الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

أريد شخصًا أنسي الدنيا وأنا معه، لا اتخيل حتي الخذلان والألم وانا بجواره أورثه كل ما قلته وكل ما لم أقوله شخص مهما رحل الناس من حولي يبقي لانه هو كل من حولي شخص هو من يستحق حبى ويستحقنى بل ويستحق حياتى قبل قلبى وعقلى.

هذه هى شروطى للحب، أهدانى إياها أحد أقرب الأصدقاء والأحبة لقلبى لم يهدِ إلى الكلمات فحسب، بل شعرتها منه ورأيتها فى تصرفاته قبل كلماته، مثل هذا الشخص هو من يستحق أن نقول عنه إنه حبيب مُحب …… يريد لشريك حياته أو صديقه والمقربين منه الخير، حتى ولو على حساب نفسه. ذاك الشخص الذى يضحى من أجل الآخرين لا لشيء إلا أن أهله علموه معنى حب البشر والخير ونمى هو فى نفسه كيف يعيش وسط الناس متمسكًا بما تعلمه من وازع دينى وأخلاقى وأسمى أنواع الحب هو الحب فى الله وهو مساحة كبيرة وأرض فسيحة نباتها الصدق والإخلاص وماؤها التواصى بالحق ونسيمها حسن الخلق وحارسها الدعاء بظهر الغيب. والحب فى الله يبدأ فى نور ويعيش فى نور وينتهى فى نور ولذلك فالنور والوضوح والصراحة فى الأمور العاطفية لابد وأن تكون صريحة وواضحة ولا تحتاج لاجتهادات إلا لإظهار مدى هذا الحب فإن قبل الطرف الآخر فدعونا نكمل الطريق وإن رفض فلا قيود ولا شروط ولا حدود ولا قيود على ما يخرج منك من عطاء ولا إجبار فى الحب ولا أذية ولا قتل ولا ذبح فى الحب فالحبيب يخشى على محبوبه أكثر من نفسه. شاهدنا جميعًا فى الأسبوع الماضى جريمة تم ارتكابها وحاولوا ظلمًا إلصاقها بالحب والحب منها براء، تلك الجريمة الشنعاء عندما أقدم طالب متفوق دراسيًا بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة المنصورة يدعى محمد عادل على قتل زميلته الجميلة نيرة أشرف ذبحًا أمام باب الكلية، مبررًا ذلك بأنه كان يحبها وتركته وذهبت لغيره - وأؤكد له هنا أنها لو كانت أحبتك ما كانت لتذهب لغيرك مهما كان. فقرر الثأر لكرامته فدبر ونفذ جريمته كقاتل محترف أوجع قلوبنا جميعًا ليتم إحالته إلى قاضى الجنايات فى أسرع محاكمة فى تاريخ القضاء المصرى الشامخ، جريمة نقف أمامها كثيرًا لندق من جديد ناقوس الخطر.

