يحتفل المصريون اليوم بمرور تسع سنوات على ذكرى ثورة 30 يونيو، التى انتفض فيها المواطنون على حكم جماعة الإخوان الإرهابية من أجل الإطاحة بنظامها وإعادة مصر إلى المسار الصحيح، ونفذ المصريون ملحمة فى هذه الذكرى تمثلت فى احتشادهم فى الشوارع والخروج بالملايين فى الميادين من أجل المطالبة برحيل تنظيم الإخوان وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وترتبط ذكرى تاريخ هذا اليوم باسم الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، الذى استجاب لرغبة المصريين فى إنهاء ظلام الإخوان، وقاد ثورة 30 يونيو فى مشوار طويل بدأ بالإطاحة بنظام حكم المرشد وقابل موجة عنف خطيرة نجح فى صدها الرئيس السيسى، ومستمر الآن فى تحقيق إنجازات ومشروعات قومية تضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة.
٩ سنوات كاملة تمر اليوم على ثورة 30 يونيو، «طوق النجاة» الذى أنقذ البلاد من حكم جماعة الإخوان، التى فككت مفاصل الدولة، وضربت بأمنها القومى عرض الحائط. جاءت ثورة ٣٠ يونيو لتبنى وطنًا، وتصحح مسارًا وتفتح آفاق الحلم والأمل أمام ملايين المصريين الذين هتفوا ضد "سماسرة الأوطان" وسارقى الأحلام، ليستردوا "مصر الحرة". ٩ سنوات نجحت خلالها الدولة فى استعادة الأمن وبناء الاقتصاد فى معركة حياة أو موت فى حب مصر على جميع الجبهات، كان النظام الإخوانى تعمد إقصاء الكفاءات وعدم الاستعانة بالخبرات الاقتصادية والسياسية والشخصيات التى لها خبرات طويلة مشهود لها دوليًا ومحليًا فى إدارة الأزمات التى واجهت الدولة فى إطار ما عرف بـ"أخونة الدولة". وبعد 10 أشهر فقط من رئاسة مرسى، تأسست "حركة تمرد" تعبيرًا عن حالة الرفض الشعبى لحكم الإخوان، مطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وحددت يوم 30 يونيو موعدًا لانتهاء المهلة للاستجابة لهذا المطلب ودعت الموقعين للتظاهر بعد انتهاء المهلة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، وتجاهل "المعزول" المطالب الشعبية ووصفها بالمطالب العبثية. وفى 23 يونيو، أصدر الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، آنذاك، بيانًا أعلن فيه أن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب تحتم التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع والاقتتال الجارى والفتنة الطائفية وانهيار مؤسسات الدولة، ودعا إلى إيجاد صيغة للتفاهم وتوافق المصالح خلال أسبوع من هذا التاريخ. وفى أول يوليو، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا ذكرت فيه أنه من المحتمل أن يتلقى الشعب ردًا على حركته وعلى ندائه، داعية كل طرف أن يتحمل قدرا من المسؤولية، وأمهلت 48 ساعة للجميع لتلبية مطالب الشعب. وفى 3 يوليو، ألقى السيسى بيانًا أعلن فيه خارطة طريق سياسية للبلاد، اتفق عليها المجتمعون، تتضمن تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وسرعة إصدار قانون انتخابات مجلس النواب وإنهاء رئاسة الإخوان لحكم مصر. وانطلقت مسيرة الشعب نحو البناء على كافة الأصعدة تحت قيادة وطنية واعية وفى حماية جيش وشرطة بذلوا أرواحهم من أجل الحفاظ على مقدرات مصر بمحاصرة الإرهاب ووقف انتشاره وملاحقته أينما كان. كعادتها دائمًا تضرب القوات المسلحة المصرية مثالًا للعالم فى الحفاظ على الأرواح والمنشآت وحمايتهم، وهذا ما تجلى فى ثورة 30 يونيو، حيث نجحت القوات المسلحة فى حماية الشعب المصرى من بطش الجماعة الإرهابية فى يونيو 2013، حيث لم ولن يحدث أن تتخلى القوات المسلحة عن الشعب يوما. ولبت القوات المسلحة نداء الشعب لحماية البلاد من الجماعة الإرهابية، بعد سيطرتهم على العديد من المواقع السياسية والحكومية فخرج وزير الدفاع حين ذاك، المشير أول عبدالفتاح السيسى، يطالب بحوار وطنى للوصول لحلول صائبة، ولكن رفضت الجماعة الإرهابية أى سبل لحلول سلمية.
ولم يقتصر الرفض على عدم المشاركة فى حوار ينقذ البلاد من الدمار، ولكن بدأوا تنفيذ خطط ترهيب المواطنين بأعمالهم الإرهابية، فى أكثر من محافظة وبالأخص سيناء. وتعد ثورة 30 يونيو نموذجًا فريدًا فى تاريخ الثورات الشعبية، حيث يثور الشعب ويعلن إرادته واضحة جلية فتستجيب له مؤسسات دولته الوطنية، فى مشهد تاريخى، لن يمحى من ذاكرة من عايشوه، وقد مضت الثورة فى ثلاثة مسارات هى "التصدى للإرهاب، مواجهة القوى الخارجية الداعمة له، تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية". حفظ الله مصر شعبها وجيشها وشرطتها رغم أنف الخونة أعداء الوطن.