محمود الشويخ يكتب: « رمضان الرئيس » كيف يقضى السيسى "أيام الصيام"؟
- لماذا يحرص على الاجتماع برجال الحكومة ومتابعة جميع الملفات يوميا؟.. ومتى يبدأ يومه؟
- سر التوجيهات العاجلة لرئيس الوزراء.. وتفاصيل أكبر اجتماع مع قيادات القوى الأمنية .
- حكايات خاصة جدا عن المبتهلين وقراء القرآن الكريم الذين يحب الاستماع لهم.
كنت أتحدث إلى واحد من المسئولين الكبار فى إحدى الجهات للتهنئة بشهر رمضان المبارك.. وقبل أن أنهى المكالمة قلت له: "الآن لديك فرصة لتستريح قليلا".. ففى رمضان، كما عادتنا نحن المصريين، تقل الأعمال فى أيام الصيام.
غير أنه ضحك طويلا - ضحكة فهمت معناها - ثم قال لى: "هو اللى يشتغل مع الرئيس السيسى يعرف معنى الراحة".
قلت له: "معك حق".. ثم انتهى اتصالنا وبدأت من بعدها أفكر فى سيرة هذا الرجل الذى أنقذنا من الضياع والانهيار على حساب راحة نفسه.
كان يمكن لعبدالفتاح السيسى أن يبقى فى موقعه.. "ملك زمانه"، كما نقول، لكنه اختار أن ينحاز إلى شعبه ولو كان الثمن حياته وحياة أبنائه وربما أحفاده.. حمل روحه على كفه لوجه هذا الوطن وهذا الشعب.
وبعد أن تولى المسئولية ازدادت المهام الثقال عليه.. ولمَ لا؟.. وقد تسلم شبه دولة لا تعرف شيئا عن الدول القوية المحترمة إلا فى الاسم.
وكان يمكن له أيضا أن يترك كل شيء على حاله ويتبع سياسة المسكنات وإلهاء الناس.. وكان يمكنه أن يحتفظ بشعبيته الجارفة بين الناس.. لكنه قرر أن يعامل الله قبل الناس.
اختار أن يواجه الأزمات المستعصية والمشكلات الدائمة.. كمقاتل لا يعرف الهروب.
لكن هذا كله كان يتطلب عملا طويلا وأوقات شاقة.. ولم يبخل هو لا بوقته ولا بطاقته.. ويشهد كل المصريين أن هذا الرجل لا يعرف شيئا عن الراحة ولم تدخل كلمة "إجازة" قاموسه حتى الآن.
وقد يكون هذا طبيعيا فى أيام عادية.. لكنه حتى فى أيام الجمعة.. يؤدى فرض ربه.. ثم يذهب لمتابعة أحوال الناس وتطورات المشروعات القومية الكبرى.
وأقول أيضا قد يكون هذا عاديا فى أيام الجمعة.. لكن ما ليس عاديا أبدا ما يقوم به وهو صائم.
فمن يستطيع أن يفعل مثله ويستمر فى العمل أكثر من ١٢ ساعة يوميا تبدأ من بعد صلاة الفجر التى لا يفوتها أبدا؟
من يستطيع أن يكون كل يومه قبل الإفطار وبعده فى اجتماعات متواصلة واتصالات مهمة؟
من يفعل ذلك إلا قائد عظيم يحب بلده بحق ويبذل فى سبيل ذلك كل ما يستطيع حتى من صحته؟
فها هو يقضى نهار رمضان فى اجتماعات مع مسئولى الدولة على جميع المستويات لمتابعة تطورات المشروعات القومية التى تمتد من أقصى البلاد إلى أقصاها.. وفى كل المجالات بالتوازى لتعويض ما فات من عقود كانت الدولة فيها غائبة.
هذا إلى جانب متابعة العمل داخل الدولة لتوفير احتياجات المواطنين خلال الشهر الكريم ومنع حدوث أى أزمات فى السلع الغذائية مع توفيرها بأسعار مخفضة خاصة مع الأزمة العالمية بعد الحرب الروسية- الأوكرانية التى أثرت على الأسواق وسلاسل الإمداد.
ربما لا يأخذ من هذا العمل الشاق إلا أوقات قليلة يقضيها فى الإفطار مع أسرته الكريمة ومقابلة أحفاده الذين لا يستطيع لقاءهم فى الأيام العادية لانشغاله الدائم.
