الثلاثاء 02 يوليو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد يحيى: واشنطن اعتمدت على استراتيجية الدبلوماسية القسرية

الشورى

قال محمد يحيى الكاتب المتخصص فى الشؤون الدولية إن واشنطن سعت إلى احتواء التصعيد الروسي من خلال تعهد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بعدم إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا لتقليل فرصة اندلاع حرب مع روسيا، كما اعتمدت واشنطن على استراتيجية الدبلوماسية القسرية التي تجمع بين التهديد تارة وتفعيل السبل الدبلوماسية التي تدعو إلى تسوية الخلافات بالطرق السلمية تارة أخرى.

 

وأكد أن نهج واشنطن وحلفائها في التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية فشل في تحقيق الهدف المنشود، وهو منع حدوث هجوم روسي على أوكرانيا، الأمر الذي جعل الغرب أمام هدفين متعارضين حاليًّا، فمن ناحية، تسعى القوى الغربية إلى تقديم الدعم لأوكرانيا دون استخدام القوة العسكرية، ومن ناحية أخرى، تسعى إلى منع اندلاع حرب واسعة النطاق بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

 

وأشار "يحيى" إلى أن رفض الغرب إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، يُعد مثالًا واضحًا على أن الغرب يواجه معضلة حقيقية بشأن كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية، فعلى الرغم من أن هذا الحظر سيساعد القوات الأوكرانية في معركتها ضد القوات الروسية، فإنه في الوقت ذاته سيزيد من احتمالات قيام القوات الروسية بمهاجمة طائرات حلف الناتو، وهو ما سيؤدي إلى حرب مباشرة بين روسيا والحلف. 

 

على صعيد آخر، أشار "يحيى" إلى أن الغرب لم يُحرز حتى الآن تقدمًا ملحوظًا في خفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، فعلى الرغم من اتفاق الجانبين على إنشاء ممرات إنسانية للاجئين، ومناطق آمنة حول المحطات النووية، فإن المسار التفاوضي بينهما يسير بوتيرة متقطعة، مما يُنذر بصعوبة التوصل إلى حل دبلوماسي في القريب العاجل.

 

وقال "يحيى" إن تكثيف العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا قد يدفع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى مزيد من التصعيد في الداخل الأوكراني خلال الفترة المقبلة، وذلك على الرغم من محاولة أعضاء حلف الناتو تجنب التصعيد مع روسيا، تلافيًا لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

 

وفي ضوء ذلك، اقترح الكاتب المتخصص فى الشؤون الدولية مسارين حال إقدام "بوتين" على اتخاذ خطوات تصعيدية، يتمثَّل المسار الأول في تمسك حلف الناتو بموقفه، مع تقديم بعض الإغراءات لروسيا للتوقف عن التصعيد، فيما يتمثَّل المسار الثاني في استخدام القنوات الخلفية لاستكشاف فرص خفض التصعيد عن طريق دول لها مصالح مشتركة أو عن طريق أفراد لهم علاقات وثيقة مع "بوتين".

 

وختامًا، أكّد "يحيى" أن كل الخيارات المطروحة أمام الغرب لحل الأزمة الأوكرانية هي خيارات صعبة، وذلك لأن مضاعفة العقوبات على روسيا قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد غير المحسوب، موضحًا أنه يتعين على الغرب الموازنة بين مخاطر مضاعفة قوة الردع، ومخاطر التصعيد الروسي؛ تفاديًا للدخول في حرب طويلة المدى تكون تداعياتها غير محمودة العواقب.

تم نسخ الرابط