الأحد 24 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

مصطفى محمود يكتب: تداعيات الأزمة الأوكرانية على أمن القارة الأوروبية

الشورى

على الرغم من مخاطر تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على أوروبا فإنها أعادت طريقة تفكير الاتحاد الأوروبي ليس فقط تجاه روسيا، ولكن تجاه كيفية تعزيز الأمن الأوروبي، وأكد دعم الاتحاد الأوروبي المكثف لأوكرانيا، والذي تضمّن تقديم الأسلحة، وفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، جدية موقف الاتحاد إزاء التعامل مع التهديدات الأمنية الحالية والمستقبلية.

 

 

تحقيق مفهوم الأمن الأوروبي كان محل جدل بالنسبة للدول الأعضاء في الاتحاد، خاصة دول شرق أوروبا، التي كانت ترى ضرورة تكثيف الوجود الأمريكي في أوروبا، لا سيما في ظل عدم تفعيل التدابير الأوروبية اللازمة لمعالجة مخاوفها الأمنية والسياسية، والتي كانت دائمًا تتعلق بالتدخل الروسي.

 

كان -ولا يزال- هناك اختلاف في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع التهديدات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي، وقد تجلّى ذلك بطريقة واضحة بعد ضم روسيا لشبة جزيرة القرم في عام 2014.

 

وفي ضوء ذلك الزخم، توصّل الاتحاد الأوروبي إلى صياغة مبادرات دفاعية لتقريب الفجوة في وجهات النظر بين أعضائه، وعلى هذا النحو، تم إنشاء آلية التعاون المنظم الدائم (PESCO)، التي تهدف إلى رفع مستوى التعاون في مجال الدفاع بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هذا بالإضافة إلى المراجعة السنوية التي يقوم بها الاتحاد لمنظومة الدفاع الخاصة ببعض المشروعات ذات الصلة بتعزيز آليات الدفاع في أوروبا الشرقية.

 

مساهمة الاتحاد الأوروبي من الناحية العسكرية كانت هامشية وغير مؤثرة إلى حد كبير، وحاول الاتحاد الأوروبي حتى الأسبوع الماضي الابتعاد عن الصراع الروسي الأوكراني، وتجنب الدفاع عن أوكرانيا؛ وقد رأت العديد من الدول الأوروبية أن تدخل الاتحاد في الأزمة الأوكرانية من شأنه أن يستفز روسيا بلا داعٍ، مما قد يتسبب في تفاقم التوترات في المنطقة.

 

هذا النهج بات معيبًا، وتسبب في جعل دولة مثل أوكرانيا مسرحًا مكشوفًا لروسيا، إذ لا يمكن احتواء الممارسات الروسية من خلال الطرق الدبلوماسية فقط.

 

يجب على الاتحاد الأوروبي في المستقبل العمل على تطوير القدرات الدفاعية الأوروبية اللازمة لردع روسيا، بالإضافة إلى أنه يجب تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، هذا فضلًا عن استمرار تقديم الدعم العسكري لدول مثل أوكرانيا ومولدوفا، وأيضًا الشركاء الآخرين في شرق أوروبا الملتزمين بالمسار الأوروبي. 

 

وبعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أصبحت أوروبا أكثر استعدادًا للمضي قدمًا نحو تعزيز السياسات الدفاعية والأمنية، بدلًا من الاعتماد على حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة لحماية الأمن الأوروبي، ومن الواضح حاليًا أن طريق الاتحاد الأوروبي لكسب ثقة دول أوروبا الشرقية لا بد وأن يبدأ من معالجة الأزمة الأوكرانية بكل حسم.

تم نسخ الرابط