الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

◄مصر تواجه "سيناريوهات الأزمة" بفكر متطور وأساليب غير مسبوقة

◄الحكومة تعيد هيكلة موازنة العام القادم بما يتناسب مع تداعيات الأزمة العالمية

◄ملامح موازنة الجمهورية الجديدة.. دعم نظم الحماية الاجتماعية والالتزام بالاستحقاقات الدستورية للخدمات

◄الموازنة هى الأعلى إنفاقاً على تحسين جودة حياة المواطن والاستثمارات التنموية

◄توقعات بخفض العجز الكلى فى الموازنة... ومعدلات نمو قوية نسبيا على المدى المتوسط

 

الأزمة العالمية التى ضربت دول العالم المختلفة ومن بينها مصر بقسوة فرضت على الحكومة المصرية التعامل معها بما يتناسب مع تبعات هذه الأزمة وآثارها المتباينة التى يلمسها الجميع وتعانى منها كافة شعوب العالم . مما يدفعنى للقول بأننا أمام أداء حكومى لا يدخر فيه المسئولون جهدا إلا وبذلوه لتخفيف تبعات تلك الأزمة شديدة الوطأة ، ومن بين ما قامت به الحكومة المصرية أنها أعادت هيكلة الموازنة العامة للعام المالى المقبل ٢٢ -٢٣  بما يتسق مع المستجدات الراهنة ويضع حلولاً وتوقعات للتعامل مع مختلف السيناريوهات. وتتمثل ملامح هذه الهيكلة فى أن الدولة  عملت على تحقيق الانضباط المالى الكامل فى الإنفاق وإعادة تنظيم الأولويات دون المساس بمخصصات برامج الحماية الاجتماعية إلى جانب الصحة والتعليم ودعم الفئات الأكثر احتياجاً ، كما قامت الحكومة بتطبيق سياسات من شأنها تشجيع الاستثمارات وتحفيز الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية، خاصة قطاعات الصناعة والتصدير، بالإضافة إلى دعم مسار نمو قوى وشامل، وذلك فى سبيل الحفاظ على الاستقرار الاقتصادى، وتحقيق التعافى السريع لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.  يمكننا أن نراجع معا للتأكيد على ذلك التقرير الذى نشره المركز الإعلامى لمجلس الوزراء ويتضمن ملامح  موازنة الجمهورية الجديدة التى تدعم نظم الحماية الاجتماعية وتلتزم بالاستحقاقات الدستورية للخدمات، لتصبح بحق هى الموازنة الأعلى إنفاقاً على كلٍ من تحسين جودة حياة المواطن والاستثمارات التنموية، خاصة بعد هيكلتها لمواجهة سيناريوهات الأزمات العالمية. أبرز التقرير ملامح موازنة العام المالى 2022/2023، ففيما يتعلق بالإيرادات العامة، أوضح التقرير أنها ستبلغ 1.5 تريليون جنيه عام 2022/2023 مقابل 1.3 تريليون جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022 بنسبة زيادة 15.4%، إلى جانب بلوغ إجمالى المصروفات العامة 2.1 تريليون جنيه عام 2022/2023، مقابل 1.8 تريليون جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022 بنسبة زيادة 16.7%. وبالنسبة لمستهدفات المؤشرات الاقتصادية خلال العام المالى 2022/2023، أوضح التقرير أن مستهدفات معدل النمو الاقتصادى سجلت 5.5% مقابل 5.7% (بيان مقدر) عام 2021/2022 بينما سجلت مستهدفات العجز الكلى كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى 6.1% عام 2022/2023، مقابل 6.2% (بيان مقدر) عام 2021/2022. وبشأن الفائض الأولى كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى فقد استهدفت الموازنة تسجيل 1.5% عام 2022/2023 مقابل 1.2% (بيان مقدر) عام 2021/2022، كما سجلت مستهدفات دين أجهزة الموازنة العامة كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى 84% عام 2022/2023، مقابل 85% (بيان مقدر) عام 2021/2022، فى حين بلغ متوسط عمر محفظة دين أجهزة الموازنة المستهدف 3.6 سنة عام 2022/2023، مقارنة بـ 3.5 سنة (بيان مقدر) عام 2021/ 2022. كما حرص التقرير على إبراز استيفاء نسب الاستحقاق الدستورى للصحة والتعليم قبل الجامعى والتعليم العالى