محمود الشويخ يكتب:« ثوابت السيسى » لماذا قال الرئيس للشعب المصرى: "ليس لدى إلا العمل" ؟
- كيف يواجه الرئيس السيسى مخططات الإحباط؟وكواليس خاصة من قلب "الجمهورية الجديدة"
- أسرار "العملية توشكى" لتأمين غذاء المصريين.. وتفاصيل "الحرب الكبرى" على "وحش الاستيراد" .
كان هذا الرجل واضحا من البداية.. "ليس لدى إلا العمل".. لم يخادع شعبه بوعود زائفة.. وكان يمكنه أن يفعل.. ولم يعد الناس برغد العيش.. وكان يمكنه أن يقول.. بل اعتمد الصراحة والمصارحة طريقا.. وبدأ مشروعا شاملا لإعادة بناء الدولة المصرية من جديد بعد عقود الخراب والفشل.
كان يمكن للرئيس السيسى أن يختار الطريق السهل.. والطريق السهل فى بلادنا يعتمد على المسكنات ذهابا وإيابا.. لكنه اختار الطريق الصعب، وهو طريق إعادة البناء.. ولم يخش من تراجع شعبيته إذا اتخذ إجراءات صعبة لعلاج مشكلات مزمنة.
اقتحم كل الملفات الصعبة والمؤجلة منذ عقود.. فى الدعم والتعليم والصحة ومخالفات البناء والنقل وسعر الصرف وغير ذلك الكثير.. وكل القرارات التى خافت منها أنظمة سابقة، برغم أهميتها الإستراتيجية، لم يتردد السيسى فى اتخاذها والإشراف على تنفيذها.
مضى فى طريق الإصلاح الصعب فى كل الملفات.. وتحمل غضب بعض الفئات.. وتحمل حرب شائعات.. وتحمل أكاذيب تنطلق من الخارج.. واختار أن يأتى على شيء من شعبيته العريضة.. فقط من أجل الإصلاح.
فعل ذلك لأنه ليس حاكما عاديا يخشى على منصبه بما يدفعه لإرضاء الجماهير حتى فى الخطأ.. بل هو يعرف من البداية أنه جاء فى مهمة إنقاذ تستدعى أمانة فى القرار وشجاعة فى التنفيذ وفدائية فى العمل.. مهما كلف الأمر.
وأثبتت الأيام صحة خطوات الرئيس.. اقتصادنا صمد أمام جائحة أتت على دول كبرى بفضل إجراءات الإصلاح.. تحررت موازنة الدولة من عبء الدعم بما سمح بالإنفاق على قطاعات إستراتيجية مهمة كالتعليم والصحة.
قطاع النقل يدخل مرحلة غير مسبوقة من التحديث.. والبلد إلى عهد جديد من البناء المنظم بفضل حربه على العشوائية.
باتت مصر دولة مثل دول العالم المتقدم قادرة على الانطلاق بعد أن امتلكت حداثة فى مؤسساتها خاصمت بها عقود التخلف.. وكل ذلك بفضل قرارات قائد شجاع لم يخش شيئا.
ثم جاءت الكارثة الكبرى وهى الحرب الروسية- الأوكرانية التى أتت على ما تبقى من استقرار العالم بعد هدوء جائحة كورونا وباتت معظم دول العالم مهددة بالخراب.. لكن مصر، وعلى صعوبة الظروف، ما زالت صامدة، هادئة، مستقرة.. وكل ذلك بفضل إصلاحات هذا القائد.
وبينما العالم الآن يدخل فى حالة ركود.. فإن نشاط مصر لا يتوقف.. والعمل فى بناء الجمهورية الجديدة لا يعرف نوما ولا راحة.
وهذا ليس حديثا إنشائيا.. ففى هذا الأسبوع فقط كانت مصر على موعد مع حزمة جديدة من المشروعات الضخمة.. فها هو الرئيس يتابع، فى اجتماع مهم، مشروعات استصلاح الأراضى بتوشكى، ويوجه بتكامل جهود أجهزة الدولة بشأن إضافة مساحات جديدة للرقعة الزراعية المستصلحة فى توشكى، مع تطوير نظم الرى والوسائل الزراعية التى تتناسب مع طبيعة المنطقة، حيث اجتمع مع اللواء أ.ح هشام السويفى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، واللواء أ.ح توفيق سامى رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للأراضى الصحراوية، واللواء أ.ح كرم سالم رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات، واللواء أ.ح محمود فكرى مساعد رئيس الهيئة الهندسية لمشروعات توشكى، لمتابعة الموقف التنفيذى لمشروعات استصلاح الأراضى فى جنوب الوادى بتوشكى، وقد تم فى هذا الإطار استعراض الخطوات التنفيذية لمشروعات تنمية توشكى، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية المعنية، بما فيها المساحات المنزرعة والمستهدف استصلاحها بالمنطقة، فضلاً عن جهود توفير الموارد المائية والبنية الأساسية اللازمة لدعم تلك المشروعات، خاصةً ما يتعلق بمحطات الرفع العملاقة وشبكات المياه وأجهزة الرى المحورى وتبطين الترع، بالإضافة إلى الأعمال الصناعية والهندسية الجارى تنفيذها من قبل جهات الاختصاص الحكومية، وكذا سير العمل الخاص بتطوير الطرق والمحاور المؤدية لمنطقة جنوب الوادى.