ونقول إن أولادنا فى خطر.. مشاهدتهم ما لا يناسبنا ولا يناسب عاداتنا خطأ.. محاكاتهم لأبطال من ورق يملأون السوشيال ميديا مصيبة يجب التصدى لها فورًا. علينا أن نقدم لهم النماذج المصرية العربية الشرقية الإسلامية الشرعية للعلاقات لا تلك النماذج من السادية وحب التملك، أين الحب والعشق والهيام فى أن أقتل من أحببت وكيف تسول لى نفسى أن أمسها بسوء، لو أحببتها حقًا لا مبرر للقتل مهما كان الأمر، والحبيب لا يؤذى حبيبه ويزهق روحه بداعى الانتقام. إن أحببت فستصبح روحا واحدة فى جسدين وكيف لمن ذاق حلاوة الحب - وأسماه حب الله وفى الله - وامتلأ قلبه به أن يُقدم على هذه الخطوة انتصارًا للنفس هذه الخطوة من هذا الشاب لم تكن إلا انتصارًا للشيطان الذى ملأ قلبه وعقله وإن قال إنه مُحب فهو كذوب فهو أبعد ما يكون عن الحب فقد كذبت وافترت مقولة من الحب ما قتل، فالحب لا يقتل بهذا الشكل فهو إيثار وتضحية وعلينا أن نربى أنفسنا، وأبناءنا وأن نعودهم منذ الصغر على البذل والتضحية والإيثار وقبل ذلك كله إيثار رضا الله على هوى النفس ورضا الناس. علينا أن نراجع أنفسنا ونفسح فى بيوتنا مكانًا أوسع للتضحية ونسد السبل أمام الطمع والأنانية وكل الأخلاقيات الرديئة التى فرت أمام زحفها إلى نفوسنا وبيوتنا البركة والمودة والسعادة وأبى الحب والنجاح والاستقرار أن تسكن ديارًا ضلت التضحية إليها الطريق فأخرجت هذه البيوت ضحية كـ نيرة أشرف وقاتلا كـ محمد عادل. هم مجرد نماذج سلط الإعلام الضوء عليهم وهناك كثيرون لم يعرفوا للإعلام طريقا، فمن بسنت خالد لنيرة أشرف فُطر القلب ودمعت العين وذهبت الأخلاق من شبابنا وصدروا إلينا جرائم كنا نحسبها أبعد ما تكون عنا ولكن عندما غابت الرقابة والتوعية وانعدمت التربية فكانت هذه هى منتجاتنا. عزيزى القارئ آن الأوان أن نفوق وندقق ونفحص ونمحص كل كبيرة وصغيرة يفعلها أولادنا قبل فوات الأوان وقبل جرائم جديدة تقتل القلب ولا توجعه. ورغم ذهاب البعض بأن الحب البريء جائز شرعًا ولا حرمة فيه وفق ضوابط وشروط ودون مخالفات شرعية ولا تعارض مع تقاليد وعادات المجتمع الذى نعيش فيه والأصل والأهم من ذلك الضوابط والأحكام التى تُلزمنا بها الشريعة. وديننا يدعو إلى الحب بكل معانى السمو والرقى والصفاء والنقاء والتقوى كلها من مظاهر الحب حتى الحب بين الشاب والفتاة هو مطلوب، لا نمنع حبًا بين شاب وفتاة ولكن نلتزم بما قاله رسول الله " ما رأيت للمتحابين خيرا من النكاح ". وإذا أحبت فتاة أو أنثى شابًا مناسبًا لها نقرب الأمور ونذهب إلى الخطبة لكى تكون الأمور مشروعة، فالحب ليس حرامًا ولكن ماذا بعد الحب علينا أن نكلله بإطار من الأخلاق الذى هو بالارتباط الوثيق الخطبة ثم الزواج. ووجب أن ننوه أن الشرع حدد كل علاقة بين الذكر والأنثى الذى هو أجنبى عنها فمحرم نظر كل منهما إلى الآخر كما حُرم تحدث كل منهما إلى الآخر إلا إذا وُجدت ضرورة أو حاجة تقتضيه وذلك بضوابط كما حرم اختلاء كل واحد منهما بالآخر سدًا للذرائع بل إنه منع من تفكر الرجل فى محاسن المرأة أو تفكر المرأة فى محاسن الرجل. علينا أن نعود جميعًا إلى غرس خلق العفة وغض البصر والبعد عن مواطن الفتنة فى أولادنا خاصة فى هذا العصر الحديث والسماوات المفتوحة وتلك المواقع التى خربت العقول والقلوب.. علينا أن نغرس بقوة اليقين بالله والأخلاق الفاضلة فى نفوس شبابنا بعد أن تجردت نفوسهم منها - بكل أسف -. علينا دعوتهم إلى القيم النبيلة التى دعت إليها الشرائع السماوية بدلًا من تبرير تصرفات أبعد ما تكون عن الحب وعن الدين قبل الحب، فالحب البريء لا يقتل ولا يذبح بل يدعم ويقّوم ويساعد ويحاول داخل كل الأطر الشرعية مراقبًا الله فى عمله تجاه من يحب، دعونى أصرخ وأقولها عالية من جديد "الحب لا يقتل.. كذب من قتل باسم الحب"، لقد كانت جريمة تقتل القلب لا تُحزنه أو تُمرضه فحسب.  

تم نسخ الرابط