الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب:«٣٠ يونيو..افرحو بثورتكم » كيف انتصر السيسى على الإخوان بخطة الصبر الإستراتيجى؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- كواليس اجتماعات اللحظات الأخيرة فى قصر الاتحادية قبل عزل مرسى.. وأسرار أخطر التقارير السيادية عن الجماعة الإرهابية .

- عملية اصطياد خيرت الشاطر من قلب مدينة نصر.. وتفاصيل الانتشار السريع لمواجهة "الانقلاب الإخوانى".

- ما لن تقرأه فى الصحف الأخرى عن الثورة.. حكايات تنشر لأول مرة عن تخليص مصر من الجماعة الإرهابية 

قبل ٩ سنوات من الآن.. قرر الشعب المصرى أن يقاتل مدافعا عن نفسه وبلده وهويته أمام جماعة إرهابية اعتقدت أن الدولة قد دانت لها ولم تفلت من بين يديها قبل ٥٠٠ سنة.

وقبل ٩ سنوات من الآن.. قرر قائد - قل أن تجد له مثيلا - أن يقاتل مدافعا عن بلده وشعبه وأهله وناسه.. مهما كانت التضحيات.. فخرج حاملا روحه على كفيه فداء لمصر وأهلها.

والتحم الشعب مع القائد فى ملحمة تاريخية خلصت مصر من سرطان الإخوان الذى ظل ينهش فى جسدها لأكثر من ٨٠ سنة. ولقد حاول كثيرون أن يضعوا للحراك الذى جرى فى ٣٠ يونيه نقاط بداية بأيام بعينها. 

قالوا إن الشرارة بدأت فى ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢، وهو اليوم الذى أعلن فيه محمد مرسى عبر متحدثه الرسمى ياسر على، الإعلان الدستورى، الذى قال فيه للشعب المصرى بلا مواربة «أنا ربكم الأعلى»، فقد حصّن نفسه تمامًا، وجمع كل السلطات فى يديه، وكان ياسر وهو يتحدث متجهمًا غاضبًا، وكأنه يقول للشعب المصرى، مَنْ سيتحدث أو يعترض، فليس له عندنا إلا العصا الغليظة. 

وقالوا إن الشرارة بدأت فى ٥ ديسمبر ٢٠١٢، وهو اليوم الذى خرجت فيه جحافل الإخوان، تهتف: «قوة.. عزيمة.. إيمان.. رجالة مرسى فى كل مكان»، بعد أن صدرت لها تعليمات واضحة وقاسية بلا قلب لسحق المعتصمين أمام قصر الاتحادية محتجين على الإعلان الدستورى، وهو اليوم الذى بدا فيه للمصريين الوجه القبيح للجماعة، حيث ضربت وعذبت وسحلت وحققت مع المعتصمين، من خلال أعضائها بعيدًا عن سلطة الدولة، فى إشارة واضحة جدًا بأن الجماعة هى الدولة. 

وقالوا إن الحراك بدأ فى ٣٠ أبريل ٢٠١٣ عندما جلست مجموعة من الشباب على مقهى فى وسط البلد، وقرروا أن يؤسسوا جماعة «تمرد»، فى البداية قالوا إنهم سيجمعون توقيعات من الشعب المصرى لمطالبة محمد مرسى بإصلاحات وتعديلات دستورية واجبة، لكنهم قبل أن ينهوا جلستهم استقروا على أن تتحول المطالبة من الرئيس الإخوانى إلى الشعب المصرى كله، وتحدد الطلب بعزل الرئيس، ولما تساءلوا فيما بينهم عن اليوم المناسب للعزل، قرروا أن يكون ٣٠ يونيه، وهو اليوم الذى تولى فيه مرسى السلطة. 

وقالوا إن بذور الثورة وضعت فى يوم ١٥ يونيه ٢٠١٣ عندما اجتمع محمد مرسى مع حلفائه وقيادات جماعته فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، وأعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وطالب الجيش رسميًا بأن يتدخل لمناصرة الشعب السورى ضد نظامه، وكانت الإشارة التى رفضها الجيش والشعب واضحة، فالجماعة الضالة تريد توريط الجيش المصرى فى حرب خارجية، ليس بهدف مناصرة سوريا، ولكن لإضعافه وتفكيكه والإساءة إليه. 

وقد بدا من موقف محمد مرسى أيضًا أننا أمام رئيس جاهل، لا يعرف أبجديات الأمن القومى المصرى، ولا ما تمثله سوريا لنا، وهو ما يعنى أننا أمام من يجب عزله الآن وليس غدًا، لأنه بما يقوله ويقرره ويفعله يوردنا موارد التهلكة. 

لكننى أتوقف أمام ٣ أيام من أعظم وأنبل أيام التاريخ.. الأول يوم ٢٣ يونيه.. حين أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، آنذاك، فى كلمته أثناء حضور الندوة التثقيفية الخامسة التى نظمتها القوات المسلحة  بمسرح الجلاء، أن القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسؤولية أصرت على أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى، وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها. 

«السيسى» قال إن هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، واستمرارها خطر على الدولة المصرية ولابد من التوافق بين الجميع، ويخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع، ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومى المصرى.

 كما أشار وزير الدفاع إلى أن من يعتقد أن الجيش فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية فهو مخطئ، مضيفاً: «لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع يصعب السيطرة عليه». 

وتابع «السيسى»: «إرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب». 

وقال: «ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه». 

وأضاف «السيسى» مُحذراً: «القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى، إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة». 

واختتم قائلا: «القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله».

لكن لا حياة لمن تنادى.. فكان لابد وأن يأتى يوم ٣٠ يونيه.. وفى نهاية هذا اليوم أذاع الجيش المصرى بياناً بتوقيع وزير الدفاع وجاء فيه: «لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام.. ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرًا من المسؤولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن».

وقال: «إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن - تؤكد على أن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب».

وأضاف: «الأمن القومى للدولة معرّض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد، وهو يلقى علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر».

وواصل البيان: «لقد استشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم.. ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى».

وفى تصاعد للنبرة قال البيان: «إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذى حذرنا ولا زلنا نحذر منه». 

وأضاف: «لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله».

وختم الجيش بيانه منذراً «الجميع» فى مصر: «إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع (48) ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسؤولياتها».

وأضاف الجيش مُفسّراً تدخله القادم: «وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استناداً لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة ودون إقصاء أو استبعاد لأحد».

لكن لم يستجب أحد لنداء الشعب والجيش.. فكان مشهد الخلاف فى مساء 3 يوليو فى التاسعة مساءً، وبعد انتهاء المهلة التى منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، أعلن الفريق عبد الفتاح السيسى إنهاء حكم محمد مرسى على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقد وضع السيسى خطة وفاق وطنى بخارطة مستقبل من عدة نقاط شملت:

تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.

تشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور 2012.

مناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء فى إجراءات الانتخابات.

اتخاذ إجراءات لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء القرار فى السلطة التنفيذية.

تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تمثل مختلف التوجهات.

وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية.

… وبعدها بدأت سنوات البناء والتعمير.. فتحية لشعب اختار أن يقرر مصيره بيده ويحمى ماضيه وحاضره ومستقبله.. وتحية لقائد لم يخذل شعبه أبدا.

ودائما وأبدا.. تحيا مصر.

 

 

تم نسخ الرابط