ثم اجتمع مع اللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، واللواء أ.ح كرم سالم رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات، لاستعراض مجمل مشروعات جهاز الخدمة الوطنية على مستوى الجمهورية، حيث وجه الرئيس بتطوير منطقة شق الثعبان بشكل شامل، وتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى "مدينة الرخام والجرانيت"، بحيث تكون صديقة للبيئة وتتعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن وعلمى، وذلك فى إطار جهود الدولة لتطوير الصناعات المحلية وكذلك الحد من التلوث البيئى، مع إيلاء الاهتمام اللازم برفع كفاءة البنية الأساسية بالمنطقة لتطوير مختلف الخدمات بها من مياه وصرف صحى وتغذية كهربائية، وتطوير شبكة المحاور الرئيسية المحيطة بها وطرقها الفرعية.
وفى إطار مشروعات جهاز الخدمة الوطنية، استعرض اللواء وليد أبو المجد مجمل نشاط الجهاز فى مختلف القطاعات، خاصةً فى مجال الأمن الغذائى بالتنسيق مع وزارة الزراعة، بما فى ذلك الموقف التنفيذى للمراحل المختلفة لشركة "سايلو فودز"، والمجازر الآلية المتكاملة، إلى جانب زراعة شتلات القصب، فضلاً عن تطوير مجمعى مصانع قها وإدفينا.
هل اكتفى الرئيس؟
لا ففى اجتماع آخر مع اللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، واللواء أ.ح كرم سالم رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات، والمهندس طه الجمال من القطاع الخاص، استعرض جهود الدولة من خلال جهاز الخدمة الوطنية فى توطين الصناعة بالتعاون مع القطاع الخاص، حيث وجه الرئيس فى هذا الإطار بإنشاء مجمع صناعى لإنتاج "البولى إيثيلين"، لسد احتياجات السوق المحلية من المكونات الصناعية التى تدخل فى عملية التنمية والإنتاج فى العديد من القطاعات الحيوية، إلى جانب تخفيض فاتورة الاستيراد.
وخلال الاجتماع اطلع الرئيس على تفاصيل المجمع الصناعى الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط، والذى من المنتظر أن يساهم فى إنتاج جزء كبير من المستلزمات الصناعية المستخدمة فى العديد من القطاعات، كقطاع التحول الرقمى من خلال إنتاج جميع أعمال ومستلزمات الفايبر من كابلات، إلى جانب قطاع النقل الحديث مثل القطار الكهربائى السريع والمونوريل، كما أنه سيوفر حوالى 35% من الاحتياجات الصناعية الخاصة بالبنية الأساسية فى مبادرة "حياة كريمة" عوضاً عن استيرادها من الخارج.
وسيتكون المجمع الصناعى من 6 مصانع رئيسية فى مختلف القطاعات الخاصة بمشتقات "البولى إيثيلين"، وسيضم 30 خط إنتاج لـ1000 منتج مختلف، مما سيسهم فى توفير العملة الصعبة من خلال تخفيض الاعتماد على الاستيراد، كما أنه سيكون مطابقاً للمواصفات الأوروبية وسيتم اعتماد منتجاته دولياً، بما يفتح آفاق التصدير، خاصةً للدول الإفريقية التى ترتبط مع مصر باتفاقيات تجارة حرة، لاسيما دول الكوميسا، وسيحتوى أيضاً على قطاع خاص بالتدريب والتعليم الفنى، إلى جانب أنه سيتم إنشاؤه فى منطقة الصعيد، ومن ثم سيوفر آلافا من فرص العمل لأبناء الصعيد.
وفى اجتماع رابع مع اللواء أ.ح وليد أبو المجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، واللواء محمد صلاح رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، والسيد بشير فريد رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا الأردنية لإنتاج اللحوم، ورجل الأعمال محمد حلاوة المتخصص فى الصناعات الغذائية ومنتجات الألبان – تابع عددا من مشروعات جهاز الخدمة الوطنية على مستوى الجمهورية، حيث تم فى هذا الإطار استعراض المستجدات الإنشائية لمصنع منتجات الألبان ببرج العرب، خاصةً ما يتعلق بالمعدات وخطوط الإنتاج والتى تتم بالشراكة مع القطاع الخاص والخبرة الأجنبية العريقة فى هذا المجال، حيث سيقام المصنع على مسطح ٤٠ ألف متر مربع، وستبلغ طاقته الإنتاجية ١٢ ألف طن من الأجبان سنوياً.
