◄سيناء تشهد اهتمامًا غير مسبوق من الدولة بتنفيذ المشروعات القومية الكبرى
◄ربط "أرض الفيروز" بالوادى والدلتا عن طريق شبكة أنفاق تمتد تحت مياه قناة السويس
◄محطات لتحلية مياه البحر.. وإنشاء عدد من محطات الطاقة المُتجددة وزيادة المدارس والمُستشفيات
◄التركيز على توفير كافة أشكال الدعم والحماية الاجتماعية لأهالى سيناء
احتفلت مصر مؤخرًا بعيد تحرير سيناء الذى يوافق ٢٤ أبريل من كل عام حيث رفرف علم مصر على كل سيناء بالكامل يوم 25 أبريل عام 1982 عقب تسلم مصر آخر موقع على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح شمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، فتم رفع العلم المصرى عليها بعد احتلال دام 15 عامًا، وهو اليوم الذى تم الإعلان باعتباره عيدًا قوميًا بعد نجاح الدبلوماسية المصرية على ساسة العالم أجمع فى استرداد جزء غالٍ وثمين من أرض الوطن وأصبح هذا اليوم تجسيدًا حقيقيًا لاستعادة الدولة المصرية سيادتها الكاملة على كل أراضيها.
وإننا ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا علينا أن نضع فى الاعتبار أن لسيناء مكانة خاصة لدى المصريين، فهى على مر التاريخ تمثل الدرع الذى حمى مصر من الغزاة والطامعين، فضلاً عن أنها هى تلك الأرض التى حباها الله عز وجل بالكثير من نعمائه من الثروات والخيرات مما يجعل الاحتفال بهذا اليوم تتويجًا لانتصار جهود منظمة وجهات كثيرة وقف وراءها الجيش والشعب، حيث بدأت عقب حرب أكتوبر مباحثات سلمية وتم اتفاق السلام وانسحاب إسرائيل من الأراضى المصرية، وقد تم توقيعها بالفعل عام 1979 والتى بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء وفى 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم فى جنيف بسويسرا فى النزاع حول طابا، وجاء الحكم فى صالح مصر مؤكدًا أن طابا مصرية.
وفى 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخى برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر فى أرضها ونجحت لجنة استرداد طابا فى استعادة الأرض من العدو بعد 22 عامًا.
كما يجب هنا أن نتذكر أيضًا أن رجال القوات المسلحة خاضوا معركة كبيرة لاستعادة جزء عزيز من أرض الوطن وما كان ليتحقق لولا رفض الشعب الهزيمة. لذا فإن ذكرى تحرير سيناء ستظل محفورة فى أذهان المصريين، فسيناء عادت لأحضان الوطن بفضل جهود أبطال القوات المسلحة الشرفاء ولكى تبقى ذكراها مخلدة فى التاريخ بأحرف من ذهب ويعرف الشعب المصرى العظيم أن القوات المسلحة دائمًا تضع نُصب أعينها مصلحة الوطن، وأن أبناءها الأوفياء هم الذين قدموا الغالى والنفيس من أجل كل حبة رمل فى سيناء الحبيبة ويواصلون تقديم أرواحهم ودمائهم الطاهرة فداء للوطن وأمنه وأمانه واستقراره.
وبكل تأكيد ستظل هذه الذكرى مضيئة فى قلوب المصريين، حيث استردت مصر أرض سيناء كاملة بعد سلسلة طويلة من الصراع المصرى- الإسرائيلى والذى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كبير للسياسة والعسكرية المصرية.
والحق يقال فإن سيناء تشهد نهضة وتنمية إستراتيجية حقيقية الآن، حيث تشهد سيناء إستراتيجية التنمية والمشروعات القومية فى كافة مجالات التنمية الشاملة بشبه جزيرة سيناء وهذه رسالة وترجمة حقيقية لما لسيناء من مكانة خاصة فى قلوب المصريين جميعهم.
وما يجرى فى سيناء من تعمير وتطوير لم تشهده أراضيها من قبل فى إطار النظرة التنموية الجديدة والشاملة لها التى تُعبر عنها إستراتيجية مصر 2030، التى تهدف لإعادة صياغة مصر بالكامل وتقديمها بشكل جديد للعالم وهو ما لن يتم إلا ببعث سيناء من جديد، فكانت الأولوية لمشاريع البنية التحتية التى لطالما كانت حجر الأساس لجذب الاستثمارات وتسهيلها وبناء حياة أفضل للمواطن المصرى القاطن بشبه جزيرة سيناء وتوفير الاحتياجات الأساسية للأهالى وخدمات صحية واجتماعية، حيث عملت الدولة المصرية على ربط هذه البقعة العزيزة من الوطن بالوادى والدلتا عن طريق شبكة أنفاق تمتد تحت مياه قناة السويس، بالإضافة إلى محطات عدة لتحلية مياه البحر، وإنشاء عدد من محطات الطاقة المُتجددة، وزيادة عدد المدارس والمُستشفيات، حفاظًا على صحته وبناء لعقله، حيث تم إنشاء ورفع كفاءة المدارس والإدارات التعليمية بسيناء.
وفى هذا الصدد فقد توقفت مؤخرا أمام تقرير صادر عن المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على الخطة الوطنية والشاملة للجمهورية الجديدة من أجل تغيير وجه الحياة على أرض الفيروز، وإطلاق مشروعات عملاقة على كل شبر منها، باستثمارات تبلغ أكثر من 700 مليار جنيه، تم وجارٍ تنفيذها لتنمية سيناء ومدن القناة خلال 8 سنوات.
