محمد فودة يكتب: ملاحظات "هادئة" على موسم رمضانى "ساخن"
◄"الاختيار 3" دُرة تاج الدراما الوطنية يكتسح السباق من أول حلقة ويتصدر نسب المشاهدة
◄"السوشيال ميديا" تعكس اهتمامات المشاهدين بشكل حقيقى وترصد مستوى الأعمال الرمضانية بكل صدق
◄"سر" عمرو دياب .. قاهر الزمن يفاجئ الجميع بإعلان "البريد" ويوجه رسائل خاصة جدًا
◄"سخافات" رامز جلال لا تزال مستمرة ببرنامج "تافه" وضيوفه يقبلون "المهانة" بسبب الدولارات
◄"الريموت كنترول" يختار الأفضل والأقوى فى سباق المسلسلات على جذب المشاهين
◄أين اختفى النجوم الذين صدعونا بأعمالهم التى خرجت من السباق منذ البداية وتبخرت معها "الشهرة الزائفة"؟
على الرغم من مرور عدة حلقات قليلة من مسلسلات رمضان لهذا العام، وعلى الرغم من أنها فترة قصيرة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون مقياسًا نستند إليه فى رصد ومتابعة مدى نجاح أو فشل هذا المسلسل أو ذاك، فإننى استوقفنى أمر على قدر من الأهمية هو أن مسلسلات السباق الرمضانى هذا العام ورغم تنوعها فإنها ومنذ بداية أولى حلقاتها تجعلك تضع يدك على نقاط الضعف والقوة فيها فتكتشف فى بعض المسلسلات أنك تشاهد الحلقة وفى نفس الوقت تعرف مقدمًا ماذا سيحدث فى الحلقات القادمة وهو ما جعلنى أتمكن من رسم ملامح دراما رمضان هذا العام من واقع ما لمسته بنفسى أثناء مشاهدة بعض الأعمال وأيضًا من خلال رصد العديد من ردود الأفعال التى تكتظ بها مواقع التواصل الاجتماعى كل يوم بل كل لحظة عن هذا النجم أو ذاك وعن هذا المسلسل أو ذاك. هذه الملاحظات قد تعطينا فى نهاية الأمر مؤشرا حقيقيا لمدى تواجد مسلسل وغياب آخر أو تألق نجم أو نجمة واختفاء أسماء كانت ذات يوم تملأ الدنيا ضجيجًا بتصريحات عن مسلسل سوف يكسر الدنيا بعد عرضه فى رمضان لنفاجأ بأنه مجرد عمل درامى عادى جدا ولا وجود له بين الأعمال التى تنافس بصدق وتتمكن بشكل حقيقى من جذب المشاهدين، فالفن لا يمكن أن يأتى "بلوى الذراع" لأنه إذا لم يكن العمل الدرامى قويًا فإنه لا يجذب المشاهد الذى يمسك فى يده "الريموت كنترول" فتجده يغير القناة ويذهب إلى أخرى بحثًا عن عمل درامى متميز أو حتى من أجل مشاهدة إعلان جميل تكتمل فيه عناصر البهجة ويبعث فى النفس الشعور بالسعادة على الرغم من أنه مجرد إعلان عن سلعة ما ربما لا يكون المشاهد يحبها أو يقبل عليها ولكنه فى نفس الوقت نجده يتعلق بهذا الإعلان ويحبه من أجل النجم الذى يقدم هذا الإعلان.
وحينما نتحدث عن النجاح لابد أن يكون الحديث عن مسلسل "الاختيار 3_ القرار" وكيف لا يكون الأمر كذلك ونحن أمام ملحمة درامية كبرى تحمل بداخلها عناصر نجاح منقطع النظير، فالموضوع يأتى فى التوقيت المناسب خاصة فى ظل هذا النجاح الساحق الذى حققه الجزآن الأول والثانى وخلق حالة من الشعور بالانتماء وروحا جديدة سرت بين جموع الشعب المصرى تمثلت فى هذا الاصطفاف والالتفاف الواضح حول قواتنا المسلحة الباسلة فى حربها ضد الإرهاب، فبعد أن ألقى الجزء الأول الضوء على تضحيات قواتنا المسلحة الباسلة، وقدم الجزء الثانى الجانب المضيء فى العمل الوطنى المشرف والمتمثل فى بطولات أبناء جهاز الشرطة المصرية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة فى مواجهة العناصر الإرهابية والتكفيرية التى كانت تخطط لخراب هذا البلد، جاء الجزء الثالث ليكمل الملحمة بالحديث عن أخطر الساعات فى تاريخ مصر والقرار المصيرى الذى أنقذ البلد من الجماعة الإرهابية المتطرفة، وربما أحداث الحلقات الأولى من المسلسل أعادت لذاكراتنا وتيرة الأحداث التى مرت على البلد، حيث سلطت الضوء على فترة حكم الإخوان وبداية من يوليو عام 2012، حيث يظهر اجتماع داخل مكتب الإرشاد بقيادة خيرت الشاطر "خالد الصاوى" ومحمود عزت لاختيار وزير الدفاع الجديد، بعد إحالة المشير طنطاوى "أحمد بدير" للتقاعد، وشهد الاجتماع بين قيادات جماعة الإخوان رفض خيرت الشاطر تعيين اللواء عبد الفتاح السيسى، مدير المخابرات الحربية، آنذاك