإنهم كاذبون حتى النخاع.
وتحيا مصر بشعبها وجيشها وشرطتها رغم أنف الخونة الكاذبين.