"أقوال الجرايد المصرية" في "الشورى" قبل 100 سنة
في مثل هذا اليوم قبل نحو 100 عام، وتحديداً يوم 21 يوليو 1927، قدمت جريدة "الشورى" موضوعات متنوعة تغطي شتى الاهتمامات.
وتحت عنوان "أقوال الجرايد المصرية"؛ ذكرت "الشورى" أقوال الصحف المصرية، حيث قالت الأخبار فى نهاية فصل افتتاحى: «على أننا ونحن لا ننكر ما ألقته الثورة الفرنسية من نور على العالم وما غرسته من مبادئ سامية فى العقل العام لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل طبقت فرنسا مبادئ الثورة الكبرى فى داخلية بلادها وخارجها؟».
«أما فى الداخل فهذا أمر مختلف فيه كما هو موضع مناقشة حارة ولاسيما فى الوقت الحاضر حيث لا تقوم المساواة حقا بالنسبة لتطبيق القوانين بين الأفراد. وأما فى الخارج فلا نزاع بل هناك إجماع على أن فرنسا لا تعرف الحرية والمساواة والإخاء فى مستعمراتها والبلاد التى وقعت ظلما تحت سلطان انتدابها وفى مقدمتها سوريا».
«ومن أجل هذا أنت ترى أن صفحة فرنسا التاريخية اليوم صفحة محزنة ولا يسعك إلا أن تؤثر لهذه المبادئ التى احتضرت بين أيدى المستعمرين من أبنائها».
وقالت جريدة الكوكب:
«فى مساء اليوم يحتفل الفرنسيون بذكرى ١٤ يوليو فى بلادهم، وفى كل عاصمة من عواصم الأمصار، فترفع الأعلام وتشتعل الأنوار، فيستحيل الليل إلى نهار».
«يحتفلون (بعيد الحرية) حق فى الريف والشام، وغيرها من البلاد التى سلبت حريتها بحكم القوة العمياء على الحق الضعيف الأعزل».
«يحتفلون بعيد الحرية فى بلاد لا تزال أرضها مخضبة بدماء شهداء الحرية، التى سفكها خلفاؤهم الذين هدموا الباستيل ليقيموا على أنقاضه بسانيل فى البلاد التى استعمرها هادموه!».
«ففى فرنسا تقام للحرية التماثيل الرائعة والأنوار الساطعة».
«وفى مستعمرات فرنسا والبلاد التى ندبت لها، يراد أن يقام للحرية تلك التماثيل، وفوق ضريح حرية أهلها وساكنيها..!» «فهل يذكر الفرنسيون اليوم عندما يذكرون ظفرهم بالحرية «حقوق الإنسان» فيعلمون أن جماعات بنى آدم غير أسراب الطير وقطعان الحملان، وأن لهم حقوقا قوبلت بالازدراء والامتهان.
«مسكينة أنت أيتها الحرية فباسمك تحاربين، وبسيفك تطعنين»!
«مسكينة أنت فإن لك وجهين أحدهما لامع مبتسم، والثانى عبوس متجهم.
«مسكينة أنت إذ بينما نقدم لك القرابين فى بعض الأمصار، تقدمين قربانا فى أمصار أخرى على مذبح الاستعمار.
«ليهلل الفرنسيون بعيد الحرية فى بلادهم، وفى بلاد حلفائهم، وليكبروا من شأن هذا العيد، إنه خليق منهم بكل تكريم وتمجيد.
«أما أن تقام له معالم الأفراح فى الشام وغوطتها، وفى غيرها من الأمصار التى غلب أهلوها على أمرهم، فكأنما يقام عرس فى مأتم، أو مرقص فى منجم..».