ولرمضان "حصة إيمانية" فى حياة الرئيس السيسى ارتبطت بنشأته فى الجمالية وظلال سيدنا الحسين.. حيث الإسلام المصرى الصافى، فهو يرتبط بالقرآن الكريم بأصوات الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ الطبلاوى، ويأخذه الشيخان سيد النقشبندى ونصر الدين طوبار إلى عالم آخر بصوتيهما فى الابتهالات.
وقد كان أثناء الجمالية وما بعدها حريصا على الاستماع للشيخ إسماعيل صادق العدوى، والشيخ محمد متولى الشعراوى رحمهما الله.
خلاف هذه الأوقات القليلة التى يسرقها - إذا جاز الوصف - الرئيس من يومه للصلاة وقراءة ما تيسر من كتاب الله فإن اليوم كله فى العمل.
هل أقول كلاما من فراغ؟
لتكون إجابتى بالدليل والبرهان؛ ففى الثلاثة أيام الأولى من رمضان لم يتوقف الرجل عن العمل؛ فها هو يجتمع مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، واللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، واللواء أ.ح بكر البيومى مدير إدارة الإشارة للقوات المسلحة، واللواء عمرو فاروق رئيس لجنة المحمول العسكرى، لمتابعة الموقف التنفيذى لإنشاء الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة.
فى هذا الاجتماع اطلع على تطورات إنشاء الشبكة الوطنية فى بعض المحافظات، تمهيدا لتعميم المنظومة على مستوى الجمهورية، من خلال ربط جميع عناصر الطوارئ والمرافق الحيوية، كهيئات الإسعاف والرعاية الصحية وقطاعات البترول والكهرباء وأجهزة النجدة والمرور والحماية المدنية، عن طريق مركز رئيسى وغرفة عمليات تخصصية فى كل محافظة لتلقى بلاغات الطوارئ بأنواعها المختلفة من المواطنين.
وأيضا تم فى ذات السياق استعراض الجهود التنسيقية ما بين الجهات المعنية لتحقيق الاستغلال الأمثل من تنفيذ هذه المنظومة المتكاملة للوصول إلى الاستفادة المرجوة منها فى التمكن اللحظى والتعامل الفورى مع الأزمات والأحداث الطارئة والسيطرة عليها وإنهائها، مع تحقيق التأمين الكامل للشبكة طبقاً لأحدث المعايير العالمية.. وهنا وجه الرئيس بالتنسيق والتناغم ما بين جميع الجهات المعنية بالدولة من أجل ضمان التشغيل الأمثل لتلك المنظومة المتكاملة وتحقيق أهدافها الرئيسية لسرعة تعامل واستجابة أجهزة الدولة لمجابهة كافة أنواع الطوارئ والأزمات خلال مدد زمنية قصيرة باستخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة فى إطار الشبكة الموحدة والمؤمنة بالكامل.
ثم اجتمع مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية.. وكان محور الحديث متابعة الموقف التنفيذى لأهم المشروعات القومية فى قطاعى الصحة، والتعليم العالى والبحث العلمى، حيث وجه الرئيس بالتطوير الشامل لمعهد ناصر، ليصبح مركزاً بحثياً ومدينةً طبيةً متكاملةً، فضلاً عن زيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد، ورفع كفاءة بنيته التحتية، وتحقيق الاستدامة فى الخدمات الطبية التى يقدمها.
ووجه السيد الرئيس أيضاً بإنشاء الأكاديمية المصرية لعلوم الرياضيات، وذلك على غرار أعرق أكاديميات الرياضيات على مستوى العالم، وذلك بهدف احتضان النوابغ فى هذا المجال الدقيق وتوفير الدعم العلمى لهم، بما يساهم فى الربط الأكاديمى بين علوم الرياضيات والتكنولوجيات البازغة، وتطوير صناعة البرمجيات والأمن السيبرانى فى مصر.
