العباس السكرى يكتب: البريق المفقود.. غادة عادل وأمينة خليل ودينا الشربينى نجمات الدرجة التانية فى مسلسلات رمضان
هذه المرة يمكننا أن نفرض السؤال الشائع: "هل الإنسان يجرى للأمام أم للوراء؟" الإجابة: بالطبع للأمام وليس للخلف، لكن اتضح بما لا يدع مجالًا للشك أن النجمات غادة عادل ودينا الشربينى وأمينة خليل يسيرن للخلف دُر، وهذا ما تبين جليًا فى موسم رمضان هذا العام، بعد أن تنازل كل منهن عن دور البطولة لتقديم الأدوار الثانوية، فرأينا غادة عادل مع يسرا فى مسلسل "أحلام سعيدة" وأمينة خليل مع أمير كرارة فى مسلسل "العائدون" ودينا الشربينى مع محمد رمضان بمسلسل "المشوار"، بعد أن كانت كل منهن تقدم مسلسلًا من بطولتها، فعادة ما يكون للنجم فترة يزهو فيها ويصل إلى قمة الهرم من حيث النجومية، وأحيانًا يختفى هذا البريق ليعود للأدوار السنيدة.
غادة عادل.. سنيدة لـ"يسرا" فى "أحلام سعيدة"
تعلم غادة عادل أنها لم تعد فى دائرة الصف الأول لذلك تقبل وترتضى بأى دور يعرض عليها، لذلك لم تتردد أن تكون نجمة دور ثانٍ مع الملكة يسرا فى مسلسلها "أحلام سعيدة" إذ تجسد دور "شيرين" سيدة تجاوزت الأربعين من عمرها ولم تتزوج بل وترفض الزواج، رغم كل الضغوطات فى حياتها وتعانى من الأرق الدائم، وبالطبع فإن يسرا هى محور الأحداث وهى البطلة وغادة عادل تؤدى دورها ولكن بفتور شديد وبدون حماسة ربما تكون قبلت غادة عادل الدور لكونها تصر كل الإصرار على التواجد، وتقبل بأنصاف الحلول وأرباعها فهى تعلم ضعف موقفها السينمائى جيدًا، لذلك توافق على المشاركة فى أفلام كدور ثانٍ أو ثالث حتى وإن كانت صاحبة رصيد، فالسوق أصبحت لا تعترف بغادة عادل كبطلة. وللحق فإن غادة عادل تملك طموحا محدودا جدًا وإرادة ضعيفة، جعلتها تتأخر كثيرًا عن نجمات جيلها منى زكى، حنان ترك، مى عزالدين، ياسمين عبدالعزيز، رغم أن بداياتها الفنية كانت مبشرة، عندما ظهرت فى الجزء الأول من مسلسل "زيزينيا" للكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، والمخرج جمال عبدالحميد، لتنطلق من بعده فى الفوازير ثم تظهر مع هنيدى فى فيلمه "صعيدى فى الجامعة الأمريكية"، ومع علاء ولى الدين فى "عبود على الحدود" ومع محمد هنيدى فى "بلية ودماغه العالية"، وانطلقت كقاسم مشترك لكل نجوم المرحلة، لكنها بقيت فى الصف الثانى لم تصعد أبدًا للأول، هى مجرد "سنيدة" للبطل بينما انطلق أخريات نحو البطولة المطلقة وظلت هى كما هى، بالتأكيد غادة عادل نفسها هى السبب، فالفرص التى حصلت عليها كانت كفيلة بأن تضعها فى مكانة أكبر من التى عليها الآن. وظلت غادة عادل فى المرتبة الثانية حتى عندما انتقلت للتلفزيون وقدمت أعمالًا بطولة مطلقة لم تلق نجاحًا نهائيًا وربما لا يتذكر أحد اسم مسلسلها "مكان فى القصر" الذى لعبت بطولته عام 2014، مع أنها فى نفس العام قدمت عمل بطولة جماعية "سرايا عابدين" خلق نوعًا من الجدل، لكنها كانت هى أقل ممثلة فى العمل من ناحية الأداء، وكذلك ظهرت فى مسلسلات محمد أمين راضى "العهد"، و"مملكة إبليس" بأداء باهت وليس على قدر المستوى، والمفارقة أن أسهم غادة عادل تتراجع بشكل كبير فبدلا من أن تتقدم وتتطور مع الخبرات والتجارب يتراجع أداؤها بشكل ملحوظ حتى إنها كادت تنزوى عن الأنظار وينساها الجمهور فأدوارها باتت هى والعدم سواء.