والبحث العلمى بموازنة 2022/2023 ففيما يتعلق بقطاع الصحة فقد بلغت مخصصاته 310 مليارات جنيه عام 2022/2023، مقابل 275.6 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022 بنسبة زيادة 12.5%. أما الإنفاق على الأدوية فيبلغ 14.6مليار جنيه عام 2022/2023، مقابل 13.7مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022 بنسبة زيادة 6.6%، بينما سجلت نسبة زيادة مخصصات دعم برامج التأمين الصحى 50%، حيث بلغت 1.8 مليار جنيه لعام 2022/2023، مقابل 1.2 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022، كما استقر الإنفاق على العلاج على نفقة الدولة عند 7.1 مليار جنيه فى موازنة2022/2023، مقارنة بعام 2021/ 2022. وبشأن قطاع التعليم، فقد بلغت مخصصات التعليم قبل الجامعى 317 مليار جنيه عام 2022/2023، مقارنة بـ 256 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022، بنسبة زيادة 23.8%، إلى جانب بلوغ مخصصات التعليم العالى 159.2 مليار جنيه عام 2022/2023، مقارنة بـ 132.1 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022 بنسبة زيادة 20.5%. وأكد التقرير أن مخصصات البحث العلمى بلغت 79.3 مليار جنيه عام 2022/2023، مقابل 64.1 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/ 2022 بنسبة زيادة 23.7% ، وتطرق التقرير إلى حزمة الإجراءات المالية والحماية الاجتماعية التى اتخذتها الدولة بزيادة الدعم للتعامل مع تداعيات الأزمة العالمية، حيث بلغت مخصصات الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية 356 مليار جنيه عام 2022/2023 مقابل 311.5 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022 بنسبة زيادة 14.3%. ووفقا للتقرير أيضاً فقد بلغت المخصصات المالية لدعم السلع التموينية ورغيف الخبز 90 مليار جنيه، إلى جانب 22 مليار جنيه مخصصات لتمويل برنامج تكافل وكرامة لتقديم دعم نقدى شـهرى لنحـو 4 ملايين أسرة متضمنة 450 ألف أسرة جديدة للبرنامج. يأتى هذا فيما تم تخصيص ٦ مليارات جنيه للاستمرار  فى دعم تنشيط الصادرات المصرية، وتوفير المخصصات المالية المطلوبة لسرعة رد الأعباء التصديرية للمصدرين، كما وصلت تكلفة دعم الأدوية وألبان الأطفال 2 مليار جنيه، وتكلفة برنامج توصيل الغاز للمنازل 3.5 مليار جنيه ويستهدف توصيل الغاز لـ 1.2 مليون أسرة، بالإضافة إلى بلوغ تكلفة الدعم النقدى ودعم المرافق للإسكان الاجتماعى 7.8 مليار جنيه، ويستهدف دعم 120ألف وحدة سكنية. وفى نفس السياق تناول التقرير أيضاً حزمة الإجراءات المالية والحماية الاجتماعية بزيادة الأجور والمعاشات للتعامل مع تداعيات الازمة العالمية، حيث تم زيادة الأجور وتعويضات العاملين بنسبة 12%، لتبلغ 400 مليار جنيه عام 2022/2023، مقابل 357.1 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022. وتشمل الجهود فى هذا الصدد أيضاً تطبيق زيادة المرتبات أول أبريل 2022 بدلاً من أول يوليو 2022، بتكلفة 8 مليارات جنيه سنوياً، حيث تبلغ نسبة زيادة العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية ٨٪ من الأجر الوظيفى بحد أدنى ١٠٠ جنيه شهرياً بعد زيادتها من 7%، وصرف علاوة خاصة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية ١٥٪ من الأجر الأساسى بحد أدنى ١٠٠ جنيه شهرياً وذلك بعد زيادتها من 13%. يأتى هذا فيما تم زيادة الحافز الإضافى الشهرى للمخاطبين وغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بتكلفة 18 مليار جنيه بدءاً من أول إبريل 2022، إلى جانب تخصيص 190.6 مليار جنيه للهيئة القومية للتأمين الاجتماعى لصرف زيادة المعاشات بنسبة ١٣٪ بحد أدنى ١٢٠ جنيهاً بدءاً من أول إبريل 