قبلها كان يتابع موقف توفر السلع الغذائية الأساسية فى الأسواق على مستوى الجمهورية، فى اجتماع حضره، بجانب رئيس الوزراء، الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، حيث تم عرض موقف المخزون الإستراتيجى لجميع السلع الغذائية الأساسية للدولة، خاصة القمح، والأرز، والسكر، والزيت، واللحوم والدواجن والأسماك، مع التأكيد على عدم وجود أية مشكلة فى توفير تلك السلع للمواطنين فى إطار التخطيط المسبق للدولة بالحفاظ على استمرارية المخزون الإستراتيجى منها لمدة لا تقل عن متوسط ٦ شهور.
ولأنه لا يريد أن يترك أى شيء للصدفة؛ فقد وجه الرئيس بالمحافظة على استمرارية المخزون الإستراتيجى للدولة من السلع الغذائية الرئيسية ومتابعة أسعارها السوقية، وذلك لتلبية احتياجات المواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، وإتاحتها بالمنافذ الحكومية والتموينية على مستوى الجمهورية.
ولم يقتصر الاجتماع عند ذلك؛ فقد تم عرض جهود الدولة للتوسع فى إنتاج الأسمدة، فى ضوء كونها من أهم المدخلات المؤثرة على الإنتاج الزراعى والأمن الغذائى، وكذلك حرص الدولة على تعظيم مستلزمات الإنتاج الزراعى، حيث وجه الرئيس بتعزيز منظومة إنتاج الأسمدة وإتاحتها للسوق المحلية، بما يتناسب مع خطط الدولة فى الإنتاج الزراعى وللتوسعات الأفقية والرأسية فى الأراضى المستصلحة لتغطية الاحتياجات الغذائية.
الاجتماع الرابع كان مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، لمتابعة نتائج تجربة زراعة القطن قصير التيلة فى مصر فى الأراضى المستصلحة.
وقد وجه الرئيس بإعداد تقييم دقيق ومتكامل لتجربة زراعة القطن قصير التيلة فى مصر من كافة الجوانب، وذلك لدراسة مدى جدارة مسار التوسع فى زراعته مستقبلاً.
وأيضا شهد الاجتماع استعراض نتائج تجربة زراعة القطن قصير التيلة بشرق العوينات فى جنوب الوادى، وكذلك جهود توفير البذور وأجهزة الحصاد، فضلاً عن نتائج تحاليل التربة والمياه والمناخ فى المنطقة لتتلاءم مع زراعة القطن من هذا النوع الذى يعد الأكثر طلباً واستخداماً بسوق العمل، مما يتطلب تلبية احتياجات المصانع منه، الأمر الذى يساعد على إقامة صناعات وطنية، ويساهم فى توفير العملة الصعبة عن طريق خفض الاستيراد من القطن قصير التيلة.
وارتباطا بالأزمة العالمية عقد الرئيس، خلال ثلاثة أيام فقط، اجتماعين مهمين مع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، الأول للنظر فى موقف حركة السياحة الوافدة إلى مصر، ومقترحات تنشيطها.. أما الثانى فلمتابعة الموقف التنفيذى لمشروع المتحف المصرى الكبير ومعدلات الإنجاز وتطورات مراحل الأعمال الإنشائية بالمتحف، خاصةً ما يتعلق بقاعات وصالات العرض، وتجهيزات نقل وعرض القطع الأثرية فى أماكن عرضها الدائم بالمتحف.
ونجد فى هذا الإطار أن الرئيس قد وجه بمواصلة اتخاذ إجراءات مساندة قطاع السياحة فى مواجهة التداعيات الناجمة عن الأحداث الراهنة على مستوى العالم، بما فيها جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، مشدداً سيادته على ضمان تمتع السائحين المتواجدين على الأراضى المصرية من كل الجنسيات بكافة أشكال الرعاية وحسن الإقامة.
فضلا عن الانتهاء من تجهيزات المتحف المصرى الكبير على أكمل وجه، وليعكس العرض المتحفى عظمة وتفرد وعراقة الحضارة المصرية القديمة، مع رفع كفاءة كافة المنشآت والمبانى فى المحيط الجغرافى للمتحف، بما يتواكب مع قيمته وأهميته كأكبر متحف فى العالم وأيقونة ثقافية للإنسانية جمعاء.
إننى بحق أحيى الرئيس السيسى على ما يقوم به من جهد عظيم.. وأدعو له بكل الصحة والعافية.. ففى وجوده أمن هذا الوطن وأمانه.
ودائما وأبدا؛ تحيا مصر.