العباس السكرى يكتب: موسم عيد الأضحى السينمائى.. الغالب والمغلوب
"حياة أو موت"، هذا هو التوصيف الأقرب لموسم عيد الأضحى السينمائى والذى يشهد عرض 4 أفلام سينمائية لنجوم الصف الأول، أو كما يقول نزار قبانى: "اختارى الحب أو اللا حب فجبن ألا تختارى.. لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار"، فهذا الموسم سيحدد لبعض النجوم إما البقاء أو الفناء، إما الجنة أو النار، خصوصًا أن كل نجم خلفه شركة إنتاج تدعمه وتضمن له النجاح عن منافسه، فمثلًا فيلم "كيرة والجن" تنتجه شركة سينرجى ويعد من الأفلام ذات الميزانية الضخمة وهذا الفيلم على وجه الخصوص يشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم، وأيضًا فيلم "عمهم" للنجم محمد إمام والذى يعتمد فيه على الأكشن وينتجه أحمد السبكى وصنع له دعاية ضخمة، وفيلم "بحبك" للنجم تامر حسنى، وإنتاج شقيقه حسام، وفيلم "تسليم أهالى" لدنيا سمير غانم. ورغم قلة الأفلام المعروضة فى الموسم والتى لا تتجاوز 4 أفلام فقط، فإنه يعد موسمًا قويًا خاصة أن الأعمال المتنافسة تعتمد على نجوم الصف الأول، وأعتقد أن هذا الموسم بالتحديد سيجيب عن السؤال: هل تغيرت قواعد السوق السينمائية فى السنوات الأخيرة؟ وهل هناك رغبة جماهيرية فى رؤية نجوم جماعيين يتنافسون على الشباك؟ فأفلام الشباب تحقق إيرادا أكبر من سابقيهم، والمنتجون حاليًا أكثر جرأة فى إسناد أدوار البطولة إليهم وربما يجيب هذا الموسم أيضًا عن التساؤل: هل نجوم السينما قادرون على الجذب؟ أم أن الجمهور عزف عن الذهاب لدور العرض؟ وتشتد المنافسة على شباك التذاكر مع أول أيام العيد حيث يهرع الجمهور لقطع تذكرة السينما طوال أيام العيد على الأفلام المنافسة التى يأتى فى صدارتها فيلم "كيرة والجن" والذى انطلق العرض التجارى له قبل بدء الموسم بأسبوع وشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا بسبب شعبية النجوم المشاركين فى بطولة الفيلم، وأبرزهم كريم عبدالعزيز وأحمد عز وهند صبرى، حيث يعد "كيرة والجن" أول فيلم عربى يعرض فى سينمات IMAX وهى خطوة جديدة على السينما المصرية واستغرق تنفيذ الفيلم 4 سنوات بسبب فيروس كورونا، والفيلم مستوحى من رواية "1919" للمؤلف أحمد مراد الذى كتب السيناريو والحوار، وإخراج مروان حامد، وشارك فى العمل "سيد رجب، أحمد مالك، على قاسم، هدى المفتى، محمد عبدالعظيم، عارفة عبدالرسول، تامر نبيل، فضلًا عن تواجد بعض الممثلين الأجانب.