فى منصب وزير الدفاع، قائلًا: عقلية داهية وعصام سلطان يؤكد كلامى، واقترح الشاطر تنفيذ عمليات نوعية ضد أفراد القوات المسلحة من أجل إحداث هزة للإطاحة بالمشير، كما رأينا زيارة خيرت الشاطر مبنى الأمن الوطنى، وطلب من اللواء شبراوى "محمد رضوان" التخلص من بعض الضباط ومن ضمنهم زكريا يونس "كريم عبد العزيز" وذلك فى تواجد العميد يسرى "محمد رياض" إلا أن اللواء شبراوى يرفض التدخل فى عمله، ليخبره الشاطر أن الرئاسة سترسل له ورقة بالأسماء المطلوب إبعادهم، وكشفت الحلقة عن حياة مدير المخابرات الحربية عبد الفتاح السيسى "ياسر جلال" فى منزله وتجسيد الفنانة منى عبد الغنى شخصية زوجته انتصار السيسى، ويتلقى السيسى مكالمة من أحد القيادات ويخبره بأنه مرشح لمنصب وزير الدفاع، ويأمره بأن يقبل المنصب، وأعاد المسلسل إلى الأذهان مأساة حادث رفح واستشهاد 16 جنديا فى رفح، فيما يعطى خيرت الشاطر "خالد الصاوى" تعليمات للجنة الإعلامية أن تنعى العساكر الذين استشهدوا وتطالب بمحاسبة أعلى القيادات العسكرية، ويتلقى المشير طنطاوى "أحمد بدير" خبرا استشهاد 16 جنديا فى رفع بحزن شديد، ويؤكد أن "أى أحد له دخل فى موت ولادى لازم يتحاسب"، فيما يظهر الضابط مصطفى خليفة "أحمد السقا" فى رفح للتحرى حول حادث رفح ويتحدث مع أهالى سيناء، ويتم عرض مشاهد من جنازة شهداء مع مشاركة وفود رسمية وشعبية كبيرة لتوديع الشهداء، واللافت هو سؤال الناس عن غياب "مرسى" عن الجنازة.
ومن بين الإعلانات الكثيفة على الشاشة استوقفنى إعلان قاهر الزمن عمرو دياب، عن البريد المصرى، وما احتواه من جمال وروعة، حيث ظهر فيه الهضبة بشكل جديد ومختلف، إذ كان يمارس أنواعًا من الرياضة على كلمات أغنية «السر»، التى تحكى عن السر وراء كيفية الحفاظ على القمة والوصول إلى أعلى الدرجات وأن التغيير والتجديد هما الركيزة الأساسية للنهوض، ويبدو أن الهضبة أراد أن يوجه رسائل خاصة جدا من خلال الكليب تحت شعار "غيرنا وجددنا وهذا وقت التغيير"، وللحق فقد أبدع عمرو دياب فى تصوير الإعلان على هذا النحو من البهجة والسرور والأداء المتفرد الذى ظهر به طوال الإعلان، ليثبت أنه أسطورة تتفجر حولها الشموس، ليس هذا فحسب بل إنه يحتل صدارة المشهد دائما ويعتلى بالفعل عرش النجومية والتميز والتألق وذلك لما يتمتع به من كاريزما وقوة شخصية تجعل له مذاقا مختلفا عن الآخرين، وأن أغانيه تجبر الجميع دون استثناء على احترامه وتقديره على هذا الفن الرائع الذى يتدفق منه تماماً مثل البئر التى كلما اغترفنا منها الماء نجدها وقد امتلأت أكثر وأكثر بالماء العذب، وأغنية السر تعاون فيها عمرو دياب مع الشاعر أيمن بهجت قمر وهى من ألحان محمد يحيى وتوزيع أحمد إبراهيم وميكس وماستر أمير محروس والكليب من إخراج طارق العريان وتمكنت الأغنية من تصدر الترند بمجرد طرحها.
وللأسف الشديد تستمر سخافات رامز جلال والتى يطلقون عليها إعلاميًا «برامج المقالب» التى تعد على المستوى الفنى برامج «تافهة» لا تحتوى على أى مضمون أو معلومة مفيدة، ومجرد استعراض لبعض العناصر التى تعتمد على الإبهار فى الصورة من أجل جذب المشاهد نحو "وهم كبير"، ولازال يعتمد طريقة تقديمه التى تجعلك أمام ما يشبه «وصلة ردح» تستمر من بداية الحلقة إلى آخرها، وهى طريقة مستفزة تحتوى على كمية من «الاستظراف»، الذى يتسم بثقل الدم، أثناء تعليقه على تصرفات ضيوفه بمنتهى المهانة وبعبارات تفوح منها رائحة التعالى والغرور والإحساس بالذات، وكانت الحلقة الأولى من برنامجه "رامز موفى ستار" مع صابرين فى غاية السخافة وسخر رامز جلال فى بداية تقديمه لها قائلًا: "اعتزلت الفن ووجهت كل اهتماماتها للأكل معانا كوكب الشرق وأم كلثوم الفن"، وعلق رامز جلال على ملابس صابرين: "باحثة فى المركز القومى لأبحاث الكرنب، صابرين لابسة سيالة وجزمة باتيناج"، فى استهداف واضح للتقليل من شأنها كعادته مع كل ضيوفه الذين يستحقون ما ينالونه من مهانة وإذلال بسبب الجرى وراء الدولارات.