دينا الشربينى تعود لمكانها الطبيعى فى الدرجة التانية بـ"المشوار"
تظهر دينا الشربينى هذا العام فى مسلسل "المشوار" مع محمد رمضان فى دور زوجته بالمسلسل لتعود لمكانها الطبيعى وهى الدرجة الثانية وأحيانًا الثالثة، وفى الحلقة الأولى ظهرت دينا فى دور "ورد" زوجة "ماهر" محمد رمضان، ويعيش الثنائى سويًا فى منزل خالة محمد رمضان، ولكن الحوار الذى دار بينهما يكشف عن كونهما يخفيان سرًا حول قدرتهما المالية والتى تتنافى مع وضعهما الاجتماعى وقيامهما بالعيش مع الخالة صفية، وأظهرت المشاهد الأولى من المسلسل أن الثنائى غير قادر على العيش بصورة طبيعية بسبب أنهما يعيشان مع الخالة صفية، ولكن ضيق الحال يجبرهما على استمرار وجودهما معها فى نفس المنزل. ويأتى هذا المسلسل لتتراجع دينا للدرجة الثانية بعد أن قدمت 4 بطولات درامية بدأتها بـ"مليكة" وحقق العمل رد فعل ونجاحا جيدا، ومن بعده "زى الشمس" الذى تشاجرت فيه مع المخرجة كاملة أبوذكرى، لتفرض نفسها فى اللوكيشن وتستبدلها بالمخرج سامح عبدالعزيز، ثم مسلسل "لعبة النسيان"، ومسلسلها "قصر النيل" الذى لم يحقق أى رد فعل، والآن عادت لدور السنيدة مع محمد رمضان فى مسلسله "المشوار"، فى السابق كان الجميع يصفق لها قبل انفصالها عن عمرو دياب ويمدحون فى مسلسلاتها، لكن مع عرض المسلسل الأخير اختفى كل المديح ولم يسمع أحد عنها أو عن المسلسل.
دينا فشلت فى السينما أيضًا كما فشلت فى التلفزيون، ففيلمها "ثانية واحدة" لم يحقق إيرادات سوى 2 مليون جنيه فقط، أى أن معدل إيرادات أى فيلم لصافيناز ومحمود الليثى ضعف أضعافها، ورغم ذلك فإن دينا الشربينى لن تعيد حساباتها ولن تعمل على نفسها أو موهبتها، وربما تكون دينا الشربينى استعجلت على البطولة وربما تكون أرادت أن تنتهز الفرصة وتصعد لسلم النجومية سريعًا بعد رحلة عذاب وكاد البعض يقصيها تمامًا عن التمثيل، لكنها وما إن أخذت الفرصة حتى تقاعست ولم تعمل أبدًا على موهبتها، ربما لأنها تعرف جيدًا أن ما يحدث معها ضربة حظ ليس أكثر لذلك سخرت كل كيانها لتنتهزها ولم تنظر لموهبتها إطلاقًا حتى إن الناقد الفنى طارق الشناوى قال: "دينا الشربينى تتمتع بموهبة وطلة مميزة ولها حضورها إلا أن الرهان عليها كنجمة شباك لم يتحقق حتى الآن على الشاشتين الصغيرة أو الكبيرة".
أمينة خليل.. نمرة 2 مع أمير كرارة
حرصت أمينة خليل فى الأعوام الأخيرة على أن تطل علينا بمسلسل يحمل بطولتها المطلقة، ولعل كل من رأى أمينة خليل تتصدر تتر مسلسل رمضانى تساءل: من الذى سولت له نفسه وصنع من هذه الفتاة نجمة وهى لا تملك أى شىء، لا موهبة ولا إحساسا ولا حضورا ولا حتى تلقائية؟ لماذا تقدم أمينة خليل مسلسلا كل عام ومن يقف خلفها ويدعمها بهذه الطريقة؟ بالطبع ليس الجمهور فثلاث أرباع الجمهور لا يعرفونها والربع الأخير لا يطيقونها، ومع ذلك تتربع على الشاشة بأعمال ليست على قدر المستوى لكنها تحقق نسب مشاهدات لاحتوائها على عناصر مميزة من ديكور وإضاءة وإخراج وطاقم عمل أحيانًا يضم نجوما مخضرمين باستثناء أمينة خليل، المفارقة أننا بين يوم وليلة وجدنا أمينة خليل نجمة على الشاشة ويتم تسويقها سنويًا بصفتها نجمة وبطلة مسلسل درامى، فى حين أنها غير معروفة فى الشارع المصرى ولا تمتلك الكاريزما، هى تؤدى نفس انفعالاتها ونظراتها وحركات أصابعها فى كل مشهد. لكن هذا العام عادت أمينة خليل للأدوار الثانوية مع أمير كرارة من خلال مسلسل "العائدون" وظهرت أمينة خليل فى دور "نادين" برفقة والدتها التى لعبت شخصيتها الفنانة صفاء الطوخى "خديجة"، وذلك قبل صدمتها بوفاتها على إثر المرض الذى عانت منه.
وتبين من الحلقات الأولى طبيعة عمل أمينة خليل التى تحولت من عملها لدى وزارة الخارجية إلى جهاز المخابرات حيث تراقب الموبايلات وتتمكن من الحفاظ على سرية الاتصالات، ويسلط مسلسل "العائدون" الضوء على الخطر الذى يشكله العائدون من مناطق وأوكار جرى تصميمها كملاذات آمنة للإرهاب، وأحداثه حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية، ودارت فى الفترة ما بين عامى 2018 و2020. وتدور فكرة "العائدون" حول إعادة تدوير الإرهاب وتصديره إلى مصر عبر العائدين من تنظيم داعش، وكيف تم إعدادهم وصناعتهم لنشر الإرهاب، والأهم كيف واجهت الدولة المصرية هذا التحدى بخطة استباقية ورؤية مستقبلية جعلتها تتعامل مع هذا المخطط مبكرًا.