محمد يحيى: القيادة الأوروبية تقلصت بشكل كبير من ذروة الحرب الباردة
تناول محمد يحيى الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الدولية عدة مقترحات عسكرية، من شأنها تطويق الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، إلى جانب العقوبات الاقتصادية ومقاومة أوكرانيا، وتنطوي المقترحات على قوة قتالية أمريكية مُعززة بشكل كبير على حدوده، إلى جانب قوات أوروبا الغربية الأقوى.
وكشف "يحيى" بأنّ القيادة الأوروبية تقلصت بشكل كبير من ذروة الحرب الباردة، التي تجاوزت 400 ألف جندي، مُوضحًا سحب القوات من أوروبا لدعم العمليات القتالية في أفغانستان والعراق، رغم تحذيرات شركاء الناتو مثل دول البلطيق -إستونيا ولاتفيا وليتوانيا-، من التهديد الروسي.
وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب الصحفي أنّ الوقت حان لنقل المزيد من القوة القتالية إلى الحدود الشرقية لحلف "الناتو"، مُشيرًا إلى أنّ القيادة الأوروبية تمتلك قرابة 100 ألف من العسكريين الأمريكيين، مؤكدًا أنّ من شأن ذلك تثبيط أي نزعة روسية أخرى عسكريًّا، وإرسال إشارة مفادها أنّ الهجوم على أوكرانيا، لن يؤدي إلا إلى تنشيط التحالف لمزيد من العمليات.
وبحسب "يحيى" فإنّ أفضل مكان لنقل القوة القتالية الأمريكية الإضافية هو بولندا، وجدير بالذكر أنّ بولندا طالبت بقوات أمريكية متمركزة بشكل دائم، وهي على استعداد لتوفير التمويل للقواعد والبنية التحتية، كما أنّ موقع بولندا وحجمها وقدراتها العسكرية، وتاريخها مع روسيا، يجعلها الخيار الأفضل للوجود الدائم للقوات.
وأضاف الكاتب الصحفي أنّ مواقع القوات البرية ستكون دول البلطيق؛ حيث يشمل ذلك أسرابًا من الطائرات المقاتلة إلى جانب فرق لواء قتالية للجيش ومن جهتها، أبدت دول البلطيق حماسها؛ لاستضافة مثل هذه الوحدات.
وأشار “يحيى” إلى أن إستونيا ولاتفيا تقعان على حدود روسيا مباشرةً، بينما تقع ليتوانيا بجوار الجيب الروسي في "كالينينغراد" -حيث يضع الروس صواريخ كروز وصواريخ باليستية ذات رؤوس نووية-.
واستكمل "يحيى" أنّ القوة القتالية الإضافية في رومانيا تمثل خيارًا جيدًا؛ حيث إنّ رومانيا من المؤيدين لحلف "الناتو"، وتستضيف موقعًا للدفاع الصاروخي، وتمتلك ميناءً على البحر الأسود، علاوة على خبرتها في جمع المعلومات الاستخباراتية، كما أنّ سلاح مشاة البحرية قام بتناوب القوات عبر رومانيا لسنوات، وعليه، رجح "يحيى" التفكير في تأسيس سرب مقاتل أو عدة مدمرات بنظام Aegis المضاد للصواريخ.
وفيما يتعلق بالقواعد غير الدائمة، أكد “يحيى” أنّ الاحتمال الأكبر هو فنلندا أو السويد؛ فكلتاهما لديها مناقشات جادة حول الانضمام إلى الحلف، وفي غضون ذلك، سيكون تدريب القوات الأمريكية المؤقتة أمرًا منطقيًّا.