والفيلم يرصد حقبة مهمة فى تاريخ مصر أثناء ثورة 19، إذ يتناول العمل واقع المجتمع المصرى فى فترة الاحتلال الإنجليزى إبان ثورة 1919، ويكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى وقت ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيين خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال تكشف للأجيال الصغيرة مدى حب المصريين لبلدهم وأرضهم. ويجسد النجم كريم عبدالعزيز شخصية الطبيب "أحمد عبدالحى"، وهو شخصية حقيقية كان موجودًا أثناء فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر، وكانت شهرته وقتها "أحمد كيرة"، وخلال الأحداث يلتقى أحمد كيرة مع عبدالقادر شحاتة الجن، وهو الشخصية التى يجسدها النجم أحمد عز، فيصبحان صديقين مقربين، ويشاركان فى التصدى للاحتلال الإنجليزى ضمن إطار من الإثارة والتشويق. ثانى الأفلام المنافسة فيلم "عمهم" للنجم محمد إمام، ويشارك معه فى البطولة هدى المفتى، سيد رجب، باسم سمرة، أيتن عامر، محمد سلام، رياض الخولى، أحمد خالد صالح، محمد لطفى، محمد ثروت، الشحات مبروك" وتأليف وسام صبرى، وإنتاج أحمد السبكى، وإشراف عام كريم السبكى، وإخراج حسين المنباوى. وتدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى حول الملاكم سلطان الذى يجسد دوره محمد إمام والذى يعمل مع صديقه سعيد بمركز رياضى، ولكنهما يتورطان فى قضية تزوير أموال عن طريق مطبعة تقع صدفة فى طريقهما لتنقلب حياتهما رأسا على عقب. ومن المؤكد أن يحقق العمل مردودًا جماهيريًا خصوصًا أن محمد إمام يلجأ للأكشن بطريقة احترافية، ويقدم الدور بسلاسة شديدة، ويعد الفيلم من أكثر الأفلام التى تكلفت ميزانية إنتاجية عالية جدًا، وذلك حسبما كشفه منتج العمل أحمد السبكى، كما يشهد فيلم عمهم عودة محمد إمام مجددًا إلى السينما بعد غيابه العامين الماضيين بسبب تداعيات كورونا منذ أن قدم آخر أعماله السينمائية فيلم "لص بغداد" الذى شارك فى بطولته مجموعة من الفنانين، مثل ياسمين رئيس وأمينة خليل وفتحى عبدالوهاب، وغيرهم من الفنانين وعرض عام 2020. ثالث الأفلام المنافسة بقوة فى موسم عيد الأضحى السينمائى فيلم "بحبك"، تأليف وإخراج وبطولة تامر حسنى فى أولى تجاربه بالإخراج السينمائى، ويشاركه "هنا الزاهد، حمدى الميرغنى، هدى المفتى، أحمد عزمى، مدحت تيخة، شهد الشاطر، عالية راشد" وعدد آخر من الفنانين.
وفيلم بحبك تدور أحداثه فى إطار رومانسى، وتتناول الأحداث حياة رجل يخوض قصتى حب ويتخبط فى حياته بين فتاتين ويظهر اختلاف مدى صدق التعبير عن الحب بين الرجل والمرأة. ويراهن تامر حسنى على نجاح فيلمه خاصة أنها تجربته الأولى فى الإخراج السينمائى، ويعتمد فى الفيلم على الرومانسية من جانب والإطار الكوميدى من جانب آخر كما اعتاد عليها فى أغلب أفلامه، حيث قال تامر: "الفيلم أكيد فيه ضحك بس فى إطار رومانسى بحت مش موجود بقاله كتير، أتشرفت بمشاركة نجمة اليوم والمستقبل الجميلة هنا الزاهد، ومبسوط إنى أول من اكتشفها فى بداية حياتها، وفى الفيلم ده بكتشفها تانى وبقدمها بشكل جديد عليها وعليكم ومبسوط جدًا لمشاركة حبيب قلبى نجم الكوميديا الكبير حمدى الميرغنى اللى هيعمل إن شاء الله شغل رهيب فى الفيلم كعادته الجميلة.
وتعود الفنانة دنيا سمير غانم، إلى السينما بفيلم "تسليم أهالى"، بعد مشاركتها فى بطولة فيلم "لف ودوران" عام 2016 أمام أحمد حلمى، والفيلم تم تأجيل عرضه أكثر من مرة بسبب "كورونا"، والظروف التى مرت بها دنيا بوفاة والديها الفنان سمير غانم، والفنانة دلال عبدالعزيز، ويعد الفيلم آخر ظهور على الشاشة لدلال عبدالعزيز، وتدور أحداث الفيلم فى إطار اجتماعى كوميدى حول مطاردة فنانة تدعى "لوسى" لبطلة الفيلم خلال الأحداث وذلك بسبب حبها الشديد للبطل الذى يضطر إلى الهروب من "لوسى" ليتزوج من حبيبته، ويشارك فى بطولة الفيلم "هشام ماجد، بيومى فؤاد، محمد أوتاكا، عبدالله مشرف"، بجانب عدد كبير من ضيوف الشرف، والفيلم تأليف شريف نجيب وإخراج خالد الحلفاوى.
بقى أن نقول إن البقاء والحفاظ على النجومية يحتاج لمغامرة كبيرة من النجم حتى يظل فى الوهج طوال عمره وعلى مدار تاريخ الفن المصرى خاض المغامرة كثيرون ونجح بعضهم واستمر مدى الحياة منهم سينمائيًا فاتن حمامة، عمر الشريف، عادل إمام، وغنائيا أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب، ومسرحيا يوسف وهبى ونجيب الريحانى.