والأهم أن ذلك يأتى بجانب الاهتمام بالقطاعات الخدمية، كالتعليم والصحة والزراعة، وكذلك التركيز على توفير كافة أشكال الدعم والحماية الاجتماعية لأهالى سيناء، وهو ما أسهم فى إحداث نقلة نوعية غيرت وجه الحياة فى شبه جزيرة سيناء، وتحويلها إلى منطقة جذب واعدة وبيئة مواتية للاستثمار والتعمير، فى ظل ما تشهده من حالة استقرار أمنى، الأمر الذى دفع أيضاً المؤسسات الدولية إلى الإشادة بالجهود المتواصلة لتنمية سيناء على مختلف الأصعدة. وبشأن المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى سيناء ومدن القناة، أظهر التقرير أنه تم تمويل 42.5 ألف مشروع من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بتكلفة نحو 1.8 مليار جنيه، حتى فبراير 2022، ونوه إلى أنه تم تمويل 5428 مشروعاً من المشروع القومى للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية "مشروعك"، بتكلفة 749 مليون جنيه، ما وفر 38.4 ألف فرصة عمل حتى نهاية فبراير 2022، وكذلك الموافقة على تمويل 788 مشروعاً من صندوق التنمية المحلية، بإجمالى استثمارات يبلغ 5.5 مليون جنيه بشمال سيناء والإسماعيلية والسويس حتى منتصف إبريل 2022. أما أبرز المشروعات الزراعية، فتضمنت مشروع تنمية سيناء، حيث تصل المساحة الإجمالية له إلى 1.1 مليون فدان، منها 239 ألف فدان مساحة منزرعة حتى نهاية مارس 2022، كما تم إنشاء 18 تجمعاً زراعياً، بإجمالى مستفيدين بلغ 2122 مستفيداً. وفى قطاع الاستزراع السمكى بسيناء، تم تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعى هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكى، وتنمية بحيرة البردويل بشمال سيناء بتكلفة 120 مليون جنيه، فضلاً عن أنه يجرى العمل على إنشاء 8 قرى للصيادين بتكلفة 3.5 مليار جنيه. وتطرق التقرير إلى تطوير منظومة الرى وحماية سيناء من أخطار السيول، حيث بلغ إجمالى ما تم الانتهاء منه من الأراضى الجديدة ضمن المرحلة الأولى لمنظومة الرى الحديث فى شمال سيناء والإسماعيلية والسويس نحو 95.7 ألف فدان، بالإضافة إلى إنشاء 423 منشأة حماية من السيول بشمال وجنوب سيناء، حتى ديسمبر 2021، وتأهيل وتبطين 86.5 كم من الترع فى محافظتى الإسماعيلية وبورسعيد. ولفت التقرير إلى أبرز مشروعات إمداد سيناء بالمياه، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف بحر البقر 5.6 م3/يوم، للمساهمة فى استصلاح نحو 456 ألف فدان، إلى جانب بلوغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف المحسمة مليون م3/يوم، لاستخدام ما يقرب من 60 ألف فدان. وعلى صعيد تطوير مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية فى سيناء ومدن القناة، أشار التقرير إلى تنفيذ 18.8 ألف وحدة إسكان اجتماعى بتكلفة 3.3 مليار جنيه، وأهمها 4000 وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى بجنوب سيناء، و2136 وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى بشمال سيناء، فضلاً عن تنفيذ 54.5 ألف وحدة سكنية لتطوير العشوائيات، حيث أصبحت سيناء ومدن القناة خالية من العشوائيات غير الآمنة. كما تم تنفيذ 45 مشروعاً للتجمعات البدوية بإجمالى 4100 بيت بدوى، إلى جانب إنشاء 18 تجمعاً تنموياً بمحافظتى شمال وجنوب سيناء، كما يجرى تنفيذ 17 تجمعاً تنموياً أخرى، فضلاً عن أنه تم ويجرى إنشاء وتطوير 6 مدن جديدة، أبرزها مدينة الإسماعيلية الجديدة على مساحة 2.8 ألف فدان، ومدينة سلام على مساحة 19 ألف فدان، ومدينة بئر العبد الجديدة على مساحة 2.7 ألف فدان. وإلى جانب ما سبق، تم تنفيذ 45 مشروعاً لمياه الشرب، بطاقة 478 ألف م3/يوم، من بينها تنفيذ 27 محطة تحلية مياه البحر، بطاقة 438 ألف م3/يوم، بالإضافة إلى تنفيذ 79 مشروعاً للصرف الصحى بطاقة 565 ألف م3/يوم، وأهمها إعادة تأهيل محطة معالجة الصرف الصحى ببورسعيد، بطاقة 190 ألف م3/ يوم، إلى جانب بلوغ طاقة محطة معالجة الطور بعد التوسعات 10 آلاف م3/يوم. وتطرق التقرير إلى جهود إقامة شبكة نقل عملاقة لربط سيناء ومدن القناة بالدلتا، من خلال مشروعات الطرق والأنفاق والكبارى العائمة، حيث تم تنفيذ ورفع كفاءة 5000 كم من الطرق والأنفاق، فضلاً عن إنشاء 5 كبارى عائمة أعلى القناة. وفى الختام، ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة علينا والغالية فى قلوبنا علينا توجيه التحية للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة الوطن، حيث رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن وحققوا النصر العظيم لتبقى مصر آمنة مستقرة.