الرئيس وجه بالتدقيق فى توفير كافة مكونات المصنع من العمالة الفنية المتخصصة، والخامات، ومستلزمات الإنتاج، ومواد التعبئة والتغليف، لضمان أعلى مستوى من جودة الإنتاج للأجبان، خاصةً تلك التى يتم استيرادها حالياً من الخارج لتوفيرها بالسوق المحلية، وذلك بهدف سد الفجوة الاستيرادية، وكذلك فتح آفاق لفرص تصديرية مستقبلية.
كما وجه الرئيس بالاستمرار فى تعزيز جهود إنشاء مراكز تجميع الألبان المتطورة على مستوى الجمهورية، مع تدعيمها بوسائل الاختبارات المعملية والتخزين، والخدمات البيطرية اللازمة، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على استيراد الألبان وتحقيق قيمة مضافة لصغار المربين.
وقد شهد الاجتماع أيضاً عرض الموقف التنفيذى للشراكة بين مصر والأردن لتنمية الثروة الحيوانية، وإنتاج الأعلاف، وذلك بهدف تغطية احتياجات السوق المحلية، وقد وجه السيد الرئيس فى هذا السياق بترسيخ الشراكة مع الجانب الأردنى فى هذا القطاع بهدف توفير سلالات ذات إنتاجية عالية من اللحوم للسوق المصرية، والحفاظ على مخزون إستراتيجى من الرؤوس الحية داخل مصر، إلى جانب تخفيض الاعتماد على الاستيراد.
ولأن الرئيس لا يهتم بملف على حساب آخر؛ فقد وجه بتطوير معهد ناصر للعلاج ليصبح مدينةً طبيةً متكاملةً مع زيادة الطاقة الاستيعابية له، ورفع كفاءة بنيته التحتية، وذلك بالاستعانة بالخبرات الطبية العالمية، وذلك فى اجتماعه مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ.ح هشام السويفى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء أحمد العزازى مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء أشرف العربى رئيس المكتب الاستشارى للهيئة الهندسية، والعميد عبد العزيز الفقى مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتصميمات الطرق. هذا الاجتماع المهم تناول متابعة الموقف التنفيذى لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية على مستوى الجمهورية، خاصةً فى قطاعات الطرق والكبارى والمشروعات الإنشائية والمعمارية، إلى جانب مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، حيث جرى استعراض جهود تطوير معهد ناصر للعلاج بإضافة مبانٍ جديدة وتطوير المبانى الأساسية القائمة، واستحداث أقسام وتخصصات طبية جديدة، وزيادة السعة السريرية للمعهد بمقدار 1000 سرير إضافى، إلى جانب زيادة عدد غرف العمليات الجراحية ووحدات الكلى، وكذلك المنشآت الخدمية وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث وجه الرئيس، كما قلت، بتحويل المعهد ليصبح مدينةً طبيةً متكاملةً، فضلًا عن زيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد، ورفع كفاءة بنيته التحتية، وذلك بالاستعانة بالخبرات الاستشارية العالمية فى هذا المجال، آخذاً فى الاعتبار أن المعهد يعد من أهم ركائز المنظومة الصحية فى مصر.
أيضا تم استعراض عملية تطوير الطرق والمحاور بالقاهرة الكبرى، بما فيها محور حسب الله الكفراوى بطول 17 كم الذى يربط الطريق الدائرى جنوب محور المشير طنطاوى بمنطقة المعادى، إلى جانب محور الحضارات وربطه مع محور ياسر رزق الذى سيربط منطقة وسط البلد وطريق صلاح سالم بهضبة المقطم، فضلاً عن تطوير محور جمال عبد الناصر كأحد أهم المحاور بالقاهرة الجديدة بطول 14 كم.
كما تم استعراض الموقف الإنشائى والهندسى لعدد من المنشآت بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً قاعة "دار القرآن الكريم" بمسجد مصر، فضلاً عن عرض الموقف التنفيذى الخاص بربط القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية ومجموعة شبكة الطرق والمحاور المحيطة بها، لاسيما الطريق الدائرى الأوسطى والدائرى الإقليمى.
كما تم استعراض جهود تطوير المنشآت والبنية الأساسية والمحاور والطرق بمدينة شرم الشيخ استعداداً لاستضافة القمة العالمية للمناخ فى شهر نوفمبر القادم، فضلاً عن عملية التطوير الجارية بمنطقة الرويسات فى شرم الشيخ، ورفع كفاءة التجمعات السكنية والبدوية ومجمع الورش الحرفية بالمنطقة.
إننا أمام دولة قررت أن تصنع مستقبلها بيدها.. بفضل قائد لا يجود الزمن بمثله إلا نادرا.
ودائما وأبدا؛ تحيا مصر.