2022. وبالإضافة إلى ما سبق فقد تم تخصيص 8 مليارات جنيه تكلفة سنوية لزيادة حد الإعفاء الضريبى بنسبة 25% من 24 إلى 30 ألف جنيه للتخفيف عن المواطنين، هذا فضلاً عن تخصيص أكثر من 3.6 مليار جنيه لتعيين 30 ألف معلم مساعد و30 ألف طبيب وصيدلى ، وبجانب ذلك فقد استعرض التقرير الإجراءات التى اتخذتها الدولة لزيادة الاستثمارات للتعامل مع تداعيات الأزمة العالمية، مشيراً إلى زيادة الاستثمارات الحكومية بنسبة 9.6% لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وخلق المزيد من فرص العمل، حيث بلغت 376.4 مليار جنيه عام 2022/2023، مقابل 343.4 مليار جنيه (بيان مقدر) عام 2021/2022. وفيما يخص أبرز بنود هيكل الاستثمارات عام 2022/2023، فشملت 74.9 مليار جنيه لقطاع الشئون الاقتصادية، و64.8 مليار جنيه لقطاع الإسكان والمرافق المجتمعية، و45.2 مليار جنيه لقطاع التعليم، و34.1 مليار جنيه لقطاع الصحة، و7.5 مليار جنيه لقطاع الشباب والثقافة والشئون الدينية. وتطرق التقرير لأبرز الإجراءات التى اتخذتها الدولة فى إطار الأزمة لتشجيع الاستثمار فى موازنة 2022/2023، حيث تشمل تحمل أعباء الضرائب العقارية عن قطاعات الصناعة لمدة 3 سنوات بقيمة 3.8 مليار جنيه، إلى جانب تحمل الأعباء المالية الناتجة عن خفض أسعار الكهرباء للأنشطة الصناعية بقيمة 5 مليارات جنيه سنوياً .. وتشمل الإجراءات أيضاً، توجيه 50% من الاستثمارات الحكومية لمشروعات تتميز بالاستدامة البيئية وتساهم فى الحد من الانبعاثات، فضلاً عن إعفاء صناديق الاستثمار والأوعية المستثمرة فى البورصة من الضريبة، إلى جانب تجديد العمل بقانون إنهاء المنازعات الضريبية والأحكام والإجراءات حتى 31 ديسمبر، وكذلك تعديل المعاملة الضريبية لصناديق الاستثمار لتشجيع الاستثمار المؤسسى. ورصد التقرير الرؤية الدولية لإجراءات الموازنة العامة للدولة، حيث رحب صندوق النقد الدولى بالإجراءات الأخيرة التى اتخذتها مصر لتوسيع النطاق المستهدف للإنفاق على الحماية الاجتماعية وزيادة مرونة سعر الصرف لامتصاص الصدمات الخارجية وتشكيل حاجز مالى قوى خلال حالة الاضطراب وعدم اليقين العالمية الحالية . بدوره ألمح البنك الدولى إلى أن مصر اتخذت عدة إجراءات نقدية ومالية استجابة للمستجدات العالمية، مشيرة إلى إعلان مصر تطبيق حزم مالية بموازنة 2022/2023، للتخفيف من تأثيرات الأزمة من خلال رفع الأجور والمعاشات. يمكننا كذلك أن نرصد عددا من شهادات المؤسسات الدولية عن التحركات المصرية لمواجهة الأزمة، وهى شهادات تؤكد على الجهد المبذول دون إبطاء، حيث تتجاوب جهود الدولة المصرية مع مستجدات الأزمة،فقد أشارت ستاندرد آند بورز إلى أنها ترى آفاق نمو قوية نسبياً على المدى المتوسط لمصر مدعومة باستمرار تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية، كما لفتت إلى إدراكها أن موازنة مصر لعام 2022/2023 ستلتزم بتحقيق فائض أولى طموح يصل إلى 1.6% مع نية العودة لتحقيق نسبة 2% بمجرد تلاشى آثار الأزمة العالمية على الاقتصاد. بينما توقعت فيتش أن تستمر مصر فى خفض العجز الكلى بالموازنة خلال السنوات المقبلة مع تقلص تكاليف خدمة الدين وضبط سياسات الإنفاق، كما أشارت الإيكونوميست إلى هدف مصر من خلال موازنتها الجديدة لعام 2022/2023، لزيادة الإنفاق التحفيزى، بالإضافة لاستمرار تحقيق فائض أولى بالموازنة. وأخيراً علقت المنسق المقيم للأمم المتحدة (إلينا بانوفا) بأن مصر أدخلت بصورة عاجلة سلسلة من الإجراءات الطارئة للتخفيف من الآثار الاقتصادية للأزمة الروسية- الأوكرانية، بما فى ذلك تخصيص حزم مالية إضافية فى ميزانيتها الوطنية لتغطية 450 ألف أسرة جديدة فى إطار برامج شبكة الأمان الاجتماعى.

تم نسخ الرابط