البابا فرانسيس الثاني يستقبل شمس الدين حفيز عميد مسجد باريس الكبير (صور)
البابا فرانسيس: وثيقة الأخوة الإنسانية عمل تأسيسي لما نصبوا إليه من عالم تجمعه القيم الإنسانية
شمس الدين حفيز: الإسلام يرفض التعصب ويعلي من المشتركات الإنسانية
أعلن الشيخ مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية أن الحبر الأعظم البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان استقبل في مكتبه بالفاتيكان يوم الإثنين الموافق 28 فبراير الماضي، عميد مسجد باريس الكبير المحامي الفرنسي من أصول جزائرية، شمس الدين حفيز والوفد المرافق له، الذي ضم سعادة المدير العام لمسجد باريس الكبير محمد الونوغي، والدكتور خالد العربي خطيب المسجد، وخلال اللقاء سلم عميد الجامع الكبير بباريس رسالة مكتوبة إلى البابا فرانسيس ذكر فيها: اليوم نحن بأمس الحاجة إلى التقارب بين أتباع الأديان، ولا سيما في مجال التربية والتعليم والتضامن ضد تصاعد الانقسامات والتعصب والتطرف في فرنسا وأوروبا.
وأضاف "زيان" أن البابا فرنسيس أوضح وجهة نظره أنه بإمكان الكاثوليك والمسلمون في العالم تشكيل مجتمع بشري تجمعه الأخوة والإنسانية، وفي هذا الصدد يعتبر توقيع إعلان أبو ظبي مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حدث عظيم، وعمل تأسيسي لما نصبو إليه من عالم تجمعه القيم الإنسانية المشتركة، وتأثر البابا فرانسيس وأظهر حزنه بشكل خاص بسبب التدهور الأخير وتعرض النحت الذي أقيم في أمبواز تخليدا لذكرى الأمير عبد القادر، الذي حمى حياة المسيحيين في دمشق عام 1860، وما زال إلى يومنا هذا رمزا عظيما لمسيحيي دمشق ورمزا كبيرا للأخوة الدينية والإنسانية.
وكشف "زيان " أن البابا فرانسيس أعرب عن رغبته في أن يتمكن الكاثوليك والمسلمون من تحمل نفس صوت الأمل في مواجهة أزمات العالم المعاصر، وكذلك عن مخاوفه العميقة بشأن مصير المهاجرين الوافدين في القارة الأوروبية وحول الوضع الحالي في أوكرانيا.
وبمبادرة من البابا فرانسيس، سوف يدعو جامع باريس الكبير مسلمي فرنسا، بمناسبة صلاة الجمعة 4 مارس 2022، للدعاء بأن يوقف الله عز وجل الحرب في أوكرانيا ولكي يعود الناس إلى رشدهم وإلى التعقل، وفي نهاية المحادثات، استجاب البابا فرانسيس للدعوة الموجهة إليه لزيارة المسجد الكبير في باريس عندما تتحدد زيارته لفرنسا.
وخلال اللقاء سلم عميد مسجد باريس الكبير خطاب تضمن دعوة باسمه والوفد المرافق وباسم جميع المسلمين في فرنسا، يشرفنا أن نستقبل قداسة البابا في المسجد الكبير بباريس، كما تضمن الخطاب جهود البابا فرنسيس للتقارب بين المسيحيين والمسلمين وبين جميع الأديان، وركز حفيز على أهمية الجهود المشتركة في المجالين التربوي والخيري وفي مواجهة التطرف والعنصرية، ويجب أن يكون المسلمون قادرين أيضًا على الاعتماد على الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا لنبذ العنصرية تجاههم.
وقال شمس الدين حفيز لبابا الفاتيكان بأن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرانسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب هى أقصر طريق نحو التعايش والأخوة البشرية، وأنه عندما وصل على رأس جامع باريس الكبير في 11 يناير 2020، حاولت اتباع هذا المسار لأننا نعيش الحاضر ونرى أن الأحداث تغذي خطر التطرف ومواجهة الهوية العربية والإسلامية، في فرنسا وأوروبا، ولكن أيضًا مع اليقين في مستقبل الحوار مع الآخر، واحترامه واكتشاف القيم والمعتقدات المشتركة.
وأضاف حفيز: لا يمكن للحوار بين الأديان الاستغناء عن التفكير الواضح والصادق في القوى التي تميل إلى الانقسام بيننا، مؤكدا أن الإسلام يحث على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالعقل، ويرفض الفكر المتعصب ويرى أن التنوع الفكري ثروة.